أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - امتياز المغربي - هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!














المزيد.....

هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!


امتياز المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:31
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


لم أنسى حتى اليوم صراخها، الذي كنت استمع إليه من خلف الحائط الفاصل ما بين بيتنا وبيت أهلها، كان الصراخ يأتي مخنوقا، ولكننا سمعناه بصعوبة. في البداية اعتقدنا انه شجار عائلي كالمعتاد، ولكن وبعد أن أرهفنا السمع أكثر تبين انه صوت صراخ وانين ام عماد التي تبلغ من العمر 41 عاما. التصقت جميع عائلتي بالحائط لتيقن أكثر مما يدور، حيث وصل إلى أسماعنا صوت الضرب المتواصل والصراخ من جانب المغدوره، كانت تستغيث وبالمقابل كان الضرب يزاد ويتواصل. اعتقدنا في هذه المرة أنها في شجار مع أهلها وان الأمر أدى إلى الضرب، ولكن الضرب والأنين تصاعد مع صراخ أصوات أخرى، كانت الشتائم تنطلق من قبل كل من كان يحضر حفلة القتل المتعمد، استمر ذلك لعدة ساعات، ولكننا لم نستطع أن نتوجه إلى بيتها لان أهلها سيعتبرون أننا نتدخل في أمورهم الخاصة، ولم نكن نعلم بالمطلق أن ما كان يجري خلف الحائط هو عملية إعدام بالتدريج المخطط له مسبقا.



وبعد ساعات لف جسد المغدوره بقطعة قماش بيضاء، وحملت إلى سيارة كانت تنتظر على الشارع، قذفت الجثة في صندوق السيارة، وانطلقوا، ومرة أخرى اعتقدنا أنهم قد أشفقوا على حالتها، وأنهم أخذوها إلى المشفى، ولكن بقي سؤال لدي في حينها، وهو أنهم إذا قرروا أن يأخذوها إلى المشفى، فلماذا قذفوا بها في صندوق السيارة؟



كان الفزع يملأ قلوبنا عندما ضجت الحارة في اليوم التالي، بصراخ ونحيب نساء الحي، وعندما استفسرنا عن الأمر كان الرد أنهم عثروا على أم عماد وهي ملقاة على احد القبور وهي تنزف بشدة وتأن، وأخذها بعض المارة بالمقبرة إلى احد المستشفيات، ولكنها فارقت الحياة. حينها عرفت سبب إلقائها في صندوق السيارة بشدة، كان القاتلون قد اعتقدوا أنها ماتت، وقاموا برميها على احد القبور لإثبات شرف عائلتهم كما يقولون!



طبعا كالعادة لا يوجد شهود على أن أم عماد قد أقامة علاقة غير شرعية، ولكن الجميع اكتفوا بادعاء زوجة الأخ التي كانت تطمع في الحصول على البيت بالكامل، وكان ما أرادت.



في قانوننا الفلسطيني لا يوجد نص صريح لحماية المرأة من القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، وكثيرا ما تحدث جرائم قتل ويتذرع القاتل أو القاتلون بأنهم ارتكبوا جريمتهم على خلفية ما يسمى بشرف العائلة.



واذكر أن هناك نساء أخريات قتلن باستخدام أساليب عدة ومنها السم، والسقوط في بئر، والانتحار المفتعل، وانفجار غامض، وغيره. وذلك يعود للمخططين الذين يعملون على صياغة قصة القتل بأوجه عدة. وتشارك نساء العائلة غالبا في عملية القتل أو الإعداد له أو التحريض، فمن وجهت نظرهم أنهم بذلك يغسلون شرف العائلة.



كم من عائلة أقدمت في السابق على قتل ابنتها على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، لمجرد الشك، وبقيت تلك العائلة تدفع ثمن فعلتها حتى اليوم، لان الكبار يقولن لصغار عائلة فلان قتلت ابنتها وهنا قبرها، ولكن بالمقابل هناك الكثير من العائلات التي تتبع الأمر وتحقق به وتحاول معالجته، وهذا يكون أفضل لكي لا يتحمل احد ما إثم القتل العمد.



كلنا يعلم كيف جاءت إحدى النساء لنبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعترفت أنها حامل من الزنا، وكيف انه أمرها أن تفكر في اعترافها، ولا ننسى كيف وضعت شروط عدة دقيقة للغاية في موضوع إثبات جريمة الزنا، فإذا كان هذا هو حال الإسلام فعن أي شرف يتحدثون من يقومون بقتل النساء.



إذن هل أصبح قتل النساء موديل، أم انه الموروث الاجتماعي الذي يجحف إلى جانب القانون بحق النساء، فل يتذكر كل منا أن القتل من الكبائر التي حرمها الله، فكيف نقوم نحن الذين ندعي التقدم والتطور بقتل النساء، ونعود في تلك اللحظات إلى عقلية الأمي الجاهل، فهناك أمي ولكن مثقف، أما من يقدم على قتل المرأة فقط لأنه يشك فهو اقل فعلا من أن يوصف بالإنسان.



ولا ادري هنا إذا أصبحت فعلا قضايا الشرف مبرر لقتل النساء، فمن يقوم بقتل أخته نتيجة شجار عائلي مفتعل، أو الزوج الذي يقتل زوجته لأنه ذكر فقط، والمرأة التي تقوم بضع السم في طعام ابنتها لأنها تريد أن تحافظ على شرف العائلة، وغيرها، بالله عليكم عن أي شرف يبحثون؟!




#امتياز_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بشكير ليلة الدخلة شهادة شرف للمرأة؟!
- هل هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني في قائمة الاصلاح؟!
- ما هو تعريف الدين الإسلامي في غزة؟؟!!
- مثقفون يرقصون على اجساد النساء!!؟
- شدي بنطلونك يا بنت ومش ضروري تشدي حيلك يا بلد!!
- للأزهار رائحة الحزن إصدار جديد للشاعر المغربي إبراهيم قهوايج ...
- المخرجة الفلسطينية ايمان عون: شهد المسرح حركة كتابة نشطة مال ...
- الفنان التشكيلي محمد حرب:الاقامة الحالية أعيش داخل لوحة، إقا ...
- مؤتمر الاعلاميات العربيات السادس يوصي بتعديل القوانين العربي ...
- الفنانة التشكيلية امال قناوي: تختص أعمالي بتقديم صور لهيكل م ...
- اعضاء المجلس الوطني يرفضون-الحصحصة- ويطالبون بانتخابات ديمقر ...
- قصص نجاح حقيقية في منتدى شارك الشبابي في فلسطين
- الفنانة التشكيلية دينا حكمت غزال: ولدت لدى عائلة تهوى الفن و ...
- بسام ابوشريف يعلن عن:إنشاء تنظيم - الديمقراطي- ويحدد أهدافه ...
- لوحات لكل الناس معرض اللوحات التشكيلية الثالث في فلسطين للفن ...
- الملتقي الإعلامي يدعو إلى الحوار وعدم الانزلاق في حروب داخلي ...
- الفنانة المسرحية فاتن خوري:الاحتلال بتهدضنا والرجل بتهدض الم ...
- حكاية اسماعيل هنية وتراجيديا الافلام الهندية
- هل يعيد الاستنكار الطيور المذبوحة؟!
- افتتاح مشروع الأكاديمية الدولية للفنون الاولى في فلسطين


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - امتياز المغربي - هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!