صدر العدد الثاني من ( أحداق ) وهي مجلة فصلية، ثقافية، تُعنى بالأدب والفن والفكر. وقد إشتمل العدد الجديد على أبواب متنوعة وهي دراسات نقدية، وأبحاث مسرحية، وقراءات في كتب صادرة حديثاً، وحوارات، وقصائد، وقصص قصيرة، وثقافة بصرية، وشهادات، وترجمة، فضلاً عن ملف العدد الذي إنضوى تحت عنوان ( بين ثقافتين ). كتب رئيس التحرير إفتتاحية العدد والتي جاءت بعنوان ( الخطوة الثانية في رحلة الألف ميل، والإغتسال بالمطر الإبداعي المدرار ). وفي باب دراسات نقدية كتب الناقد الجزائري أبو بكر زمّال دراسة نقدية عن ( النص الشعري الجزائري الراهن ) بينما كتب الناقد السعودي محمد العباس دراسة بعنوان ( ممر إلى القارة السوداء ) أما القاص والناقد المغربي محمد التطواني فقد كتب دراسة نقدية أسماها بـ ( قراءة في الأشكال الشعرية المستوردة ). أما في حقل أبحاث مسرحية فقد كتب الناقد د. تيسير الآلوسي مقاربة نقدية لمسرحية ( الجرافات لا تعرف الحزن ) من تأليف قاسم مطرود، وإخراج الفنان أحمد شرجي، بينما كتب الناقد د. فاضل سوداي بحثاً معمّقاً عن ( الدلالات السيمولوجية في فضاء العرض المسرحي )، أما الباحثة والناقدة البلجيكية هيلينا فيرلنت فقد خصت المجلة بدراسة قيّمة جاءت تحت عنوان ( تأثيرات شرقية في المسرح الغربي المعاصر ). أما في حقل قراءات نقدية في كتب صادرة حديثاً فقد كتب الناقد والروئي المعروف عبد الرحمن مجيد الربيعي مقالاً بعنوان ( شيء من الألم، وكثير من الجرأة ) وهو دراسة نقدية، تشريحية، مفصلة للمجموعة القصصية للقاصة المغربية فدوى مسّاط التي فازت بالجائزة الأولى لإتحاد كتّاب المغرب للأدباء الشباب. أما الناقد د. مقداد رحيم فقد كتب دراسة متفحصة عن تجربة القاص عبد الهادي سعدون من خلال قراءته لمجموعته الجديدة الموسومة بـ ( إنتحالات عائلة ). وفي باب مجابهة وحوار نقرأ حواراً شيّقاً أجراه الشاعر والكاتب الصحفي عبدالله المتقي مع شاعرتنا القطرية سعاد الكواري مستغوراً أبعاد تجربتها الشعرية والحياتية. أما في باب فضاءات شعرية فقد إزدانت المجلة بعدد من القصائد لسبعة شعراء من بلدان عربية مختلفة، ومن بين هذه القصائد ( الزجاج ) للكنتاوي لبكم، و ( نواقيس التهديد ) لكريم ناصر، و( نهارهم رمال أو ظبية حزينة، وأيّل جريح ) لرملة الجاسم، و( هلام المتاهة ) لعائشة إرناؤوط، و ( قصيدة أبي لهب الذي أراد أن يحرق العالم، والأسد والحواري، والأعمى في الضوء ) لفاضل العزاوي، و ( النورس، والنزهة ) لفاطمة ناعوت، و ( الليل يفتح أزرار قميصه هذا المساء، وثلاث قصائد لإستدراج المطر ) لمهنّد محمد يعقوب ). وفي باب السرد فقد إحتفت المجلة بنشر فصل من رواية جديدة للروائي العراقي المعروف برهان الخطيب بعنوان ( غراميات بائع متجوّل )، بينما خصَّ القاص وديع العبيدي المجلة بقصة جديدة تحمل عنوان ( تلك الرائحة ). أما في حقل الثقافة البصّرّية فقد كتب الفنان والناقد التشكيلي ستار كاووش موضوعاً فنياً بعنوان ( مرايا اللون )، بينما كتب الناقد د. حاتم الصكر دراسة نقدية تحليلية عن ( نصب الحرية ) الشهير للفنان جواد سليم. أما الناقد عدنان حسين أحمد فقد كتب مقالاً نقدياً بعنوان ( تمظهرات الجانب الديونيسي في تجربة الفنان التشكيلي علي طالب ) وقد سلّط فيه الضوءعلى تجربة علي طالب الفنية السابقة مع شيء من التركيز على معرضه التشكيلي الأخير الذي أقيم بتاريخ 14-10-2003 في قاعة ( De Vrije Academie ) في مدينة لاهاي الهولندية. أما في حقل شهادات فقد قدّم الروائي العراقي نجم والي شهادة أدبية متميزة بعنوان ( إختراع البصرة )، وقد إشترك بها في الملتقى الثاني للإبداع الروائي ( الرواية والمدينة ) الذي أُقيم في القاهرة عام 2003.. أما في باب الترجمة فقد ترجم الشاعر مهدي النفّري أربع قصائد لشعراء هولنديين معروفين في المشهد الشعري الهولندي وهم رمكو كامبيرت، وبول رودينكو، وهانز بارديندريخت، وفيلم فان تورن. أما الشاعر محسن السرّاج فقد ترجم ثلاث قصائد لثلاثة شعراء هولنديين معروفين أيضاً وهم تريز ستيخ، وفيلم كلوس، ويوديث هيرزبيرخ، أما ملف العدد المعنون ( بين ثقافتين ) فقد تضمّن العديد من الدراسات والقراءت النقدية والقصائد العربية المترجمة إلى اللغة الهولندية. فقد إستهل الملف المستشرق الهولندي يان تيلينبريخ بترجمة إفتتاحية العدد ( الخطوة الثانية في رحلة الألف ميل، والإغتسال بالمطر الإبداعي المدار )، بينما كتبت الشاعرة والناقدة يانا بيرونوفا دراسة عن المجموعة الشعرية الثانية المعنونة بـ ( نادل أحلامي ) للشاعر العراقي علي البزّاز الذي يواظب على كتابة نصوصه الشعرية باللغة الهولندية، وقد إنضوت مقالتها تحت عنوان ( قفا الكلمات ). أما الفنان المسرحي رسول الصغير فقد كتب بحثاً مسرحياً قيّماً باللغة الهولندية عن ( مسرح الصورة ). كما إحتفى الملف بنشر ثلاث قصائد لثلاثة شعراء هولنديين وهم تريز ستيخ، وفيلم كلوس، ويودث هيرزبيرخ.، بينما ترجم الشاعر ناجي رحيم قصيدتي ( الأسد والحواري، والأعمى في الضوء ) للشاعر فاضل العزاوي. أما الكاتب إيلدارت مولد فقد ترجم قصيدة ( ببليوغرافيا جماعية ) للشاعر محمد الأمين، بينما ترجم الكاتب الهولندي ب. دي فيلت قصيدة ( أغنية الغريب ) للشاعر محسن السرّاج. وفي خاتمة الملف نقرأ ترجمة لقصيدة ( إمرأة لكل الفصول ) لناجي رحيم ترجمها الشاعر نفسه.
وقد زينّت الغلاف الأول لوحة للفنان علي طالب، بينما زينّت الغلاف الأخير لوحة للفنان حيدر أمير، أما التخطيطات الداخلية فقد ساهم فيها كل من الفنان ستار كاووش والفنانة رملة الجاسم، وقد إضطلع بتصميم العدد وإخراجه الفنان إنتشال التميمي. ولكي نبيّن الرؤية المستقبلية للمجلة، ونعزّزها بالشواهد والأدلة الدامغة نحيل القارئ الكريم إلى إفتتاحية العدد التي جاء فيها. ( كلنا يعرفُ جيداً أن " روما لم تُبْنَ في يومٍ واحد " وأن تَشيّيد أي مدينةٍ في العالم على أسس علمية صحيحة قد يستغرق عقوداً طوال حتى في هذا الزمن الآلي المتسارع. وهكذا فإن الآمال العظيمة لا تتحقق بين ليلة وضحاها لأنها تحتاج إلى دأبٍ وصبرٍ كبيرَينْ. وأنا أُدركُ تماماً " أنَ الكلامَ المعسول لا يطْهو الجَزَرَ الأبيض ". وشتّان ما بين " الأقوال والأفعال ". وعندما صدرَ العدد الأول من " أحداق " كُنّا قد وَعَدنا القرّاء الكرام بأننا سنُعير شأواً كبيراً للثقافة البَصَرية، والوثائق ذات الطبيعة الأدبية والفنية والفكرية، والترجمة من اللغة الهولندية وإليها. ولكي لا نظل " ندهنُ من قارورةٍ فارغة " أو نكتفي بإطلاق الوعود من دون أن نَفِي بها، أو نُحققها على أرض الواقع، لأننا لا نُريد " أن نُنهي عن خُلُقٍ ونأتي بمثلهِ " وإنما نريد أن نطبِّق ما دعونا إليه في عددنا الأول، ونكرِّسُهُ بحثاً عن الجديد، والمُغاير، والمُختلف. فقد عزمنا الأمر في هيأة التحرير، وقررنا الشروع بترجمة بعض النصوص في القصة القصيرة، والشعر، والبحث، والدراسة النقدية. ويأتي ملفنا الأول " بين ثقافتين " على بساطته بوصفه المحاولة الأولى، ليعزّز إستجابتنا للحاجة المُلَّحة التي نشعرُ بها إزاء الثقافة الهولندية التي لم تُقَدَّم بشكل مُمنهجٍ، ومدروس إلى القرّاء العرب. كما لم تُقدَّم الثقافة العربية بشكل علمي، مُبرمَج إلى القرّاء الهولنديين الذين يتُوقون لمعرفة المنجز الإبداعي العربي، وقراءته، ثم فحصه، وتقيّيمه، والإستمتاع فيه. وقد إستعنا بنخبة من المثقفين الهولنديين لتدقيق ومراجعة النصوص العربية المُترجمة إلى اللغة الهولندية من أجل تجاوز بعض هنّات الترجمة ومشكلاتها العويصة، ومحاولة تقديم الوجه الناصع للثقافة العربية الحقيقية التي تمثّل الجهد الإبداعي الخلاّق لكل المبدعين العرب، وبالذات المقيمين منهم في هولندا وفي الغرب الأوربي، وهذا لا يمنع بالضرورة من ترجمة النصوص العربية للكُتاب والمبدعين العرب في الوطن العربي. وكما وعدنا قُرّاء " أحداق " بأننا سننفتح على المنجز الإبداعي العربي والأوربي، وها نحن نطرِّز صفحات مجلتنا بأسماء شعراء، وقصاصين، ونقاد، وباحثين عرب وأجانب من مصر، والجزائر، والمغرب، وسورية، وقطر، فضلاً عن بلجيكا وهولندا، وسواهما من البلدان الأوربية. في هذا العدد ثمة إهتمام ملحوظ بالتشكيل والنحت والدراسات والأبحاث النقدية المسرحية التي ترصد الأعمال والتجارب المسرحية للفنانين والمخرجين العرب في أوربا. وسنسعى إلى رصد وتحليل الفنون غير القولية في أعدادنا القادمة من خلال إستكتاب النقاد في حقول السينما، والتشكيل، والفوتوغراف، والموسيقى، وبقية الحقول المعرفية التي تتسع لها صفحات المجلة. كما ننوِّه بقوّة إلى أن " أحداق " هي مساحة حرّة، وحاضنة حقيقية لثقافات الشعوب غير العربية التي تعيش متآلفةً ضمن خارطة الوطن العربي، كالثقافة الكردية، والتركمانية، والكلدو آشورية، والأرمنية، والدرزية، والقبطية، والأمازيغية، وما يتفرع منها من مِللٍ ونحل، وطوائف ومذاهب يمكن أن تُسهم إسهاماً حقيقياً في رفد الثقافة العربية بكل ما هو مفيد، ومبدع، وخلاّق. إنها الخطوة الجريئة الثانية في رحلة الألف ميل التي تنطوي على المشقّة اللذيدة التي لا غنى عنها، وأنها " الزخة " الثانية التي تنبئ بالمطر الإبداعي المدْرار.).
وتدعو مجلة ( أحداق ) من خلال موقع ( الحوار المتمدن ) كل الكتاب العراقيين والعرب، وبالذات الأدباء العراقيين اليهود، للمساهمة في العدد الخاص الذي سوف نكرسه للأدباء، والنقاد، والفنانين، والمفكرين العراقيين اليهود الموزعين في مختلف بقاع الأرض. كما تعلن ( أحداق ) عن نيتها لإصدار ملفات أدبية في أعدادها القادمة عن الأدباء غائب طعمة فرمان، وفاضل العزاوي، وعبد الرحمن مجيد الربيعي وأسماء أخرى عربية وعراقية سوف نعلن عنها لاحقاً. ويمكن إرسال الأبحاث، والدراسات النقدية، والوثائق والمذكرات الشخصية على العنوان التالي:
A.H.Ahmed
Brandaris 363
1503 CE Zaandam
Holland
Telfax: 0031 75 614 33 07
E.mail: [email protected]