أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - قبح تعودنا عليه إلى درجة السجود !














المزيد.....

قبح تعودنا عليه إلى درجة السجود !


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


الإهداء ..
إلى مدعي التواضع

أعوذ بالله من كلمة " أنا "
أعوذ بالله من كلمة " حلم "
أعوذ بالله من كلمة " وطن "


على عرش كل الفضائل يتربع التواضع بكل زهو وكبرياء ، على رأس قائمة الصفات الحسنة نرى التواضع مرصع بالماس متبختراً ، بلا بوق أمامه ولا سجادة حمراء وبلا بهرجة الأضواء ، وبلا ضجيج هتاف القطيع والضوضاء .
محتجباً .. منعزلاً في صومعته .. برجه العاجي المكيف الهواء .
التواضع لا يتزاحم ولا يتصارع على الصفوف الأولى .. تقي .. روحي .. رابض آخر الكل.

التواضع .. هو نقطة الارتكاز للشخصية السوية ، بين قطبي الترنح يكون .
ثابت كالجبال ، عميق كالهاوية .
القطب الأول .. قطب الكبرياء المتكبر الذي يشعر أنه أطول الأقزام وأعلى الأعلون .. ومؤمن الكون وقديس المستقبل .. ومناضل الخصيان .. وعملاق العماليق .

والقطب الثاني .. هو صغر النفس والدونية ، بلا موهبة يكون . فقير الجوهر لا يملك غير العبودية وكلمة " نعم " .
يأكل لينام وينتظر الغد ليموت .
الكبرياء والصغر .. وجهي عملة الأنانية والتمركز في الرمال المتحركة .. والسباحة في البركة ..
والنظر طول الوقت في المرايا عارياً .. عارياً من كل شيء .. يترنحوا مع بندول ساعة الأنا يميناً ويساراً ..
أعلون مرة وأسفل الأقدام مرة ..
وهماً منتصرون مرة .. وهمجيون مرات ومرات
ثوب الحملان مرة .. ووحوش الغابات مرات
الكبرياء والدونية وجهي عملة الصفر .. الراسبين في امتحان الحياة
لأجل كل ذلك وأكثر .. اخترنا التواضع
الشجرة غير المـُحرمة
بعدنا أميال عن أرض السقوط
رحلنا نحو التواضع
بعيداً عن الغرق متشبثين بفـُلك نوح لا بطوق نجاة من القش
ما أجمل التواضع الشرقي
التواضع .. هو معرفة الذات على حقيقتها
هكذا علمونا بلا ارتياء الكبرياء فوق ما ينبغي
أو ارتيائه أسفل ما ينبغي
بلا قناع عماليق أو قناع الجراد في أعيننا أو أعينهم
من يشعر أنه أفضل من الجميع فالحقيقة هو من يخبيء أسفل جلده شعور بأنه أحقرهم .
ومن يشعر أنه أحقر الجميع فالحقيقة هو من يخبيء أسفل جلده هزيمة لم تغتفر .
لأجل كل هذا وأكثر تواضعنا .. وتواضع شرقنا
وأصبحنا كما نرانا ويرانا العالم على الهواء مباشرة
جثث لا حصر لها .. صراخ وعويل وحزن وفساد لا تسمعه إلا في منطقتنا
احباط لا مثل له .. ووأد للأحلام فاق وأد البنات في الجاهلية
قنوات فضائية لو غيرت أسماءها وسـُميت " قنوات الدم " لن نشعر بالفرق
حب للموت يفوق الخيال .. وعشق للدمار يشيب له الحيوان
خراب من أجل الخراب
شيئاً على ما أظن أنه لم يخطر على خيال لوسيفر يوماً
ما لم تراه عين وما لم تسمع به آذان ، وما لم يخطر على قلب ملاك ساقط أو إنسان
ما نراه اليوم من مقابر جماعية للأحياء قبل الأموات ..
وعشوائية للتوحش .. غاب حتى منا قانون الغاب
وسؤالي هل هذا هو تجسد القبح ؟!
ولأجل كل هذا وأكثر تواضعنا
منكسي الرأس ولكن قلوبنا تتصارع كالثيران
نظهر كأننا نصغي بكل حواسنا والحقيقة حوار للطرشان
نمد أيادينا لنتصافح لنتعاهد وخنجرنا في اليد الأخرى مختبيء خلف ظهورنا
نبتسم إبتسامات صفراء جرداء
وقبلات يهوذا لم تترك بصمات على وجوهنا الحربائية
تواضع القبر المكسور العين المزخرف بالعظام وبالرهبة من الخارج
وبالداخل يخبيء الزخارف والكنوز التي ينخرها السوس ويفضحها الصدأ
لأجل كل هذا تواضعنا
لكي لا نـثمسك في ذات الفعل .. فعل الكبرياء
لكي لا نـُرجم مع الأطفال المبهورين بتحليقهم
والمكتشفين لأول مرة ملامح غنائهم
الحالمين بالحياة الأجمل
لأغنياء الجوهر
هواة تجميع أحرف السؤال
العارفين بعض المعرفة .. المـُسبحين بالحرية
الغارقين حتى الثمالة في الأحلام
المتهمة بأنها أحلام مـُحرفة !



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطة سودا .. وكرسي رئاسي فارغ
- أهلاوي ولا بهائي .. ولا تبع أضراب إسراء
- نحلم ...........
- قراءة في تقرير مملكة البحرين الأول بشأن المراجعة الدورية الش ...
- مين اللي حضر العفريت ؟؟
- ستسقط في امتحان العداء
- معصوم الأغلال
- ألف مشروب .. والف دين !!
- بلا عيد أو طقس
- وحدها الأسئلة هي التي ترى
- محاكمة لوسيفر أم محاكمة الآلهة
- النُباح أفيون الشعوب !
- حرية الاعتقاد بين أحمر الشفاه والعدسات اللاصقة
- احنا اللي ثبتنا إن الذرة ليها صوت
- مين اللي بيشوه سمعة مصر
- عهد الغرق
- من أجل توسيع صلاحيات المجالس البلدية
- ليس لنبي كرامة في وطنه !!
- مش عايزين وطن يكون أم الدنيا !!
- أكثر من يهوذا .. هو


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - قبح تعودنا عليه إلى درجة السجود !