صلاح عليوة
الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:50
المحور:
الادب والفن
أجلْ ..
كان يدركُ
ما سوف يلقاهُ
حين يرفُ الضحى
في أعالي البطاحْ
حشودٌ تطاردهُ
في خيالاتها
بالهراوتٍ ..
سيلُ براكينَ ضاريةٍ
من حصى و صياحْ
هتافُ جموعٍ مُدَمدمةٍ
تطلبُ الحقَ
مُنتزعاً
من دم المارقينَ
المباحْ
أجل .. مررَ الكفَ
فوق الكلامِ الجموحِ
تأمّلهُ
مرةً
بعد أخرى
و خف إلى قلبهِ الخوفُ
حين ترامى إلى سمعهِ
عبر وادي السكونِ
النباحْ
أجل .. ذكرَ الشهداء القدامى
تدلِي براءاتهم
من حبال المشانقِ
أدمعَ زوجاتهم
و سنينا من الخوف و الجوعِ
و الصمتَ
مكتنزاً بالنواحْ
أجل .. راودتهُ السلامة ُ
عن نفسها
و ترجّاه حقُ التنعمِِ
بالماءٍ و الظلٍ
والكرْم و الفلٍ
و الدفء و الأُنسٍ
عبر الليالي الملاحْ
أجل .. كاد أن يحتسي
نارَ ثورتهِ
ثم يعلنُ أن الشمالَ جنوبٌ
و أن الشروقَ غروبٌ
و أن الشموسَ مرايا
ضياءِ المليكِ
ليختارَ حصتهُ
في مراعي البراحْ
أجل .. كل هذا جرى
ثم آثر أن يفتدي بالحياةِ
الحياةَ
ليتبع أسلافه العارفين
الذين أراقوا
دماء شهاداتهم
فوق أحبار أقلامهم
حين خاضوا حروباً
بَنتْ من جماجمهم
معبراً للصباحْ
صلاح عليوة
مصر / هونج كونج
#صلاح_عليوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟