أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل قرياقوس - بريشة العالم الوردي .. لوحة عيادات اطبائنا














المزيد.....


بريشة العالم الوردي .. لوحة عيادات اطبائنا


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في مجتمع متخلف اقتصاديا كمجتمعنا ، تكون صورة القوى العاملة فيه بوضع لا تحسد عليه من انخفاض بالاجورمقابل تكاليف عالية للمعيشة والحياة ، الوظائف الحكومية هي الاخرى تكون باجور لا تكاد تسد رمق شاغيليها .
خلال القرن الماضي ، كانت اجرة فحص المريض في عيادة طبيب خاصة لا تقل عن اجرة عمل يوم كامل لعامل ما ، يضيف اليها المريض كلفة التحاليل والادوية او العلاج ، وكل هذا في الحالات المرضية البسيطة التي لا تحتاج الى عملية جراحية او اجور انتقال من مدينة الى اخرى بحثا عن طبيب متمكن .
الطبيب ليس له ذنب مباشر في هذه الاوضاع ، فالخلل يكمن في نظام الدولة الذي لا يعالج اقتصاديا اجور العمالة فيه وفق متطلبات معادلة صعبة قد يدركها الاقتصاديون .
ما يؤخذ على اغلب اطبائنا ، هو كونهم يميلون الى ممارسة ( البخل المكتسب ) في توفير ابسط الظروف لمراجعيهم من المرضى ، فصالات انتظار المرضى صغيرة ، ذات كراسي مستهلكة تماما ذات عمر اطول من عمر الطبيب بكثير ، والمروحة السقفية افضلها منتج قبل نصف قرن ، هواؤها لا يستطيع الوقوف امام حر لاهب تحاول بصعوبة افضل اجهزة التكييف الحديثة التخفيف من وطأته . نقول بات وطيلة عقود مضت ولا يزال ، دخول عراقي الى عيادة طبيب فيها كراسي مقبولة للجلوس والانتظار ، و مبردة او جهاز تكييف ، امرا مستغربا غير معتاد .
لا اريد التحدث عن موقع العيادة في طوابق بناية عمارة ، رغم ان العيادة قد تكون لمرضى العظام والكسور او القلب والشلل ، لان البعض سيستعجل القول بغلاء السرقفلية للمحلات الارضية ، وكأن ( المطعم ) ذو مردود ربحي اكثر من عيادة طبيب عدد مراجعيها لا يقل عن ثلاثين مريضا في اليوم كحد ادنى .
في جانب اخر ، كان الاطباء العراقيون حتى فترة قريبة لا يطالبون باي اجور فحص اضافية من المريض بعد ان يعاودهم بعد ايام قليلة بسبب استمرار سؤ صحته ، كان الاطباء ينحرجون لكونهم لم يستطيعوا تشخيص ومعالجة حالة مريضهم ، اما الان فلربما صار الاحراج على الكثير من الاطباء ان يمتنعوا عن المطالبة باجور اخرى جزاءا عن عدم قدرتهم على معالجة حالة المريض ! فالاجور تجبى قبل الدخول الى غرفة الطبيب .
من اجل ان نكون قريبين الى الدقة اكثر ، دعونا نقول ، اننا لا ننفي وجود تصرفات كرم انسانية فيما يخص الجانب المادي للتعامل بين بعض اطباء العيادات الخاصة وبين المحتاجين من المرضى المراجعين الغير قادرين على توفير كلف الفحص والعلاج ، الا ان ذلك يبقى ظاهرة محدودة قلما نسمع بها ، وقد يكون الشك في ادعاء بعض المراجعين الفقر هو احد اسباب عدم اتساع ظاهرة المساعدة ، في مجتمع معروف فيه بشكل عام ان المتعففين يمتنعون عن اعلان حاجتهم في ظروف قاسية جدا .
لتلطيف الحديث ، اذكر لحضرتكم واقعة جرت عام 2000 م حسبما اتذكر ، حدثني اياها صديق مهندس حي يرزق حتى الساعة ، حيث اضطر الى استقدام احد الاطباء حينها الى الدار للكشف على صحة احد اقاربه المرضى ، وبينما وصلا البيت كان المريض قد فارق الحياة ، قرأ الطبيب ( الفاتحة ) ، بعدها طالب صديقي باجور ( الكشف ) كونه قدم لموقع ( الرزق ) !.
في حادثة اخرى معاكسة تماما ، رواها لي صديق مهندس اخر ، كان في رحلة ايفاد رسمي خارج العراق وزميله المهندس الاخر نهاية عقد الثمانينات ، وبينما تزحلق زميله ساقطا على رأسه بسبب الثلوج في احدى المدن الاوربية ، استدارت سيارة تحمل عائلة بضمنها اطفال ، مسرعة اليهما ، ترجل سائق السيارة تاركا عائلته مهرولا نحو العراقي الساقط ارضا وقام بفحصه واجراء اعمال الاسعاف الفوري له ، ثم توجه الى سيارته واتصل بسيارة اسعاف ولم يغادر الموقع الا بعد ان كتب تقريرا لسيارة الاسعاف التي نقلت العراقي الى المستشفى ، الرائع في الموقف هذا ، ان ذاك السائق طبيب مواطن دولة اوربية رأسمالية !.
عفوا ، نسيت ان اذكر بان الطبيب لم يطالب باي مبلغ عن ما قدمه من خدمة ، باعتبار ان ما قدمه في تلك اللحظات الحرجة كان حالة انسانية تقدم لكل كائن حي ، لا يطول اجرها اي ثمن ، وهذا ما يجعلنا نقدر صاحب مهنة الطب تقديرا يليق بملاك الرحمة .
كتابتي القادمة ، سادتي ، ستحمل المزيد من اللمحات الاجتماعية لاطبائنا العاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة ، واسلوب تعاملهم مع الناس وتعامل الناس معهم ،وبعدها ظروف اطبائنا بعد 2003 ، فلوحة الاطباء لم تكتمل بعد وما زالت بحاجة الى اركان والوان متعددة وواسعة .. كونوا معي رجاء .



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريشة العالم الوردي .. لوحة اطبائنا
- بريشة العالم الوردي .. لوحة زوجاتنا وازواجنا
- بريشة العالم الوردي .. لوحة حادثة
- صباح الخير سوسن
- نعم لقانون يحمي المغفلين وغير المغفلين
- عاصفة حب وورود
- مناهجنا التعليمية والبعد الثالث في صورى حركة المجتمع العراقي
- موظفو حصار محترمون
- تحقيق عن التعليم في العراق
- اغنية للام
- lممثلون
- رقص شرقي


المزيد.....




- محمد دياب يكشف سرا عن مسلسل -أشغال شقَة-
- ترامب يوجه -تحذيرا أخيرا- لـ-حماس- بشأن الرهائن
- قيادي حوثي: إدخال المواد إلى غزة لدينا أهم من مواد قرار التص ...
- زاخاروفا تعلق على تصريحات ماكرون
- أول رد من أبو تريكة على مهاجمته بعد إعلان تلفزيوني: -لن تعلم ...
- -لن يفتقده أحد-.. مدفيديف يرد على كلام ماكرون بشأن -التهديد ...
- زامير يجري تعديلات بقادة الجيش الإسرائيلي ويعلن 2025 عام حرب ...
- ماكرون يتحدث عن دفاع فرنسي نووي عن أوروبا واستغناء عن أميركا ...
- روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا ...
- رومانيا تطرد الملحق العسكري الروسي ونائبه


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل قرياقوس - بريشة العالم الوردي .. لوحة عيادات اطبائنا