|
اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 00:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد العملية الارهابية في نيويورك عام2001 و اودت بحياة الالاف ، تغيرت اوجه السياسة الخارجية الامريكية و اتخذت عدة اجراءات مستندة على الرد الفعل الواضح لاعادة الهيبة لها بعد كسر شوكها، و برزت الى الواجهة عدة قضايا تحتاج الى دراسات مستفيضة لبيان جوانبها و مسبباتها و جوهرها و كيفية ايجاد حلول مقبولة لها من قبل الجميع ، وليس لاستغلالها من اجل تمرير سياسات منحازة الى افكار و ايديولوجيات تعتمد على المصالح الذاتية للاطراف اصحاب الحلول. منها: اولا / صراع او حوار الحضارات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و سيطرة القطب الواحد و ظهور الدول الجديدة، ترصفت هذه الدول حسب طبيعة حكمها و علاقاتها الخارجية ، و بدا التخبط في بداية المشوار ، و بعد ذلك اعيدت غربلة الوضعية العالمية الجديدة بحيث سُكنت فوران الحالة على ما انتجته النظام العالمي الجديد و تهدئت الفوضى مما ساعدت على اعادة تنظيم العلاقات الدولية ، وهنا حاولت امريكا بكل قوتها السياسية و ثقلها العالمي تحوير الامور لمصلحتها دون اي تلكؤ، و طفت الى السطح و لو بشكل مخفي بداية عملية كم الافواه من تفوه باليسارية المعتدلة كذلك بعد نكسة الشيوعية و زوال خطرها عن طريقها و كما كانت تدعي دائما الدولة الراسمالية. و في المقابل حاول من كان ينتظر ان يخيب اماله في العالم الجديد ان يطرح الى الساحة مفاهيم لجس نبض و لسحب عزم المقابل كما فعلت ايران من طرح مفهوم حوار الحضارات كبديل لصراع الحضارات التي عملت عليه امريكا منذ سنين و تكاتفت مجموعة من الايديولوجيات و الافكار بشكل غير مباشر و ان كانو متناقضين و ينوون العمل فقط من اجل عدم نجاح نظرية صراع الحضارات و عملو بكل جهودهم لوضع عوائق متينة امام تطور مسيرة تلك الافكار، و نجحو لحدما سوى عن الطرق السياسية او طرح الافكار المضادة . و اليوم خفت هذه التوجهات الفكرية و لكن نتيجة ما آل اليه الوضع العالمي تاجل العمل على هذه النظريات و الافكار لمدة غير معلومة و هي قضية مصيرية لعدة جهات و تعود الى الساحة في الوقت الملائم الذي يتصوره الكبار، و لذلك على الجميع العمل على تحليل ما يجري و حسب الخلفية الفكرية له و على الاطراف اتخاذ المواقف ازائها، اي الصراع او الحوار الحضاري يكون احد القضايا الهامة التي تشغل العالم و منطقة الشرق الاوسط بالاخص، هذا بعد الهدوء و اعادة السكينة الى المناطق الساخنة، لذا يتطلب هذا الامر الدراسة او التحليل العلمي الواقعي لاتخاذ موقف من قبل اية جهة مستندا على مصالحه و افكاره و تاريخه الذاتية. ثانيا / النظرة الى الدين و العلم اظهر عام 2001 ان الخلافات الدينية تؤدي الى المشاكل و المآسي ، و نتيجة لعملية سبتمبر ظهرت ردود فعل متسارعة و بانت مدى الخلافات في الصراع الديني المخفي ، و ابعدت تلك العملية التسامح الديني من المناهج السياسية للمختلفين سرا و علنا، و ابتعدت النظرات المعتدلة الى الدين و تضرر في نواح عديدة احقية العلم ايضا و عادت الالتزامات الروحية و منها الخرافية الى ما كانت قبل عهود في كثير من مناطق العالم، و هذا ايضا من القضايا التي اضرت بمسيرة الانسان و يحتاج الى تفسيرات و تحليلات و تاويلات ليعود موقع العلم الى ما كان عليه هو ايضا و ان يوضع الدين في مكانه المناسب المحدد. ثالثا / العولمة والنظام العالمي الجديد ظهرت العولمة و النظام العالمي الجديد في السنوات الخيرة و كتحصيل حاصل للتطورات المدهشة للعلم و التكنولوجيا و الاتصالات، و اصبح الاتصال بهذه الفكرة امر واقع الذي يفرض على الكل الدخول الى هذه المسيرة، و الخلاف الوحيد بين الاراء المختلفة هو كيفية الانضمام لهذه المسيرة و كيفية تطبيقها و استغلالها لصالح العام و على اساس التعاون و التساوي و العدالة في قطف الثمار لا لاستغلالها لسيطرة طرف واحد على العالم و تنفيذ المواقف التي تزيد العالم فقرا و جهلا و تزيد الغنى الفاحش على حساب الطرف الاخر، و يحتاج الى الطريق السليم السوي التي تكون ممهدا بالفكر و القيم الانسانية و التساوي و العدالة ، لا على الافكار الاحتكارية الاستغلالية. رابعا / التحرر و الاستقلال الوطني و السيادة هناك العديد من الشعوب المظلومة و هي تعيش تحت نير الاحتلال و اللاعدالة و نظرا للظروف العالمية الموضوعية تجعل هذه القضايا مخفية او هي تحت رحمة المصالح السياسية، و الكثير من هذه القضايا تسير نحو الحل بشكل بطيء و هناك محاولات مستفيضة هنا و هناك لاجل مستقبل هذه الشعوب ومن اجل احقاق الحق مهما طال زمن الغدر و الظلم، و ان ارادت الجهات تحقيق مبدا الانسانية لابد ان تتجه في خيارها الاستراتيجي الى تحقيق مصير الشعوب و ضمان السلام الذي يفيد العالم باسره. الظروف الحالية تبين مجموعة من القضايا الشائكة و تحتاج الى تعاون الجميع ، و ان كان الهدف سعادة الجميع و الحصول على الحقوق و يمكن ان يحل بوسائل سلمية تقدمية و من هذه القضايا، القضية الكوردية، قضية فلسطين، قضية دارفور، قضية جنوب السودان، قضية التبت ، قضية الصحراء الغربية و الامازيغ، و قضايا مصيرية اخرى في العالم. خامسا / الارهاب و المؤتمر الدولي اصبح الارهاب من المفاهيم التي تسيطر على الكثير من الافكار و الاعمال، هذه الظاهرة لها تاريخ طويل و هناك العديد من التنظيمات التي تمارس الارهاب و تستند على الافكار الدينية او القومية او الايديولوجية، و حتى ان كان لها هذا التاريخ لابد ان نتعمق في اسباب هذه الظاهرة و نحللها كما هي حياديا من اجل ايجاد الحل الذي يجب ان يُعتمد فيه على مجموعة من العوامل و ليس الحل العسكري، و في مقدمة الحلول ايجاد الظروف الاقتصادية الاجتماعية المناسبة و تطبيق الديموقراطية و الحرية التي تمنع انزلاق احد في هذه الطريق، و اقصر طريق لايجاد الحل المناسب لهذه القضية الكونية هو عقد مؤتمر عالمي ليتخذ فيه قرارات ملزمة و الخروج بتعريف عن الارهاب يقتنع به الجميع و يتعاون الجميع لمحاربته من كافة النواحي و ان لا يستغل من قبل البعض لتمرير مهامات اخرى. سادسا / المنظمات الدولية و سيادة الدول هناك العديد من المنظمات العالمية التخصصية التي لها تاثيرها المباشر على حياة كافة الشعوب منها السياسية او اقتصادية او ثقافية او صحية و في مقدمتها منظمة الامم المتحدة التي لها الحق في الغور في تحليل و تفسير القضايا و ايجاد الحل المناسب لها، ولكن للاسف لحد اليوم لم نشاهد الحلول المقبولة المقدمة من هذه المنظمة لمشاكل العالم و انما الدول الكبرى الثقيلة هي التي تتدخل و تفرز القضايا و الحلول حسب هواها و تهمش ما تريد معتمدا على مصالحها الذاتية، و الامم المتحدة تنتظر ما تحل بهذه القضايا و سلطاتها غير تنفيذية في اكثر الاحيان تعتمد على مواقف الدول الكبرى، و اما المنظمات الاخرى التي اكثرها راسمالية التوجه والعمل فهي تحاول بشتى الطرق الضغط على الدول و الجهات المعنية لتطبيق وجهات نظرها و هذا ما يؤكد عدم نزاهة اهداف هذه المنظمات و انحيازهم الواضح للدول الراسمالية الكبرى و افكارها و ترضخ لتطبيق شروطها و مطاليبها.و هذه القضية العالمية التي يجب ان يحلل من قبل المعنيين من اجل ايجاد طريق لفرض شروط تثبت حيادية هذه المنظمات من اجل الصالح العالم و من اجل تقدم العالم اجمع. هذه هي اهم القضايا البارزة الان في العالم و تمس معيشة جميع الشعوب بافرادهم و تحتاج الى الاعمال الكبيرة و افكارانسانية بحتة لتفسير هذه القضايا و تحليلها و ايجاد الحلول المناسبة لها و حل المشاكل المرتبطة بها من اجل اقرار السلم و السلام العالمي و هو الهدف السامي للجميع.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
-
الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
-
المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي
-
لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
-
هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
-
هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
-
الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
-
كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
-
ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
-
آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
-
الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا
...
-
الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
-
هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
-
اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
-
من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
-
هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
-
اي نظام سياسي نريد ؟
-
اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
-
السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت
-
الضغوطات منعت نيجيرفان البارزاني من المضي في بعض العقود النف
...
المزيد.....
-
الكونغو الديمقراطية: غوما تحت سيطرة المسلحين … دمار ونهب وال
...
-
قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة -بريكس- إذا
...
-
الخارجية الروسية: إجراءات شطب -طالبان- من قائمة الإرهاب مستم
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بريدنيستروفيه ومولدوفا تتفقان على خطة أولية لتوريد الغاز
-
أبرز مواصفات الهاتف الجديد من -Nothing-
-
اكتشاف بكتيريا خطيرة في بعض منتجات الدجاج التي تورد إلى روسي
...
-
-فينشينزو.. رجل المافيا-.. عدالة العصابات وتهجير السكان لاست
...
-
العبور من الثورة إلى الدولة في سوريا
-
سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية العام
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|