إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 06:17
المحور:
الادب والفن
اليــــــــــــــــوم،
ومنذ أيــام ..............
اندثرت قررتُ ألابتعاد عن الأموات ...
ياليالي الأرق المُميض تمهلي ..
فالموت آتٍ والظلام سيهطُل لا مُحــال ...
ياويح روحكَ كم تحتمل من أسى ..
كم ذاقت من مُر الزمان الحنظلِ ...
فرحَكَ جريح وصفاؤكَ مُكدر ...
وربيع عمُركَ بارح منزلي ...
لماذا يُفرض أن أكون معهم ....
علماً إني أعددَتُ روحي للسير في جنائزهم ،
أنـــهُ ؟؟
رجـــُل يحتضــر ....
ويحتضر ...
في الذاكرة!
نتبادل التهم،
والسخرية،
والعتاب
والإدانة.....
وعبثاً يتفهم كل منا جنون الآخر،
وكل منا يتوهم أنه المجنون ...
والآخر عاقلُ ...
نتعامل مع الأرواح كما لو كانت لُعبة بيد طفل يمقتها ،
ونتعامل مع الجنون كما لو كان دينُنا ومذهبُنا ....
نمد أنامُلنا إلى أوراقنا بسطوة العنف ،
ونعيد الخلق قليلا إلى الوراء ،
ونبدّل نواميس الكون كأية لعالم ثاني لا يفهم،
نخشى العيش ونُرغبُ بالرحيل !
إنهُ الجنون،
إنهُ العصف المُلغم برذاذ الأموات ...
إنه إعصار مدمر ...
ونحن ولدنا من الإعصار،
وكبرنا في العواصف،
وسنموت عراة في ليل شتاء مثلج .....
كل ليلة،
أسير سراً إلى مدن الأموات ...
وأنتظر هناك وأبحثُ عن رَجُل ٍ رحل ...
أبحثُ عنكَ ياموت ...
في مقابر الإحياء ...
بعيداً رحلت أرواحهم ...
أشباح ...
بلون الدم الأزرق ...
تطوف ،
وتطوف ..
تبعثر العاشقون ،
والمحبون ،
مقابر محطاتها ذكريات جنون ...
خبأت بين شرايينها نبضات حب بلون ألاحتراق ...
أنه اليوم يمطرني برذاذ الأموات ...
ويلقيني بغمامة ...
يوماً كانت الحياة توقض جثتي ...
وتنفض عن ملامحي كل شيء ينكرها ..
يوماً كانت الأرواح تحتفل ...
فرحلتَ بعيداَ ...
والتقيتُ بالأشباح ...
كنتَ جنازة وحب ...
كنت جنازة وعشق ...
نطوف عليكَ واليكَ ...
هكذا ...
حاصرتني حرائقكَ ...
وأشتعل جسدي بهوى عشقكَ ...
أهديتُكَ روحي ...
وأهديتني جسد ملغم بالنار ...
أهديتني كومتَ حطباً ...
ثم أشعلتني في عرساً ....
يــــارواح ...
ياأشجى مراثينا ..
يادمعة الحزن قد أدمت مآقينا ...
ياعوالم قد زانت بمحتدها وجوه الخلود ...
ياثورة الآه والوجع في أعماقنا انفجرت ولم تزل حمماً منها أيامنا ...
ياروضة في الأحزان تؤوينا ...
النار يشعل جسدي بينما البرد يغزوني ...
أرتجف ويظل سائراً حتى تنطفئ ناره وتنفذ دخاخينهُ ...
وأعود إلى مأواي ...
ببرودة جسدي ...
وألملم شظايا جسدي حول موقدٍ ...
أوسع مكاناً لجروحي كي تلتئم ..
أدلقها في حجركَ كي تلمسها بيديكَ ...
أنتَ باردُ مثلي وساخنُ مثلي ...
تُدلك شظاياي بيديكَ وتبتسم ...
فتذوب في أحضانكَ ...
وتدمع عيناي ....
وهل تصدق ؟ّ!
أني لأول مرة أشعر بالدفء ...
سأقول الكلام الأخير ...
انتظرني بصمت عند عتبة الأموات ...
الكلام الأخير ...
لا تتزاحم حول روحي ...
لاتتربص بوحي ...
لا تغرز روحكَ فيٌ كالإبر في الوريد ...
قريباً ...
سيحين وقت الرحيل ...
وتخرج من عروقي دماؤكَ ...
أخرج منها وأخرجها أنسلها كالسكاكين المشربة بالحمرة من الدماء ...
كالمآقي المخضبة بالدموع من الأوجاع ...
وأخرى كهدوء الجسد ساعة الرحيل ...
هي روح تجري مع مجرى السيول ساعة الغرق ....
هي محرقة بهشيم عشقكَ ...
لا تدفي ولا تنير ...
هي رحال عابر ...
لطريق الضياع ....
هي نار لاتحرق إلا نفسها ولا تنير ...
هي مشتعلة دائماً ...
هي سجن عشق لالآف السنين ....
هي أسطورة تبحر في أحلام مريرة
الى دروب الاموات أرحل
في دروبهم ، أسير ...
لكنني أتقن الرحيل .. مع الاموات
أصادف في دروبي ...
الوحـــوش ...
الغربان ...
الارواح المعذبـــة ....
الاجســـاد المعلقة ....
طيور من عصور أنجلت ....
هيـــاكل ...
جثث ... متآكلـــه ...
جماجم عشاق ...
أشجار يابسة ...
ثمار من نار ...
أغصان جوفاء ....
صحاري ...
أسير بظلام يخيفني ...
يتلبسني بثوب من شرار ورعب ....
الآن ، الآن ، الآن ..
لا أريد لجرحي ان يلتئم،
لأنني لا أستطيع العيش دون جرحي ...
أنه جرح غريب عجيب ...
يلتف على عصارة نبضي ووريد بقائي ...
أن التفَتُ شمالاً ألتوى جرحي ووخزني بشوكة من عظامي تدمي جسدي ...
وأن التَفَتُ يميناً التوى ووخزني وأدماني بعمق ...
وأن حاولتُ الانحناء شَلَ أشلائي ..
مرةً ومرات اسجد له من وجعي وخوفي وتقرحاتي .
مرة حاولت أن أحبكَ ...
كما يحب الجرح سكين طعنهُ
ويبدا بالبكاء عليه بدمع أحمر ...
و حاولت أن أحب موتكَ فيٌ ...
وحبكَ للموت وموتي وحب الموت لي ...
اليوم
عشقكَ لي موتكَ فيٌ عنوان الرحيل .....
حبك أقدام تنتعل الركام ...
ركام الوجع ...
ركام البؤس ....
ركام الزجاج المتكسر المبعثر بين قدماي ..
وعند رحيلي ,,,
اسير فوق الركام ...
أسير وتنغرس قدماي باأكسير زجاجكَ ...
حياتي ... وانت ... والرحيل ...
حياتي ... وانت َ ...
حياتي والرحيل ...
أمـــــــــــــــــــــوات ... أموات !!!
أنت من الاموات ...
أنت منهم يارجـــلأ ....
المجهول
وحبُكَ ....
وموتي الجميل .....
أغرق ... وأغرق ...
لا بل توهان ... في توهان ...
يارياح .... يارذاذ الاموات ...
أنــاديكِ يارياح ...
اناديكِ ... تعالي أنتشليني من هنا ...
تعال إلى يارياح
ليستُ أنا ...
توجسني موتهُ منذ ليلة ...
أرعبتني تنبؤآتهُ .....
خذيني ايتها الرياح خذيني ...
أحمليني وأحمليني ...
أبعديني عنه أبعديني ...
أذكر أني رأيتُ هذه الوجوه ...
أذكر اني أعرفها أعرفها ....
أنتِ ياوجوه ... أجيبيني ؟؟؟!!!
أنا أعرفكِ ...
هل تعرفيني ؟؟!!
أنتَ عاشق ، وأنتِ عاشقة ...
أنت قيس ؟؟؟ أعرفكَ ؟؟؟؟
قيسُ ياقيس اتعرفني ؟؟؟
لما لا ترد علي ، لما ؟؟؟
هل غريبة أنا عنكم ....
يارياح تعالي أنقذيني أنهم لا يعرفوني ؟؟؟
يارياح تعالي أنتشليني !!
من أين أيتيت الى عالمي ؟
واي ريح أرسلتكَ ؟
لتقضي عليٌ وتميتني ...
أخاف كلما حن قلبي اليكَ ...
تذكرتُ موتكَ ...
أن أمضي الليل وحدي ...
رأيتُ شبح خيالكَ ...
من اين أتيت لتبني لي قبراً ...
وتحبس روحي بين حبيباتهُ ....
من أين ؟؟؟؟
مَاجِئْتُ إلاَّ
لأَرْوِيَ نفســـي من عَطَشٍ المـوتِ
لارى روحـكَ العليلة
أيـها الرَجـل الميـتُ ....
أني أعرف ملامحكَ ...
أنـها تشبهني ...
بـل ربمـا هي صورة لاخرى من صور مــوتي
أنــا مرارة وجعكـــَ ...
أنـا فقدانـكَ المميت ....
أنتــَ سرقتني ....
الى مـوتٌكَ ....
لتحييني بعد موتي ركام ...
أنـا المغمورة في أحتظاراتُكَ ...
أنا المتشربـــة بين أوردتُكــــَ
أَنَا
الهـالكـــة ...
أنـا مَيتــــه ....
سيدي هذي عوالمي ...
ســأبقى هنا لا محالـــ للعودة ..
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟