أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟















المزيد.....

في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 09:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


لاشك ان اتفاقية التهدئة المبرمة ما بين حماس والدولة العبرية وبحسب مفاهيم هذه التهدئة تفرض الكثير من التساؤلات حول وقائعها وجدواها بالظرف الراهن، مع العلم ان الفعل المقاوم على الأرض او من يدعي انه رافعا لراية المقاومة ينطلق اساسا من مفهوم ضرورة تكثيف الضربات في عمق المجتمع المعادي (اسرائيل) لتتشكل أدوات الضغط على سلطات الاحتلال، لإجباره بالتالي على القبول بما تصبوا اليه المقاومة والذي يتمثل بتحقيق الحد الأدني من برنامج واهداف المقاومة... مع العلم ان للمقاومة الحق في ابرام صفقات التهئة هنا او هناك وفقا لمتطلبات الواقع وتداعيات العملية السياسية واللوجتسية على الأرض، وأبعد من ذلك تحقيقا لما يسمى المصلحة العامة والتي يدور النقاش حول أسس مفاهيمها هذه الأيام ... (والذي سنأتي على نقاشه لاحقا )...
لا احد يستطيع أنْ ينكر ان قبول حكومة تل أبيب توقيع اتفاق أمني مكتوب مع طرف فلسطيني للمرة الأولى في تاريخها، وبرعاية دولة عربية (مصر) ما كان ليحصل لولا إن صواريخ المقاومة في غزة قد نجحت في إيجاد حالة ضاغطة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتسببت في خلق حال الذعر الذي عاشه سكان مستعمرات ومدن اسرائيلية قريبة من قطاع غزة، بدءاً من أسديروت وصولاً إلى عسقلان وأشدود. وهو الأمر الذي نستيطع القول من خلاله ان اسرائيل قد أجبرت على القبول بمبدأ التهدئة هذه على اعتبار ان معادلة الحسم العسكري او وقف اطلاق الصواريخ بات امرا مستحيلا، وهي القناعة التي اعتقد ان الجانب الإسرائيلي قد ادركها تمام الإدراك بصرف النظر عن حساب الربح والخسارة فلسطينيا من جدوى فعل اطلاق الصواريخ وتكلفتها على المجتمع الفلسطيني .... ولا شك ان تكتيك فعل المقاومة بكافة اشكاله متروك بالأساس لتقدير الموقف ميدانيا اولا والسياسي ثانيا ... الا ان المسألة الجوهرية بإعتقادي تكمن بتفاصيل فعل التهدئة وتحقيق الإجماع حولها خصوصا في ظل الحالة الفلسطينية والتي لا تنطلق من خلاله المقاومة بكافة فصائلها وقواها من منطلق رؤية استراتيجية موحدة لماهية المقاومة واساليبها ومنطلقات فعلها وعملها وتكتيكاتها، الأمر الذي خلق تناقضات في فهم فعل المقاومة على الأرض، مما أربك في الكثير من الاحيان فعل المقاومة ذاته ... وبالتالي وجدت المقاومة نفسها مبعثرة او متشظية والى حد كبير مشتتة الجهود وعقيمة الأداء والفعل وبعيدة عن امتلاكها للرؤوية السياسية التي من الضروري ان تتناسب ولغة الفعل المقاوم على الارض... ومن هنا كان الضياع لمفهوم المصلحة الوطنية العليا وضروراتها مما أدخل الحالة الفلسطينية برمتها في اجتهادات لتفسير ماهية حقيقة المصلحة الوطنية العليا وتفكيك رموزها وإيضاح حقائقها .... وبالتالي أُقحم الجهد الفلسطيني المقاوم والمكافح في أتون المناكفات وتعطيل برامج الفرقاء والفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لبعضها البعض من خلال استغلال حالة الفعل المقاوم لتعطيل ايا من المشاريع التي قد يراها طرفا من الاطراف تحقيقا للمصلحة الوطنية العليا ....
ان خرق التهدئة اليوم قد تعتبره حركة حماس فعلا متناقضا واساسيات المصلحة الوطنية العليا بالظرف الراهن بل انها قد ذهبت لأكثر من ذلك في هذا السياق حيث انتقد د . محمود الزهار إقدام حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى على خرق التهدئة وإطلاق عدد من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية مطالبا جميع الفصائل الفلسطينية الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة بشأن التهدئة وان الموقف واضح من هذه الخروقات ، معتبرا ان الفئات التي تقوم بأفعال من شأنها ان تخرق التهدئة انما هم مجرد فئات خارجة عن الصف الوطني تحاول أن تجد لها غطاء، وهي أيادي خفية تعبث بالمصلحة الفلسطينية ". وتزداد حدة تصريحات السيد الزهار حينما يعتبر أن ثمة فصائل غير منضبطة بأوامر قيادتها، ويتم التعامل مع هذه الحالات وفق ما يجب أن يكون ". مهددا بذات الوقت بالتعامل مع من يسميهم للخارقين للتهدئة بالقانون ومواجهة القانون ... والتي تشمل فيما تشمله مثل هذه الإجراءات الإعتقال والتجريد من السلاح .... معتبرا ان حماس هي الوحيدة والقادرة على تحديد المصلحة الوطنية العليا بالظرف الراهن وكانها صاحبة الإحتكار الوحيدة لتحديد مفاهيم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ...
ان الملفت للإنتباه في خطاب حماس الجديد يتمثل بوضوح النفس السلطوي لإدارة العملية السياسية برمتها، بل ان هذا الخطاب انما يستنسخ خطاب حركة فتح حينما كانت تحاول الوصول والتوصل الى تهدئة ما بظرف سياسي معقد على الساحة الفلسطينية ... والتي كانت تعتبر ان ثمة مصلحة عليا للشعب الفلسطيني فيما لو تم انجاز للتهدئة او وقف لإطلاق النار خاصة بمرحلة الرئيس الراحل ياسر عرفات ... وللتذكير ان ثمة تصريحات او ممارسات كانت ان مارستها أجهزة السلطة في حينه لتنفيذ وقف اطلاق النار او الإلتزام بما يسمى بالهدنة او التهدئة او منع اطلاق الصواريخ كانت تجابه من حماس وقياداتها أنذاك بالتخوين للرئيس ابو عمار ولمنهج السلطة ... وكأن الأدوار تعود للتتبدل اليوم حيث نجد ان حماس السلطة في قطاع غزة تتحدث عن فرض لقواعد التهدئة المبرمة مع اسرائيل بالقوة وان من سيخترق هذه التهدئة سيواجه بقوة القانون وسيتم اعتقاله مما يعني ان ما كان مرفوضا وفعلا من افعال الخيانة قد اضحى اليوم مشروعا وفعل من افعال المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ...
اعتقد ان حماس اليوم قد أدركت معنى ممارسة فعل السلطة ومعنى فعل المناكفة المغلف بالفعل المقاوم اي ان حماس تشرب من نفس الكاس التي كانت قد أذاقته للسلطة سابقا ولست هنا بوارد استعراض افعال المناكفة او مجابهة الاختلافات السياسية من خلال الفعل على الأرض لتخريب وممارسة التخريب الفعلي للإنجاز السياسي المتوافق ومصالح مناهج سياسية معينة ... الا ان الواقع انما يتحدث عن نفسه، فقد تكون التهدئة الراهنة مطلبا وطنيا، وقد تكون ضرورة شعبية وجماهيرية، ولكن على سلطة حماس ان تعي وتعرف كيف عليها إدارة الشأن الداخلي الفلسطيني في قطاع غزة قبل تعتبر ذاتها رأس حربة المقاومة وبذات الوقت راس الدولة، وهما برأيي ما لا يمكن ان يتوافقا ويتوازنان معا ... فللمقاومة حسابات اخرى غير حسابات الدولة، وللمقاومة وسائل واليات وطنية غير تلك التي تملكها الدولة.. اعتقد ان حماس باتت على مفترق طرق وعليها ان تختار فإما ان تكون بمنظومة الدولة وتمارس مفاهيم الفعل الحكومي من ألفه حتى ياءه وبكافة الأشكال المتاحة ومن خلال هوامش الدساتير والقوانين المرعية او تكون مقاومة لها استراتيجاتها وآلياتها ووسائلها ولا يعني هذا الطرح ان لا يكون للمقاومة بكافة فصائلها علاقة مع الدولة بل عليها ان تشارك بالدولة لا ان تكون رأسها، لأنها بالنتيجة ستجد نفسها امام خيارات استحقاقية قد تفرض عليها ممارسة ما لا يمكن ان يستوي والفعل المقاوم وابجدياته كما يحدث الأن في قطاع غزة ....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟