كيف تم استغلال ظهير 16-5-1930من طرف الحركة الوطنية؟ وهل المشروع الثقافي للحركة الوطنية كان يفرض عدم الاعتراف بالتنوع الثقافي المكون للنسيج المغربي، وبالبعد الأمازيغي؟ وما هي طبيعة الاستراتيجية التي يتبعها النظام المغربي في معالجة المسألة الأمازيغية؟ وإلى أي حد يمكن الاستفادة من بعض التجارب الدولية الناجة لحل مشكل التعدد الثقافي واللغوي في المغرب؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الباحث علي صدقي ازايكو،عضو المجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأحد الأسماء البارزة داخل الحقل الثقافي الأمازيغي في الحوار التالي:
ـ ماهي قراءتكم التاريخية والسياسية لظهير 16-5-1930؟
وكيف تم استغلاله من طرف الحركة الوطنية آنذاك لضرب المرتكز الأمازيغي في الهوية المغربية خاصة بعد إعلان مطالب الشعب المغربي سنة 1944؟
أعتقد أن كل ما كتب إلى حد الآن بخصوص ظهير 16 ماي 1930 من قبل المغاربة المهتمين، لم يرق إلى وضعه في سياقه التاريخي الحقيقي، سواء بالنسبة إلى الفترة التاريخية السابقة لزمن الحماية الفرنسية أو بالنسبة إلى عهد الوجود الفرنسي في المغرب. ولم يهتم به الناس إلا لإثارة مناوشات بوليميكية تجاوزت بكثير مضمون الظهير نفسه وربما حيثيات وضعه. وأعتقد أن كل المسؤولية بهذا الصدد راجعة إلى أخطاء الحركة الوطنية التي تمادت في إلصاق صفة "البربري" بالظهير عقودا من الزمن بعد الاستقلال.
وأعتقد أن الدوافع التي كانت وراء تسميته بالظهير "البربري" من قبل مجموعة قليلة جدا من الحضريين المغاربة، بعد صدوره مباشرة، ليست هي نفس الدوافع التي جعلت الأحزاب الوطنية وكذا بعض الصحف غير الحزبية، تحتفل بذكرى الظهير كل عام إلى السنوات الأخيرة. كل ذلك دون أن تبذل أي مجهود لتبرئة ذمة الأمازيغ من مسؤولية وضع الظهير وإخراجه إلى الوجود. وكأنهم يلعبون على الغموض، لإسكات أصوات الأمازيغ التي أصبحت تفضع نواياهم الخفية منذ الستينات.
ينبغي ألا ننسى كذلك أن ظهير 16/5/1930 نشر بعد القضاء على المقاومة الأمازيغية المسلحة في الأطلس المتوسط بقيادة موحا أوحمو دازايي (الزياني)، وفي الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، ورغم أن المقاومة المسلحة بقيت مستمرة في الأطلس الصغير والأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو، فإن أبناء أعيان فاس وسلا والرباط على الخصوص، كانوا قد استفادوا من التعليم الفرنسي خلال مدة لا تقل عن عشرين سنة، واستفاد الآباء من الأوضاع الجديدة وغيروا ما بأنفسهم وأصبحوا يفكرون في مستقبلهم، وبدأوا بالمطالبة باستفادة أكبر من حاضرهم.
وكانت الظروف ملائمة في بداية الأربعينات حين أصبحت فرنسا محتلة بالإضافة إلى تأثير الشرق الأوسط على كثير من أبناء المدن المذكورة أعلاه، لهذه الأسباب، مضافة إليها أخرى ذات طبيعة داخلية فكروا في كتابة ما يسمى بـ "وثيقة الاستقلال الصادرة عام 1944".
إن هؤلاء الذين أهملوا تماما المقاومة المسلحة الأمازيغية بأحداثها ورجالاتها ودورها في حفظ كرامة المغاربة ـ رغم نجاحها ـ لم يفعلوا إلا ليحققوا مشروعهم الذي عشناه وعانينا منه بعد الاستقلال بأربعين سنة، ويتلخص في محو الهوية الأمازيغية للمغرب والمغاربة.. بل محو الهوية المغربية وجعل المغرب مجرد ملحقة لهوية أجنبية أسطورية.
ـ ما هي أوجه الاختلاف بين الاستراتيجية التي تعاملت بها الإقامة العامة الفرنسية مع الأمازيغيين في كل من الجزائر والمغرب؟
إن السياسة الاستعمارية في المناطق التي نجح الاستعمار في إخضاعها لهيمنته، معروفة ومدروسة، وما كتب عنها كثير، سواء تعلف الأمر بالاستعمار الفرنسي أو الانجليزي أو غيرهما. إن الاستعمار حين يهيمن على شعب ما، لا يفكر أو لا يهمه إلا شيء واحد هو أن يبقى مهيمنا مسيطرا على فريسته، ونتيجة لذلك فإن السياسة الاستعمارية الفرنسية في المغرب وفي الجزائر لا تختلف في قواعدها الأساسية عنها في مدكسكر على سبيل المثال. إن فرنسا لا تحب الأمازيغ، ولا توثرهم بالمعاملة الحسنة، ولكنها تريد أن تسيطر عليهم بكل الوسائل ـ وظهير 16/5/1930 من هذه الوسائل، لأن ظهائر من هذا النوع كان يصدرها الملوك المغاربة قرونا قبل دخول فرنسا إلى بلادنا ـ غير أن فرنسا لم تسيطر عليهم نهائيا، لأن المقاومة المسلحة في المدن المغربية ضد الوجود الفرنسي نظمت وأنجزت من قبلهم بمشاركة مغاربة آخرين من طينتهم، أما "الأذكياء" من "الوطنيين" فقد زينوا كراسيهم الوثيرة في حديقة المغرب المستقل بالمقالات والتصريحات الإذاعية من الخارج والاتصالات المثمرة مع مخططي الاستعمار الجديد.
ـ لماذا رفضت الطبقة السياسية لمغرب ما بعد الاستقلال الاعتراف الرسمي بالطابع الأمازيغي للمغرب؟ وهل تعتقدون أن المشروع الثقافي للحركة الوطنية كان يفرض، حينها، القضاء وعدم الاعتراف بالتنوع الثقافي المكون للنسيج المغربي، وبالبعد الأمازيغي كمكون للهوية لا كأساس عرقي ولكن ثقافي؟
أعتقد أن الجواب بنعم شيء مؤكد لا يمكن نكرانه بحال من الأحوال.
إن الطبقة السياسية التي تولت الأمر في مغرب ما بعد الاستقلال، وتوفرت على كل الوسائل للتحكم في الرأي العام المغربي، وتوجيهه الوجهة التي تخدم مشروعها المجتمعي، لم تكن تعترف بالطابع الأمازيغي للمغرب، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ ترفض حتى الوجود الفعلي للأمازيغ ككيان متميز تاريخيا ولغويا وثقافيا، ولكي يرسخوا ذلك في أذهان المغاربة التجأوا إلى مجال التعليم وعبثوا ببرامجه كما أرادوا، وبذلك أبعدوا أجيالا من المغاربة عن هويتهم الحقيقية، ونزعوا من قلوبهم حبهم الطبيعي لوطنهم وتربة أجدادهم.
إن الطبقة السياسية لمغرب ما بعد الاستقلال، رفضت الاعتراف الرسمي بالطابع الأمازيغي للمغرب، لأنها، كما أشرت إلى ذلك سابقا، كانت مستلبة إلى حد كبير. فولاؤها للشرق الأوسط وصل بها إلى حدود مرضية غير معهودة، وكان من الصعب عليها تجاوز ما آلت إليه حتى بعد الاستقلال بعقود متعددة، والمتعلق بالنسبة إلينا الآن هو أن تلامذتهم يسيرون هم بدورهم
ـ ووبكثير من العنجهية ـ في نفس الطريق.
إن الطبقة المذكورة لم ترفض الأمازيغية فحسب، بل رفضت كذلك الدارجة المغربية التي تتكلم بها بنسبة كبيرة من المغاربة، فلا وجود لهذه اللغة لا في المدارس ولا في وسائل الإعلام...
لقد فضلوا أن يستعملوا لغات لا يفهمها جل المغاربة، وكأنهم يريدون أن يبقى هذا الشعب المسكين في قصور دائم.
إن الهوية المغربية ليست مؤسسة على العرقية بأي حال من الأحوال، فتاريخنا الطويل يكذب ذلك بشكل واضح، ولكنها تنبني قبل كل شيء، على الشرعية التاريخية والواقعية الصارخة، ومن هاتين يستمد الوعي الحاضر بثبوت هويتنا المتميزة قوته، وبداهة حجج المدافعين عنها في اليوم الحاضر.
إن انتماءنا إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، ومشاركتنا الفعالة في تاريخه أثر في ثقافتنا تأثيرا كبيرا، هذا الانتماء جعلنا منفتحين على الآخر منذ آلاف السنين، وطبع ثقافتنا بطابع الكونية منذ القدم. وهذا لا يعني بتاتا أننا خليط هجين من الشعوب، بل مزيج رائع منسجم مندمج في نسيج ثقافي واحد، نعبر عنه اليوم ـ إذا اقتصرنا على اللسان فقط ـ بلغتين وطنيتين هما الأمازيغية والدارجة المغربية.
ـ كيف تنظرون إلى طبيعة الاستراتيجية التي يتبعها النظام المغربي في معالجة المسألة الأمازيغية؟
أعتقد أن هناك إرادة ملكية حقيقية لزعزعة ذهنية التحريم التي كانت تطوق المسألة الأمازيغية، وتحول دون إثارتها بشكل يتجاوز مجال الحلقة الفولكلورية السطحية التي حبست فيها طيلة عهد الاستقلال.
وأعتقد كذلك أن أعداء الأمازيغية والهوية المغربية الحقيقية بصفة عامة، من أصحاب القرار في الإدارة المخزنية ومن أطر الأحزاب العتيقة والمتفرعة عنها أو التي تدين بالولاء لكل ما ينتجه مفكرو العروبة من أفكار، أهم ما يميزها هو بعدها الصارخ عن الواقع، وجمودها البين وعدم اكتراثها بالآخر..
هؤلاء المغاربة، المستلبون منهم والمستفيدون ماديا ومعنويا، لا ينظرون بعين الرضى إلى هذا الاتجاه الجديد الذي يحميه جلالة الملك ويرعاه، والهادف إلى بعث أمة مغربية ذات شخصية متميزة، وهيبة تخيف العابثين.
يتبين إذن، أن الاستراتيجية المتبعة ليست واحدة وهذا في حد ذاته يعتبر، في نظري، عقبة لا يستهان بها، إذ يمكن أن تعثر المشروع الملكي الهادف إلى بعث الأمة المغربية المندمجة في عالم الحداثة والديمقراطية والعقلانية.
وأعتقد أن أحسن وسيلة لإفشال خطة هؤلاء المتآمرين هي تعبئة الشعب المغربي قاطبة وتوعيته بأن مستقبله الزاهر لن يتحقق إلا بالعمل على تحقيق المشروع الملكي السابق الذكر.
ـ إلى أي حد يمكن الاستفادة من بعض التجارب الغربية (سويسرا، بلجيكا، كيبك..) لحل مشكل التعدد الثقافي واللغوي في المغرب؟
يمكن الاستفادة من تجارب بعض الدول الغربية التي جعل منها التاريخ دولا متعددة اللغة، بل يمكن كذلك الاستفادة من دول أخرى تنتمي إلى ما يسمى العالم الثالث بخصوص نفس المسألة.
إن إيجاد حلول مرضية لمسألة التعدد اللغوي في أي كيان سياسي، ليس مشكلا عمليا بالدرجة الأولى، بل هو أساسا مشكل سياسي وإيديولوجي وتعسفي، ويكفي أن تتوفر الإرادة السياسية لحله، ليفقد حدثه وتنمحي سلبياته والأمثلة التي تؤكد ما قلته كثيرة وقريبة منا مكانيا وزمانيا.
يبدو أنه من المفيد أن أشير إلى أن المسألة اللغوية والثقافية في وطننا، ليست خطيرة على كياننا السياسي والمجتمعي كما يزعم أعداء الأمازيغية، لأن لغتينا الوطنيتين الوحيدتين: الأمازيغية والدارجة المغربية أختان متكاملتان متلاحقتان، أما الثقافة المغربية فهي ثقافة واحدة غير متعددة، وهذه الثقافة الواحدة يعبر عنها المغاربة باللغتين المذكورتين.
ـ هل تعتقدون أن الوعي بالإشكال الذي طرحتموه في مقالكم الشهير في بداية عقد الثمانينات "في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية" لا يزال لم ينضج بعد بالرغم من التحولات العميقة التي عاشها العالم خلال عقدي الثمانينات والتسعينات وانعكاساتها السلبية والإيجابية على المغرب؟
إنني أعتقد ذلك اعتقادا مؤكدا. إن الخطاب الذي يتضمنه مقالي المذكور (في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية)، كان موجها، وبصريح القول، إلى المغاربة جميعا، وإلى صانعي الرأي العام من أحزاب ومنظمات عمالية مثقفين بصفة خاصة. وبما أن هؤلاء لم يغيروا بعد مواقفهم بشكل يستحق اهتماما خاصا، فإن الإشكال الذي طرحته للنقاش منذ ما يزيد عن عشرين سنة لا يزال قائما، وهذا يعني بكل وضوح، أن نخبتنا السياسية منها والمثقفة لم تستوعب بعد مدى خطورة المسألة الثقافية، وأهمية تأسيس هويتنا على أسس حقيقية يدعمها الواقع والتاريخ، وتتغذى من عروق ثقافتنا الخاصة أولا، ومن الثقافة العالمية ثانيا.
يقع كل هذا عندنا والعالم من حولنا يتغير بشكل عميق، حيث أصبحت اللغات والثقافات من أبرز ما يهتم به الناس في كل أنحاء المعمور، ويعد المثقفون اللامنتمون في مقدمة أولئك المهتمين، لأنهم يعتبرون بحق، أن المعارضة الثقافية، هي الوسيلة الوحيدة لإيقاف هذا المد الخطير للغات والثقافات المداهمة قصد الهيمنة، وتكوين امبراطوريات لغوية وثقافية تقتل كل الخصوصيات المغنية للإنسان وللتراث الإنساني برمته، والتي نسجها التاريخ بذكاء كبير خلال آلاف السنين غير أنني أرى كذلك ضرورة تجاوز منطق النقد اللاذع والمحاكمات العاطفية... اتجاه الحركة الوطنية والأحزاب التي تفرعت عنها والمثقفين الذين ترعرعوا في أحضانها، ضرورة التجاوز هذه تمليها ضرورة أخرى هي مراعاة السياق التاريخي الذي رأت فيه النور والذي تحكم في نشاطها بعد الاستقلال مباشرة إلى يومنا هذا، ولهذا يبدو لي أن أحسن الوسائل لطرح المشاكل الحقيقية التي تشد مجتمعنا إلى جذور التخلف، هو التقليل من الاهتمام الذي أعطي للحركة الوطنية لحد الآن، على المستوى النظري، وعدم الإلحاح على مسؤوليتها الكبرى عما نحن فيه اليوم، وذلك بتحويل النقاش حول ما يهم مجتمعنا إلى مستوى الشرائح الأخرى من المجتمع المغربي كمنظمات المجتمع المدني اللامنتمي والمثقفين الأحرار والشباب اليقظ.
وقبل هذا وذاك أعتقد اعتقادا حازما أن إصلاح التعليم، وجعله في خدمة الوطن المغربي أولا وقبل كل شيء، يعد حجر الزاوية في كل بناء يستهدف تحرر الأمة المغربية من التأثيرات الأجنبية السلبية والانحرافات التي لا تمت إلى ثقافتنا الأصيلة بصلة وثيقة.
برزت في الآونة الأخيرة أطروحتان حول مسألة تاريخ الحركة الأمازيغية الأولى تقول بان الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي المحدثة عام 1967 والتي كنتم من مؤسسيها الرئيسيين هي أول جمعية أمازيغية، فيما تؤكد الأطروحة الثانية، أن جمعية قدماء ثانوية أزرو هي أول إطار أمازيغي تشكل عام 1942 على أساس أن الانتماء إلى الأمازيغية، ليس انتماء ثقافيا فحسب ، بل هوياتيا وسياسيا، ماردكم الأستاذ إزايكو على هاتين الأطروحتين؟
لا أظن أننا اليوم ـ نحن المناضلين الأمازيغ ـ في حاجة إلى التلويح بهذا النوع من التباهي، ذلك لأن مسألة اللغة الأمازيغية ليست وليدة القرن العشرين كما قد يتبادر إلى الذهن، بل كما هو شائع لدى العموم، لأن المصادر التاريخية الإسلامية تزودنا بأدلة كثيرة تثبت بما لا يتطرق إليه الشك، أن المسألة اللغوية موجودة ومطروحة منذ دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا. بل كانت أول مشكل موضوعي طرح عمليا على مستوى العلاقات اليومية بين الأمازيغ والعرب ثم على المستوى الديني والتعليمي ثم كعنصر داخل في تحديد الهوية لدى الأمازيغ المسلمين. وللتذكير فقط أشير إلى أن الحركة البورغواطية كانت حركة ثقافية في الدرجة الأولى.
وتلاقيا لكل نقاش حول موضوع أرى أن لا فائدة من مناقشته، أنبه الذين يطرحونه بأن المفيد للأمازيغية الآن، هو الأعمال منجزة، هو الإنتاج العلمي والإبداعي باللغة الأمازيغية، بأية لهجة من لهجاتها، وبمثل هذا يمكن أن نتباهى مستقبلا إن كان لنا أن نتباهى.
ماهي الحدود التي يجب أن ترسم لعلاقة المعهد بالحركة الأمازيغية لإنجاح عملية اندماج الأمازيغية في الحياة العامة (الإدارة، القضاء...)؟
إن العلاقة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والحركة الأمازيغية لا ينبغي أن تتحكم فيها حدود مضبوطة وجامدة، لأن هذه العلاقة ينبغي أن تكون، في نظري، علاقة أخذ ورد، قصد تطوير العمل الأمازيغي والارتقاء به سواء على المستوى العلمي والإبداعي أو على المستوى النضالي الجماهيري بالنسبة للجمعيات. إن المعهد لا يمكنه بحال أن يحجب العمل الجمعوي، كما لا يمكنه أن يحقق أهدافه عند الجمهور الواسع إلا عن طريق تعاون ضروري مع الجمعيات الثقافية الأمازيغية وكذا مع جمعيات المجتمع المدني بصفة عامة إن كانت ترغب في ذلك.
ولكي يتم ذلك ينبغي أن تأتي المبادرة من المعهد. ينبغي أن يتعرف أولا، على النسيج الجمعوي الأمازيغي ويصنف الجمعيات الموجودة حسب مقاييس ه ويدعم ماديا ومعنويا تلك التي يرى أنها تستحق ذلك. ويحدد معها مجالات التعاون الممكن حسب حاجياته هو.
إن الجمعيات منتشرة في كل أجزاء البلاد، ويمكن أن يستفيد منها المعهد استفادة كبرى، في مجال جمع اللغة مثلا، وكذا في مجال التوثيق بجميع أنواعه..
إن نجاح عملية اندماج الأمازيغية في الحياة العامة رهين بتعاون الجمعيات والمعهد، دون أن يعني هذا التعاون اندماج أحدهما في الآخر.
حاوره: مصطفى عنترة
نافذة:إن هؤلاء الذين أهملوا تماما المقاومة المسلحة الأمازيغية بأحداثها ورجالاتها ودورها في حفظ كرامة المغاربة ـ رغم نجاحها ـ لم يفعلوا إلا ليحققوا مشروعهم الذي عشناه وعانينا منه بعد الاستقلال بأربعين سنة، ويتلخص في محو الهوية الأمازيغية للمغرب والمغاربة