أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - نصف قصيدة














المزيد.....

نصف قصيدة


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 07:33
المحور: الادب والفن
    



أعذريني كي أكتب فإنني أكره الكتابة والريح والقادمين دون عذرٍ من وصايا العدم، صوتُ اللهِ في صوتكِ استقالَ من مسافاتِهِ واختارَ جرحاً فضّيّاً على صدرٍ بارزٍ كي يؤلِّفَ اشتهاءاتِهِ الرخيصة، ويدخلني من باب الممثلين الثانويين.
خللٌ صارخٌ في هذي البقعة الناتئة، المالُ سيدُ الأديان، الأوجاعُ نصفُ محاصيل العام مكدسةٌ فوق الشوارع الفرعية كلها بنسبٍ لا تكافئُ بعضها، والحكمةُ قبةُ الذين تجاوزوا الشطر الأخير من العمرِ، أما الطموحُ الفرديُّ فليسَ أكثرَ من لعبةِ شطرنجٍ مع الذات.
على الأرصفةِ جراحٌ وكراماتٌ للبيعِ، وعلى الأسطحِ مواضيع دنيويّة جداً تطبخُ أحلامَ الجاراتِ بعرسانٍ ينسون تواريخهنَّ العاديّة، ويعطونَ بُعداً رقيقاً لما توسّمنَهُ في المسلسل الأخير، علاّقاتٌ على أبواب الحوانيتِ تكسرُ أنفَ جارنا الذي لا يستطيع، فيما يؤجّلُ الولدُ الذي لم يتعرّف بعدُ على طبيعةِ والدِهِ حلمَهُ على باب الحانوت الكبير.
عليَّ أن أطلبَ منكِ أن تخبئيني من الريحِ، أن ترتديني كمعطف الشتاءِ الذي لديكِ، وتلقميني ثديكِ الصغير، أقاتله ويهزمني، يقاتلني ويهزمني، لا تقولي كلمةَ عشقٍ في هذا المصير الذي من حجر.
إبنُ الكلبِ هذا الدليل، لا يرسمُ خططاً أو يبشّرُ بفردةِ حذاءٍ حتى، لا يمتصُّ مطراً ولا يعدُّ أصابعه في الرحلة الكاملة من بيتنا حتى أصابع الذين يخططون.. وعندما اجتزتُ السوقَ كنتُ على درايةٍ بأنَّ موقعَ الليلِ هناك غيرَ مناسبٍ، وأن قطعةَ بسكويتٍ من إنتاجٍ إسرائيليٍّ قد يكون لها مذاقٌ أجملُ من كلِّ ما ترامى في غبار السائلين عن الأسعار.
الأشرطةُ التي تكربسُ نفسها دون انتظامٍ على مرمى نظرٍ قصيرٍ تتحدى بصوتٍ مبالغٍ فيه حتى الذي تدرّبَ على السكوتِ في صدره.
أصقلُ سيفي جيداً وألقيه على الطريق معترفاً بقليلٍ من الجبن الذي لديَّ وبعجزي عن إدارة إرادتي حتى، تتكوم النظرياتُ جوار السفِ، وأمضي خالياً منهما.
لم أفلت بعد من قدرتي على القول أني أحبكِ وأني لا أريدكِ، أتمنى وجهكِ في لياليَّ التي تطلُّ على الفضاء، وجهكِ فقط، ليرتّقَ ما خزّقتْهُ اعتقاداتي القديمة، لكنني أصحو على السريرِ نفسه، وعلى نفسي يقبعُ التواطؤُ، وقحاً منكمشاً ومدعياً ملكيته.
أصرخُ فيكِ ألم تفهمي بعد؟ ألم توقظي غباءكِ المغسول جيداً؟ أغسلُ ذكراكِ من جراحي ومن عينيكِ الهادئتين، لو لم تكونا هادئتين..!!
الشوارعُ، يا اللهُ، الشوارعُ
ذكراكِ
الألمُ اليوميُّ
العملُ المقزّزُ
وجوه الأيامِ
حيطانُ الشوارعِ
السياراتُ
الغبارُ
قصائدي
أصدقائي
الرملُ
البحرُ
الكافتيريات المرتبة
أسعار أشرطة الموسيقى
الأسواق
مواصلاتُ السجون
بيوت الجيران
القمامة
المحلات
الإذاعة الآلية
الوزارات الكثيرة
ربطات العنق
أجهزة الهاتف في السيارة وفي اليد
الذقون الحليقة
الأغنيات
الشرطة
البحر المخنوق
احتفالات البطولة
اللقاءات الصحفية
الإعلانات الشاهقة
الأسماء على البطاقات الصغيرة
أنواع الدخان
الحديث عن الدولار
الجيش
الجيش
شركات البناء
تصليح الطرق
الاجتماعات الهامة
وأشياء أخرى
وما زلتِ تمنعين عني صدركِ.. كي أنام..



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآة على الحائط المقابل
- عن اللغة
- الحواجز
- عن موت الإله الصغير
- فيلم قبل المونتاج
- الأعمى
- الكابوس
- إلا قليلا
- كما تتغير الخيول
- عن سيجارة في منفضة
- فراغ في الخارطة.. فراغ على الخارطة
- الدول والشعوب والطوائف والديانات والمذاهب في التاريخ الفلسطي ...
- الدول والشعوب والمذاهب والديانات والطوائف في التاريخ الفلسطي ...
- يؤلِّفُ أُفُقاً ويُضِيْؤُهُ
- كأي شاهد قبر


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - نصف قصيدة