|
تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و الضرائب
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نجح ساركوزي في خلق حمى المتوسط ، أو إتحاد المتوسط ، خلال ربيع و بداية صيف هذا العام ، و لكن هذه الحمى لا يجب تنسينا سؤاله عما قدمه خلال أكثر من عام بقليل لهذه الفكرة ؟ فإذا كانت بالفعل هناك جهود بُذلت خلال العام الذي إنصرم من فترة رئاسته ، فإننا نرغب – كمتوسطيين – في معرفة تلك الجهود ، و إذا كان هناك تصور مبدئي ، و أخر نهائي ، لهذا الإتحاد ، فإننا لنا الحق في الإطلاع على تلك التصورات ، فمنذ الأن عليه أن يتعامل معنا ، نحن شعوب جنوب و شرق المتوسط ، مثل شعوب شمال المتوسط ، و الشفافية هي أول أسس التعامل السليم . كفى مخاطبة للحكام ، نريد مخاطبة للشعوب . الحديث يجري فقط عن إتحاد متوسطي ، و لكن ما هي الأهداف الحقيقية للإتحاد ؟ ما هي التصورات المرسومة في الذهن الفرنسي الرسمي لهذا الإتحاد ؟ و هل تلك التصورات سوف تعود بالفائدة على المواطن المتوسطي عموما ، و على المواطن جنوب و شرق المتوسط خصوصا ؟ فنحن لا نريد إتحاد نظري سياسي ، بل عملي . على العموم إذا كانت الأهداف و التصورات الرسمية المتعلقة بهذا الإتحاد لازالت خافية ، أو بقول أكثر تخفيفا ضبابية ، فإن للمواطنين المتوسطيين جنوب المتوسط ، تصوراتهم و أهدافهم لهذا الإتحاد ، و أود هنا أن أطرح بعضا منها : أولاً حرية تنقل الأفراد : لا يوجد إتحاد حقيقي – و أكرر حقيقي - لا يسمح بحرية تنقل مواطني الدول العضوة به ، و لا يوجد إتحاد حقيقي تكون له القدرة على الديمومة يضع قيودا صارمة على تنقل قطاع ضخم من مواطنيه بينما يتمتع بتلك الحرية قطاع أخر ، فبينما يحق لمواطني المتوسط الأوروبيين الدخول بحرية شبه مطلقة لبلدان جنوب و شرق المتوسط ، تضع بلدان المتوسط الأوروبية القيود الثقيلة التي تغلق حدودها في وجه مواطني جنوب و شرق المتوسط . لقد رأينا كيف تعامل الإتحاد الأوروبي مع سويسرا بشأن إتفاقية حرية التنقل ، حين أصر الإتحاد الأوروبي على ضرورة قبول سويسرا لحرية سفر جميع مواطني الإتحاد الأوروبي لسويسرا ، و رفضه التام لأي محاولة سويسرية لإستثناء مواطني دولتين فقط من سبعه و عشرين دولة من هذا الحق ، و أعني بلغاريا و رومانيا ، بالمثل – نحن مواطني المتوسط الجنوبيين و الشرقيين - نريد حرية متساوية ، تضعنا على قدم المساواة مع مواطني شمال المتوسط ، فلا للإستثناء ، فلا إتحاد يقوم على التمييز . ثانياً حرية حق العمل : حق العمل يعد جزء ضروري مكمل لحرية تنقل الأفراد ، لهذا يجب أن تصبح أسواق العمل في بلدان المتوسط مفتوحة لجميع مواطني المتوسط ، دون أن يعني هذا الحق التخفيف من درجة جودة العمل ، لهذا يجب أن يتم توحيد كافة شروط ممارسة أي مهنة ، من الناحية الفنية ، في كافة دول الإتحاد ، و أول تلك الشروط توحيد الإختبارات الضرورية للممارسة المهنة الواحدة في كل دول إتحاد المتوسط ، فمثلا كمصريين يحق لنا أن نطلب أن يكون أي طبيب مصري - حتى لو كان يمارس مهنته في مصر - في نفس المستوى الفني لنظيره الفرنسي . ثالثاً حرية التجارة : تتمتع جميع دول شمال المتوسط بحقوق تصدير بضائعها لمصر – أكبر بلدان جنوب المتوسط سكانا – فلماذا لا يتمتع بهذا الحق المنتج المصري ؟ نعم إتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي تسمح بتصدير المنتجات المصرية الغذائية المصنعة – على إختلاف درجة التصنيع – ولكن ما نريده هي حرية مطلقة للتجارة ، تسمح بدخول المنتجات الزراعية المصرية الخام أيضا ، فالمزارع المصري يجب أن يكون له نفس حقوق الصناعي المصري ، و نفس حقوق الفلاح و الصناعي الفرنسي . نريد حرية إنتقال للبضائع المصرية على إختلافها لأوروبا المتوسط ، مثلما نقبل بحق إنتقال البضائع المتوسطية الأوروبية لمصرنا بحرية تامة ، ولكن في إطار معين يأتي الحديث عنه في النقطة التالية . رابعاً إشتراطات صناعية و صحية و بيئية موحدة : حرية التجارة بالتأكيد لا تعني فوضى أو تغاضي عن الإشتراطات الصحية و الصناعية و البيئية ، فنحن كمصريين لا يصح أن ننتقد فرنسا أو أسبانيا لو إنهما – على سبيل المثال – رفضتا دخول شحنات لمنتجات مصرية غذائية تحوي بقايا مبيدات مسرطنة أو أنواع من البكتريا الخطرة أو ملوثة بسموم فطرية ضارة ، و بالمثل لا يجب أن نقبل كمصريين دخول منتجات أوروبية تهدد الصحة و البيئة المصرية ، و خوفا من أن تصبح تلك الإشتراطات وسيلة للتضييق على حرية التجارة المتوسطية ، و حصان طروادة لتفريغ حرية التجارة من مضمونها ، فمن الضروري أن تصبح الإشتراطات الصحية و البيئية و غير ذلك موحدة في كافة ضفاف المتوسط ، و لتكن تلك الإشتراطات هي نفس إشتراطات الإتحاد الأوروبي ، و تصبح كافة دول إتحاد المتوسطي ملزمة بتطبيقها على مناطق سيادتها ، و على كافة المنتجات ، أكانت للتصدير أو للإستهلاك المحلي ، فصحة المواطن المتوسطي المصري لا يجب أن تكون أقل أهمية من صحة المواطن المتوسطي الفرنسي ، و البيئة المصرية ليست بأقل أهمية من البئية الأسبانية مثلا ، فنحن لا نريد لمصر أن تغدو هي موطن الصناعات القذرة ، الملوثة للبيئة ، كصناعات الأسمنت و البتروكيماويات و الأسمدة ، لتصبح أوروبا نظيفة على حساب مصر ، و لا نريد للمواطن المصري أن يأكل القاذورات و المسرطنات كما يحدث الأن ، بينما نظيره المتوسطي الأوروبي يتمتع بالطعام الصحي كماً و جودة . نحن نريد بيئة نظيفة و مواطن سليم معافى على جميع ضفاف المتوسط ، بلا تمييز . خامساً الجمارك و الضرائب : حرية التجارة التي نعنيها تعني ضرورة رفع كافة أنواع الجمارك و الرسوم الضرائبية على إنتقال السلع بين دول الإتحاد المتوسطي ، فالمواطن المتوسطي له الحق في الوصول للسلع بأقل كلفة ممكنة ، خاصة في ظل الإرتفاعات الجنونية للأسعار . كذلك فإنه يجب توحيد كافة أنظمة الضرائب في دول الإتحاد - و أشدد على كلمة كافة - فضرائب الدخل يجب أن تكون متساوية ، و التأمينات كذلك ، و ضرائب المبيعات و الإرث و غيرها من الضرائب ، كذلك نظم التحصيل ، يجب أن تكون موحدة . هذه بعض تصوراتنا ، او بالحري بعض مطالبنا كشعوب ، لإتحاد المتوسط ، ليكون بالفعل إتحاد بين الشعوب ، و ليس مجرد إتحاد تعاوني بين أنظمة حاكمة ، أو نادي للحكام ، مثل جامعة الدول العربية .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية بوخارست – رومانيا حزب كل مصر تراث – ضمير – حرية – رفاهية – تقدم – إستعيدوا مصر 23-06-2008
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
-
إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
-
أئمة المساجد بالإنتخاب
-
عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
-
شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية
-
المعارضة المصرية بين الدرس النيبالي و خيانة الرابع من مايو
-
دوحة ترحيل المشاكل للغد
-
الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية
-
حتى تعود مصر لمكانتها ، الحلقة الأولى
-
فوتوغرافية هذه الحقبة
-
فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
-
فأغرقناه و من معه جميعاُ ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
-
أمريكا على طريق روما ، طريق إلى حرب باردة ثانية
-
لماذا لا تنضم غزة إلى مصر ؟
-
إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة
-
إنها ثورة الشعب المصري ، لا حزب العمل
-
ليبيا مصرية
-
إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية
-
إنها كنعان و ليست فلسطين ، و هم الكنعانيون ، و ليسوا فلسطيني
...
-
لنحبط معاً إقامة مؤتمر ويكيبيديا بالأسكندرية
المزيد.....
-
مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت
...
-
غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم
...
-
كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
-
الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
-
الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
-
واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو
...
-
- الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م
...
-
مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
-
زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|