أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - في حضرة التاريخ..!!














المزيد.....

في حضرة التاريخ..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:38
المحور: كتابات ساخرة
    


في انتظار الحافلة..تركت قدماي تقوداني في غزة المنهكة الباهتة ،حيث لم يعد أحد خاصة قبل التهدئة أو بعدها يأبه لأحد.. فالحال لم يتغير كما توقع أهل الكشف والفطنة ، و كل شيء بات ممكنا ، وصار الإنسان أرخص السلع ،والموت أصبح التجارة الرائجة ،بل وثيقة السفر السهلة و المضمون الحصول عليها مع وعود الرضا القاطعة من جهابذة التجار للغلابة بالوصول سالمين آمنين إلى الحور العين أو بوعيد الغضا وصولا ترانزيت إلى جهنم و بئس المصير..!!

وجدتني أتجه إلى "المكتبة الهاشمية " ،وقد ظننت أنها أغلقت منذ زمن ..فقد غادرتنا الثقافة غير آسفة، وانزوى المثقفون كعير جربى ،وأصبح الكتاب في خضم تخلف الكتب الصفراء وتخاريف الأحجبة و"شمهورش" و"أبو رجل مسلوخة "غريبا في يد غريبة ..!! يثير عاصفة من الضحك والاستهجان ..!!
مقابل ذلك طرأت علينا ثقافة جديدة للموبايلات والمسجات والسيديهات والام بي ثري وأدب الفضائيات من أغنيات ومسلسلات تفتح الطريق للشباب المؤمن لكي يؤمن عشقا سريعا بالجوالات على طريقة خذ وهات ..؟!!..

تذكرت وأنا أقترب من هدفي أن مسلسل "نور " التركي الناعم المفلتر والمدبلج يحقق أعلى نسبة مشاهدة في غزة بفضل رعاية فضائية سعودية تقية ..!!، وان أهل غزة باتوا يعرفون كل شيء عن الحسناء نور والدون جوان الاشقر "مهند" بينما هم لا يعرفون اسم وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال أو أسم وزير الثقافة في الحكومة المقالة..!!
وتذكرت بما يؤكد أصالة هذا الزمن الذي نعيش.. أن الراقصة" فيفي عبده" في عزها قبل سنوات كانت تأخذ في هزة الوسط الواحدة ما يعادل رواتب جميع اساتذة القاهرة وعين شمس..!!

وصلت إلى المكتبة فوجدتها للمفاجأة السارة على قيد الحياة ودلفت إلى الداخل لفحتني رائحة الكتب فعانقتها كحبيبة لم أرها منذ خمس عشرة سنة..
نظرت ..وتأملت مكان "الصالون" الخاص بنخبة من مثقفي غزة وأعلامها أمثال المرحوم د.حيدر عبد الشافي وأخيه مصطفى..و حي الذكر أ. فريد أبو وردة والصحفي محمد آل رضوان رحمه الله.
استغرب العامل..وظنني مجنونا..فابتعد عني قليلا ..
سألته عن كتاب للدكتور رفعت السعيد.. فبقي فاغرا فاه.. بعد لحظات أنس لي واقترب..!!

رأيته ..عرفت فيه صاحب المكتبة..دعاني إلى فنجان قهوة بعد أن أطمأن إلى كوني كاتبا ..
تأملته عن قرب هذه المرة .. تاريخ متحرك يلبس بذلته الأربعينية الأنيقة ولا يزال يحافظ على برستيجه الأخاذ كالممثل القدير خالد الذكر حسين رياض
تركته يتحدث.. لم أقاطعه..لأني أعشق التاريخ بمثل ما أكره الجغرافيا..
في لحظة انجررنا إلى نقاش الساعة ..وجدته يهاجم ما قبل ..!! ووجدتني لا أبرىء ما بعد..!! واتفقنا بسرعة على أن لا خير في كليهما..!!
أعجبني في الرجل انه لا يزال تحت غبار الزمن يحافظ على لياقته الفكرية وذكائه الفطري كصحفي قديم..!!
في غمرة الحديث أخرج ملفا وفتحه بعناية كمن يفتح البوم ذكريات حب "بين الأطلال".. وإذا بي أمام صور نادرة له برفقة جمال عبد الناصر..كمال الدين حسين..على ماهر..الحاكم الإداري لقطاع غزة.. الخ الخ
صور أخرى نادرة للمرحوم والده..تحكي عن حقبة مطموسة من تاريخ غزة ،كانت أخر الصور مع الرمز الراحل ياسر عرفات ..!!
بادرته بسؤال عفوي..والباقي..؟!!
قالت عيناه وبلغة السهل الممتنع:كلهم عابرون في أحداث عابرة..!!
سألته إن كان فكر في نشر مذكراته..!!
ابتسم بمرارة وهمس بصوت منهك : ومن يهتم..؟!!
لقد أجرت إحدى الفضائيات المشهورة معي لقاء.. و......
أكملت نيابة عنه : وحلقت..!!
أدركني الوقت..شكرت تاريخا حيا و نابضا اسمه "خميس أبو شعبان"
ودعته فوضع في يدي قصيدة كتبها شاعر مطبوع يصف فيها رفاقه في صالون النخبة تحت سقف الهاشمية وقد بلغت من عمرها ما يزيد عن 45 عاما
خرجت..وعبارته الأخيرة "من يهتم..؟!! ترن في أذني
نعم وهل لذكريات أقدم صحفي في غزة أدنى قيمة مقارنة بأخر أخبار فساتين السهرة وموضات الصيف ومباريات بطولة أوروبا ومسلسل المناكفة المستمر بين الملاكمين "سمعة "وعبس" ..!!
لقد تغيرت المعايير..فالزمن زمن هيفا.. وليس زمن أم المؤمنين..!!
ملأت الغصة قلبي وفاضت ضحكة هستيرية لم استطع كبحها والمارة من حولي ينظرون ويشيرون إلي إشارات ذات معنى ويقولون "لا حول ولا قوة إلا بالله "
ركبت الحافلة التي كنت انتظرها..
تلقفني صديقي: وووووين كنت..؟!!
رددت بتلقائية :مع التاريخ..
ضحك صديقي.. وقال :أكيد شارب حاجة..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة أولى ..موت..!!
- كل امتحان ونحن بخير..!!
- ممنوع الرفص..!!
- نكبة..أم نكبات..!!
- سامحنا.. أيها الصديق..!!
- سامحنا ..أيها الصديق..!!
- كبسولة آاااااا..تحميلة لأ..!!
- حدث هذا الصباح..!!
- بيان هام..!!
- من سلمان الى بنت سلطان..!!
- مصرنة..أسرنة..فتحنة..حمسنة..!!
- صنعا..وإن طال الطفر..!!!
- SXS....!!
- تهدئة أم تهيئة..!!
- أوف..مشعل..أوف..!!
- دحرجة من أسفل الى أعلى..!!
- خمسة في واحد..!!
- مواجهة..وبكل هدوء..!!
- بوليتيكه.. ولا أبو تريكه..!!
- غربت شمس..لتشرق أخرى..!!


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - في حضرة التاريخ..!!