|
هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:26
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ثمة الكثير من الرسائل حملتها لغة التهديد الإسرائيلية لإيران والتي قد بدأت تتُرجم عملياً بمناورات أجرتها الدولة العبرية في وقت سابق من الشهر الجاري فوق منطقة شرق البحر المتوسط واليونان، وكشفت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» . مناورات، بدا في نظر مسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة، أنها تأتي في سياق التحضير لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. فمن الواضح، بحسب هؤلاء، تشابه أهداف التدريب مع الأهداف النووية الإيرانية، إذ إن المروحيّات وطائرات إعادة التزوّد بالوقود التي شاركت فيه، قد حلّقت لمسافة تزيد على 900 ميل، وهي المسافة نفسها التي تفصل بين إسرائيل ومنشأة تخصيب اليورانيوم في نتانز وسط إيران. المفارقة أن إسرائيل لم تؤكد أو تنف حصول المناورات، التي أوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أن هدفها الثاني إرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحّدة وغيرها من الدول بأن إسرائيل مستعدّة لعمل عسكري أحادي. بصرف النظر عن المواقف الدولية وممثليات ومؤسسات المجتمع الأممي، مما يعني ان اسرائيل تريد ومن خلال إجراء هذه المناورات اولا وتسريبها للإعلام ثانيا ايصال العديد من الرسائل بهذا الشأن ولعل اول هذه الرسائل موجه اتجاه الإدارة الامريكية ذاتها والتي ما زالت مترددة اتجاه حسم الملف الإيراني عسكريا الأمر الذي لا يروق لساسة وحكام تل أبيب حيث انهم يدركون ان امتلاك ايران للطاقة النووية من شأنه ان يدخل اسرائيل بصراع وجودي على تزعم زعامة المنطقة وخلخلة موازيين قوى الشرق الأوسط بصرف النظر عن كونه جديدا ام قديما الا ان المؤكد ان ايران النووية وتوابعها بالمنطقة ستؤثر على طبيعة المعلدلة الشرق اوسطية مما يعني تقويض النفوذ الإسرائيلي وزعزعة أسس معسكر الإعتدال الرسمي العربي الذي يستمد قوته من تزعم اسرائيل للمنطقة والدعم الأمريكي لمحور الاعتدال بالرأس الإسرائيلي ... وعلى هذا الأساس وحيث ان اسرائيل قد ادركت ان الدولة الإيرانية قد باتت قاب قوسين او ادنى ستعبر حلبة الصراع عن زعامة المنطقة وهي التي ظلت محتكرة لهذه المكانة منذ عقود والتي تؤثر برسم سياسات المنطقة وهي التي تقرر حالة الحرب وحالة السلم ان ارادت وهي من تقرر حالة اللاحرب وحالة اللاسلم وفقا لرغباتها ولحسابات مصالحها وبالتالي مصالح رعاتها .... ان الدولة العبرية تدرك ان عبور ايران للنادي النووي الدولي سيقوض اركان المنطقة وفقا لحساباتها ولمقاييس حكام تل أبيب وبتصوري انها تدرك تمام الإدراك ان امريكا ومن وراءها الدول الأوروبية سيجدون انفسهم مضطرين للتعاطي والتعامل مع الدولة الإيرانية النووية على قاعدة تقاطع المصالح وحسابات الربح والخسارة وهو ايضا ما يتوافق والسياسة الإيرانية وإدارة ملف مصالحها الإقليمية والدولية وليس أدل على ذلك سوى ما يجري في العراق حيث نجد ان ثمة تقاطعا مصلحيا ما بين ايران والإحتلال الأمريكي ... الا ان هذه الحسابات وهذه التقطاعات لا تتوافق والحسابات الإسرائيلية وعلى هذا الاساس فإن اسرائيل لا يمكن ان تقبل بالدور الإيراني الجديد في المنطقة التي سيتأتى وسيسند اليها في ظل تسوية الملف النووي الإيراني مما يعني ان اسرائيل ستكون الخاسر الأكبر من انجاز تسوية ايرانية دولية . مما يعني امكانية تراجع الدور الإسرائيلي في المنطقة والتأثير بشكل او بأخر بتوجهاتها السياسية الإستراتيجية وبالتالي اعادة ترتيب المنطقة وفقا لمعادلة جديدة تتقاسم فيه ايران جزء من النفوذ الإقليمي على مختلف الصعد والمستويات وهذا ما لا يمكن ان تقبل فيه اسرائيل حيث انه يتناقض وما ترمي الى تحقيقه السياسات الإسرائيلية الإستراتيجية والهادفة الى ان تكون الدولة العبرية هي الدولة العظمى في المنطقة والمسيطرة على مفاتيح وقائع معادلاتها .... وبالعودة الى المناورات الحربية للطيران الإسرائيلي ومراميها، وعلى اساس ما تقدم اعتقد ان ثمة ضربة اسرائيلية من الممكن حدوثها للمنشأت النووية الإيرانية ، وهو ايضا ما تؤكدة وقائع السياسة افسرائيلية بالظرف الراهن حيث قبول حكومة اولمرت للتهدئة مع حماس في قطاع غزة واعادة تحريك مفاوضات التسوية مع النظام السوري، والقبول الإسرائيلي بإمكانية التفاوض مع لبنان ووضع مزارع شبعا بالعهدة الدولية للأم المتحدة، كل هذه الأمور تؤكد ان اسرائيل تعمل على تبريد كافة الساحات المتوترة ولو مؤقتا. واعتقد ان اولمرت بحاجة بالظرف الراهن لإنجاز سياسي ما يواجه من خلاله اضطراباته الداخلية لتعزيز ثقة الجمهور الإسرائيلي بزعامته وبأطروحة كديما وتصوراتها السياسية لإعادة تزعمها للأغلبية البرلمانية في الكنيست بمعنى ان حزب كديما ومن خلال زعامة اولمرت انما يحاول الثبات بموقعه ويحاول صناعة التاريخ لإسرائيل لعدة اهداف لعل اهمها تسطير وتسجيل موقف في السجل الإنجازي لدولة إسرائيل ليُقال بعد ذلك ان ثمة انجازا هنا لأولمرت من الممكن الإستفادة منه لاحقا في السباق السياسي الإسرائيلي والذي عادة ما يكون سباقا على حساب الأخرين، وبنفس الوقت وعلى المستوى الإستراتيجي فإن اسرائيل تحاول القول للولايات المتحدة الأمريكية وللعالم اجمع انها ما زالت وستبقى اللاعب الاساسي في هذه المنطقة وانها تشكل شرطي الضبط المحوري والفعلي للتوجهات السياسية الدولية والإقليمية وانها من تحدد الخطوط الرئيسية لشكل المنطقة او اعادة ترتيبها بمعنى ان اسرائيل وليست امريكا فقط من تحدد شكل ترتيب هذه المنطقة. اعتقد ان المناورات الجوية الإسرائيلية لها الكثير من الدلالات والمعاني والتي قد تقترب الى فعل التنفيذ عن قريب بصرف النظر عن النتائج ما بعد الضربات الجوية حيث ان اسرائيل لا تملك اي خيارات اخرى بهذا الملف فأما ان تقبل بمقاسمة ايران لزعامة المنطقة او تدخل معها بحرب تؤدي الى نتائج ووقائع جديدة تفرض قوانين جديدة في ظل تداعيات ومعطيات ايضا جديدة. ومن هنا يمكننا القول ان الحكومة الإسرائيلية تجد نفسها في مأزق خطير وحقيقي اتجاه الملف الإيراني وتداعياته ومتطلباته وبالتالي من الصعب حسمه عسكريا او من خلال انجاز تسوية سياسية معينة.
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
-
بيان حزيران الفقراء ...
-
قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
-
الفيصل .... الفصل في القدس ...
-
قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
-
في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
-
حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
-
النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
-
ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
-
للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
-
ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
-
تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
-
على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
-
الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
-
في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع
...
-
في أزمة الحكومة الفلسطينية....
-
وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
-
قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
-
من قتل الرئيس...؟؟
-
نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|