أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة العراقية - الحلقة الثانية من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري قضايا العصر الديمقراطية














المزيد.....

الحلقة الثانية من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري قضايا العصر الديمقراطية


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان مجتمعات ما قبل عهود التقدم العلمي _التكنيكي لم تكن مهياة لاستيعاب وممارسة الديمقراطية بمفهومها الحديث المقترن بوجود ضوابط لتصرفات الحاكمين وبظهور الدساتير واقرار حق عامة الناس في ان يساهموا بشكل ملموس في بناء نظام الحكم عن طريق انتخاب السلطة التشريعية والبت في بعض القضايا الها مة عبر استفتاء عام وضمان سيادة القانون ..الخ .ان الديمقراطية بمفهومها الحديث لايمكن ان تتحقق في مجتمع متخلف تسوده الامية وتنعدم فيه الالة الحديثة وتظل المواصلات التجارية وغير التجارية معتمدة على الدواب او مشيا على الاقدام ..الخ كما كان شأن المجتمعات العبودية والاقطاعية .واذا كان العهد البرجوازي قد اقترن بتطور العلم والتكنيك وبأدخال الالة الحديثة الى حياة المجتمع العامة من شتى نواحيها فأنه بات من الطبيعي ان يقترن ايضا بظهور الديمقراطية وتقدمها التدريجي صوب التكامل والازدهار .فالعهد البرجوازي هو الذي ولدت في ظله الديمقراطية بمفهومها الحديث ,هو الذي ظهرت فيه اولى الدساتير والبرلمانات الحديثة واقر فيه حق رجل الشارع في ان يكون له رأي في عملية بناء السلطة ورسم السياسة العامة للبلاد..وتجب الاشارة الى ان ما نجده اليوم من تطور وتقدم في مسالة الديمقراطية ومؤسساتها المختلفة لم تظهر ,ولم يكن بالامكان ان تظهر ,منذ بداية الثورة الصناعية ودفعة واحدة .انها كانت عملية سياسية _اجتماعية معقدة تطورت تدريجيا من حالة دنيا الى حالة ارقى وهي لن تتوقف فيما وصلت اليه الان ,بل ستستمر في تطورها نحو حالة ارقى ,كما يشهد
على ذلك تأريخ العديد من البلدان المتطورة ..

ان الديمقراطية ,وان ظهرت في ظل النظام البرجوازي ,لم تكن هبة من البرجوازين الى الشعب ,بل جاءت كنتاج طبيعي للتطور الحضاري المقرون بتقدم العلم التكنيك اي ان تطور المجتمع نفسه هو الذي اوجدهاو قدمها للشعب بشتى طبقاته وفئاته ,بما في ذلك الطبقة البرجوازية .
ان الديمقراطية اسلوب جديد في الحكم مغاير لما ساد في العهود الغابرة ,العبودية والاقطاعية حيث كان الملوك وحدهم مراكز اتخاذ القرار وكانت مهمة الشعب تقتصر على تنفيذما يقرره المقام العالي ..

ان الديمقراطية تعبير عن تنامي من الوعي والمستوى الثقافي على صعيد المجتمع بوجه عام ,تعبير عن ظهور نمط جديد من العلاقة بين من في ايديهم زمام السلطة ومن يؤلفون الجمهور عامة .فالعلاقة هنا لم تعد كما

كانت بين الملك الاقطاعي ورعيته ,بل اقيمت على معادلة جديدة قائمة على فكرة. التجانس والتوازن بين ممارسة الناس لحقوقهم وادائهم لواجباتهم ..ان تنتخب السلطة الحاكمة اي تمارس شخصيا جنبا الى جنب مع سائر المواطنين حقك في بنائها من جهة وان تخضع لها ,اما تشرع من قوانين ,من جهة اخرى فالديمقراطية نقيض الدكتاتورية والبيروقيراطية ,نقيض الاستبداد الفردي الذي ظل ملازما لانظمة الحكم الاقطاعية طيلة القرون المتعاقبة .واذا كان التخلف هو الارضية التي تقوم عليها الدكتاتورية والحكم الفردي _الثقافي التكنيكي _الصناعي ,هي الارضية التي يمكن ان تقوم عليها الديمقراطية وتزدهر .
ان الديمقراطية في الحياة الا جتماعية المعاصرة هي مجموعة من الضوابط والاعتبارات المعترف بها رسميا وشعبيا بوصفها اساسا يبنى عليه نظام الحكم واطارا يجري فيه تعادل ذلك النظام مع الجماهير الشعبية فالحاكم في الانظمة القديمة كان يتصرف كوكيل لله على الارض في حين ان الحاكم في النظام الديمقراطي يتصرف كما هو المفترض كرجل يستمد سلطانه من الناخبين ويلزم بالعمل وفق اسس قانونية وفق جملة من القيم والاعراف المترسخة في المجتمع ..



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقات متسلسلة من كتاب قضايا العصر لبهاء الدين نوري - الحلقة ...
- وهم ام حب
- مناصرة ايضا للمناضل الكبير بهاء الدين نوري
- شك في الحب
- عرفان بالجميل لكتاب الحوار
- خيال صوفي
- مواجهة البحر
- الى وردة المحمودية
- لو كان الامر بيدي
- انه العراق
- اغاني في الحب
- سكون الليل
- لله درك ياعراق
- الى اخواتي النساء
- هواجس امرأة عربية
- مناجاة الحبيب
- الموسيقى وتهذيب النفس
- شي بسيط عن وضع العراق بعد التغيير
- لواعج وتنهدات
- اخيرا زرت القبر


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة العراقية - الحلقة الثانية من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري قضايا العصر الديمقراطية