أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لناهد عواد














المزيد.....

كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لناهد عواد


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 06:47
المحور: الادب والفن
    


من خلف (جسد الأفعى) ومن بين حطام الذكريات، يموج صوت مضيفة الطيران في مطار القدس الدولي (سابقا) مختلطا بهدير الطائرات وناقلات الجند ومواء القطط، من بين الحطام وبقايا ذكريات، قدمت المخرجة ناهد عواد في فلمها الطويل نسبيا -52دقيقة- ( خمس دقائق عن بيتي).
عرضا بسيطا وأوليا لفكرتها، وهي، كان هنا مطار، أما هؤلاء فهم الشهود على هذا المطار وعلى ذلك الزمن.
وقبل أن نتحدث عن تفاصيل وملاحظاتنا على هذا الفلم، نشير إلى أهمية تناول هذا الموضوع، فخلال عرض الفلم عرضت لنا المخرجة نموذجا من الناس الذين لا ذاكرة لهم، فهذا شاب لم يعرف أن في قلنديا مطار الا منذ اسبوع فقط، وفتاة تعتقد ان هذا المطار كان لطائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات، من هنا تأتي اهمية هذا الفلم ليعرف ويذكر بتاريخ هذه الأرض وما عليها.
دارت أحداث الفلم كما قلنا حول فكرة واحدة فقط، كان هنا مطار، وقد استخدمت المخرجة بعضا من الصور الفوتوغرافية الخاصة وصورا لمطار قلنديا عن بعد. الأمر الذي يوحي بصعوبة الوصول إلى المطار وتصويره أو تصوير ما تبقى منه.
كما عملت على استنهاض ذاكرة من واكبوه وعملوا فيه عبر لقاءات مع السيد يوسف حجار أحد العاملين في المطار والسيدة هانية ياسمينة مضيفة الطيران السابقة والكابتن سليم الطيار اللبناني السابق والسيدة نورما حويط التي تسكن بالقرب من المطار، وبعض اللقاءات الثانوية.
وما يحسب لهذا الفلم هو تناوله للفكرة عبر مضمونها الإنساني، حيث عايشت المخرجة شهودها ( السيد يوسف حجار والسيدة نورما حويط) في حياتهم اليومية وعرضت لنا ذاكرتهم عن المطار( أيام عزو)- كما تقول- وعملت على اعادة تمثيل الماضي من خلال السيد يوسف حجار رغم تقدم السن، والذي كانت تلوح على وجهه الحسرة.
اما السيدة نورما فقد كانت شاهدا وشاهد ادانة بنفس الوقت، فهي شاهدة من خلال ذكرياتها الجميلة على معايشتها لوجود المطار، وشاهد إدانة على ما يحدث اليوم، البارحة كان المطار يسهل الحركة مع العالم أجمع واليوم فهي محرومة من لقاء أختها التي تسكن مدينة رام الله في بيتها، حيث أدى بها هذا التوجه إلى المقاربة الخفيفة بين القدس البارحة واليوم.
كان هنا مطار... وماذا بعد؟؟
الذاكرة هي أهم ما يملكه الإنسان خاصة، الإنسان الواقع تحت الإحتلال، وخطر التذويب والنسيان، إلا أن التعبير عن هذه الذاكرة لا يتأتى من خلال العرض الرومانسي فقط الذي يذهب إلى حد البكائية على الأطلال دون الخوض في عمق ومضمون الفكرة ذاتها وتحليلها.
وما يؤخذ على المخرجة هو إتخاذها دورا يشبه دور الصحفي المحايد في نقل الخبر واكتفت بالتسجيل والتعليق العاطفي على الجدار واطلال المطاروتظهر هذه الحيادية -غير المطلوبة في اي عمل فني- من خلال المرور على معلومة تاريخية هامة وهي زيارة بابا الفاتكيان للقدس عبر مطاره في العام 1964، فالسيدة هانية ياسمينة ذكرت لنا أهم الشخصيات الذين زاروا المطار، من الملك الأردني الراحل حتى عمر الشريف وفريد الاطرش ونجوى فؤاد التي( لم تحبها)، وذكرت أيضا زيارة بابا الفاتيكان التي أخطأت باسمه وذكرت اسم البابا الحالي بدلا عنه، فاذا كان التوثيق للذاكرة هو هدف العمل فكان من باب أولى أن تتيح المخرجة لزيارة البابا مساحة أكبر من العرض وكان عليها هي أن تستجلب الأرشيف المناسب لعرض هذه الزيارة وتعريف الجمهور باسم ذلك البابا على الأقل، لما هذه الزيارة من أهمية تاريخية.
كان هنا مطار... فأين الدليل على ذلك؟؟

إن من المؤسف أن لا يحتوي عمل السيدة عواد على أرشيف حقيقي للمطار وزواره، ونقصد هنا الصورة المتحركة التي واكبت ذلك الزمن، فعلى لسان المتحدثين كان مثلا الملك حسين هو الزائر الدائم للمطار، فلماذا لم نشاهد صورا تسجيلية لاحدى زياراته؟؟ حتى فنان بحجم فريد الأطرش كان من الصعب أن تهبط طائرته في المطار دون إعلام يوثق هذه الزيارة ولو على سبيل الدعاية والإعلان.
إن الجهد الذي بذلته المخرجة لم يتعد عمل المونتاج وإجراء بعض المقابلات الشخصية التي لا نغفل أهميتها ، واللعب على المؤثرات الصوتية وهنا نستغرب من هذه الثلاث سنوات التي بذلتها في إخراج الفلم، فكان يمكن لها أن تستعين بأرشيف التلفزيون الأردني او المصري أو تصوير طائرات ( الداكوتا) الموجودة في مطار ماركا العسكري في المملكة الأردنية،بدلا من تصوير مشاهد عامة لقلنديا اليوم والصور الفوتوغرافية التي تكررت فقط، وحتى صعوبة الوصول إلى المطار وتصويره كان من خلال الإيحاء بذلك وليس تأكيده وتأكيد دلالته.


كان هنا مطار...وماذا يعني ذلك؟؟
ذلك يفترض وجود بنى تحتية تخدم الحركة التجارية والسياحة من وإلى القدس ومن ثم باقي فلسطين ( ذكرت معلومة شبيهة بذلك على لسان يوسف حجار)، وذلك يفترض أيضا التلاقي الحضاري والثقافي وتبعياته على مجمل الحياة في فلسطين.
مسجد المطار، في قلنديا وهو المسجد الذي بناه الطلبة الكويتيون الذين يدرسون في القدس، هو مثال لاستجلاب المطار لرؤوس أموال عربية أسهمت في تطوير البنى التحتية الفلسطينية والحياة الفلسطينية وإن كان ذلك خدمة لمصالحها الشخصية، ومع تأكيد السيدة التي تحدثت عن هذا المسجد على وجود بيوت للكويتيين في منطقة قلنديا إلا ان المخرجة أضاعت فرصة تصوير هذه البيوت والممتلكات والتي كان من الممكن ان توجه من خلالها عدة رسائل سياسية وانسانية.
إن ما قدمناه من تحليل بسيط لفكرة وجود مطار كان على المخرجة أن تقدمه لنا بأسلوب فني ممتع ونحن لانطلب منها أن تتجه بفلمها للمنحى التقريري أو الإخباري ولكن كان يمكن أن تقدم فلما أفضل بتوظيفها لمجموعة أفكار بدلا من التركيز على فكرة واحدة فقط.



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيناك تفاصيل المكان
- باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
- مملكة الوهم
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
- ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
- السعودية نهاية المشروع التحرري
- أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
- شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة
- فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية المخرج الفلسطيني يعقوب اس ...
- الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية الظل للمخرج الفلسطيني يعق ...
- لقاء مع الفنان الفلسطيني رأفت لافي
- هي محاولة
- حوار مع الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض
- أسرار العشق
- أن تكون فلسطينيا
- ثورة الجياع أم سقوط الثورة؟!


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لناهد عواد