|
الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي: أرواحنا تئن تحت اعاصير المدن الغرقى
عزة القصابي
الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 06:37
المحور:
الادب والفن
حاورته: عزة القصابي * كل حالة جديدة تستدعي شكلا تعبيريا يناسبها * أذبت مارد الإعصار ووضعته في قارورة محبرتي
* الكوارث خلفت في أرواحنا طبقات من الآلام والأحزان
" تحت ضربات سياط الإعصار .. أتذكر أمي.. كم كانت ستقلق لو كانت.... ..!!! ربما أكثر منك.. أو أقل.. وفي كل الأحوال.. أكثر مني بالتأكيد .. كم كانت ستقلق لو كانت ...!!! لكن.. لحسن الإعصار.. إنه تأخر.. حتى أخذها.. إعصار الموت"
إنه إحساس الشاعر المرهف، وروحه الشعرية المبدعة التي حولته إلى قيثارة تعزف على أوتار محطات حياته، إنه الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي، شاعر عايش التجربة العراقية بحلمها ووجعها، وكان الترحال له وطن كما كان له الشعر مرفأ!!. ..فقد تنقل بين عدد من الاقطار العربية ، وعكست قصائده حالة الترحال تلك. كما عايش حالة الاستقرار التي توطدت بعد قدومه إلى مسقط المدينة الدافئة الغافية على ضفاف الخليج العربي، لترسم صفحة أخرى، يمكن أن تضاف إلى ذاكرته الشعرية. ولعل أهم دواوينه الشعرية: " إلحاقا بالموت السابق " و"حدادا على ما تبقى " و "موجز الأخطاء" و"جنائز معلقة" و "قميص مترع بالغيوم" و "كواكب المجموعة الشخصية" و"غدا تخرج الحرب للنزهة " و"خذ الحكمة من سيدوري " .
"مدن تئن ..وذكريات تغرق " إصدار حديث لعبد الرزاق الربيعي رصد فيه حالة السلطنة قبل وبعد "إعصار جونو" الذي حدث الصيف المنصرم. وبعد إطلاعي على ذلك الإصدار، وجدت فيه روح المغامرة التي شدتني لأعرف المزيد عن هذه التجربة الإبداعية المثيرة، خاصة إذا علمنا أن شاعرنا يعيش في منطقة (القرم)، التي كانت أهم أهداف ذلك الاعصار المميت، لذا فهو عايش إحدى المناطق العمانية التي كادت أن تغرق بالأمواج الإعصارية!!. وأردت أن اقترب أكثر من طقوس الانواء المناخية المفزعة التي تمخض عنها نتاجه الأدبي الأخير. لذا قمت بزيارة الشاعر وعائلته في منزله، وهو بدوره لم يتردد في استقبالي في مكتبه ، فشعرت بارتياح وأنا أستمع لأمواج البحر الهادئة البعيدة التي تقتحم عالم شاعرنا الحافل بالعديد من الاحداث والمفاجآت، لذا تحمست للدخول معه في حوار أثيري ممتد..، ووجدت نفسي اقرأ المقطع التالي: " فوجدت أن حبل الفجيعة قد التف على عنق مسقط الجميلة التي كان انتظامها يبعث في نفسك المسرة " . ثم أردفت قائلة من واقع تلك الكلمات المؤثرة، والتي لها جرس خاص لديك، يعبر عن حالة القلق إزاء الحالة التي عايشتها السلطنة العام المنصرم، ومن واقع تجربة المخاض تلك، ولدت تجربة جديدة للشاعر عبدالرزاق الربيعي بعنوان "مدن تئن ..وذكريات تغرق "، كيف يمكن أن تصف لنا هذه التجربة؟ استرخى قليلا على كرسيه ثم نظر إلى الأفق الممتد عبر نافذة مكتبه ثم أجاب: لقد كانت هذه التجربة مباغتة لي كقصيدة، عنيفة كإعصار، لم أخطط لها، ولم يدر بخلدي إنني سأكتب حرفا واحدا، لكن حالة الكتابة فاجأتني ووضعتني أمام خيار صعب: إما مقاومة الإعصار بالكلمات وإذابة هذا المارد ووضعه في قارورة محبرتي أوالاستسلام له والإنحناء لخطاه القاسية. وكانت البداية عبارة عن خربشات شعرية دونتها على دفتر صغير، وكلما كانت الريح تعصف بقوة في الخارج وتصطفق بالنوافذ، كانت الأفكار تنمو لدي بسرعة أكبر على الورق. وأجد نفسي أدخل مخاضا صعبا: مخاض الكتابة ومخاض الحياة التي تقف على أقدامها بصلابة متحدية الموت الذي هجم عليها ليطفيء شعلتها بقسوة !! كنت أزيح الماء الذي تدفق من شقوق الأبواب والنوافذ بيد وأواصل الكتابة باليد الأخرى. وعندما هدأ الإعصار وجدتني قد كتبت سبعة نصوص، وظننت أن الأمر قد إنتهى بتوقف الإعصار. وفي صبيحة اليوم التالي، خرجت بصحبة زوجتي لرؤية الذي حصل في منطقتنا(القرم)، وهناك بقيت أردد قول الشاعر: ياهول ما أبصرت عيني وماسمعت أذني.!!! كان كل شيء قد بعثر، وجدت مسقط الجميلة مبعثرة أمامي، الأشجار مذبوحة على الأرصفة، أثاث البيوت في الشوارع، الوحل والطين الذي يصل الى حوالي مترين في بعض الأماكن !!عدنا من الجولة مرهقين وقررت أن أدون مشاهداتي، وبعد ساعات إنتهيت من الجزء الأول منها. ثم بعثتها على الفور للنشر في صحيفة (كتابات) الألكترونية فجعل رئيس التحرير الزميل أياد الزاملي موضوعي في صدارة الموقع، فوصلتني رسائل عديدة تطلب مني ذكر المزيد من التفاصيل، فكتبت الجزء الثاني ونشر أيضا في صدارة الصحيفة ...وهكذا بقية الأيام، وفي النهاية قيل لي: لم لا تجمع الأجزاء في كتاب؟ فراقت لي الفكرة فكان إصدار (مدن تئن.. وذكريات تغرق).
تصاعد جمالي * هناك تصاعد جمالي وشعري في المشاهد التي عرضتها خلال ديوانك الشعري الاخير، ولكن سعيت لخوض تجربة مختلفة، أقرب إلى النثر السردي وليس النثر الشعري- إن صح التعبير- ليتحول ديوانك الأخير، إلى رصد أدبي وشعري، فلماذا من وجهة نظرك هذه المزاوجة؟ إلتفت إليّ وهو يشير إلى نسخة من إصداره قائلا: لا يندرج كتابي (مدن تئن.. وذكريات تغرق) تحت مسمى (الديوان) لأن النصوص الشعرية المبثوثة في ثناياه، تجمع بين الشعر والسرد والوقائع والوثائق والرسائل والأرقام ونزيف الذاكرة في طبق واحد. ثم أضاف قائلا: إن الموضوع هو الذي أملى علي هذه المزاوجة، خصوصا إن الشعر وحده لا يحيط بالحدث، فلغة الشعر تعتمد على اللمح والإشارة والإختزال، لكنني إعتمدت على النصوص الشعرية في تعميق الحدث، وجعله أكثر تأثيرا في عقل المتلقي ووجدانه، بما يمتلكه الشعر من سحر وجمال وبيان، علاوة على قدرته في التشكيل الصوري والإبهار اللغوي .
تعبد في محراب التفعيلة * استكمالا للسؤال السابق، تعددت الأشكال الشعرية في رصد الحالة الابداعية لدى الشاعر المعاصر، حيث ظهر ما يسمى الشعر الحديث والنثر الشعري، بينما توارت قصيدة التفعيلة، فلماذا هذا التراجع باعتبارك أحد الشعراء الذين يمارسون كتابة الشعر الحديث؟ ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه ثم أجاب قائلا : لم تتوار قصيدة التفعيلة فمازال كبار شعراء يصرون على التعبد في محرابها كالشاعر محمود درويش، ولم تتراجع مثلما لم يتراجع الشعر العمودي الذي يجد له أنصارا في كل زمان ومكان. وأنا ما زلت أكتب بين حين وآخر نصوصا مكتوبة وفق قصيدة التفعيلة، لكن سبب طغيان قصيدة النثر على المشهد الشعري العربي يعود إلى أن الأشكال الشعرية في صيرورة مستمرة، وكل حالة جديدة تستدعي شكلا تعبيريا يناسبها. كما أنني أجد في النص النثري، رحابة أكثر للتعبير عن أزمات الإنسان المعاصر التي تعددت وتعقدت حتى إستقرت في اللاشعور لديه. والنص النثري ينفذ الى تلك المنطقة الغامضة في الوجدان البشري والعقل الباطن. حيث يجد الشاعر نفسه، يسبح في عوالم لا مرئية، وحين يعبر عن تلك العوالم، فلابد له أن يتسلح بلغة ورموز جديدة وأداء متميز ، وعليه كان لابد من البحث عن قوالب جديدة يمكن أن تستوعب نتاجاتنا الفكرية هذه. عزف على لحن حزين * نعود مرة أخرى للحديث عن شعر عبدالرزاق الربيعي، قيل عن شعرك إنه يعزف على لحن حزين ويوحي بالوجع والألم والموت، مثلما حاصل في عدد من دواوينك الشعرية، مثل: "الحاقا بالموت السابق" و"حدادا على ماتبقى" و "جنائز معلقة"، وفي إصدارك الأخير "مدن تئن..وذكريات تغرق " نلمس ذلك أيضا عن قرب من خلال المشهد الرابع، بعنوان: الموت يزحف على النوافذ، حيث تقول: "عندما هب الإعصار..رأيت السماء تنحني..ورؤوس الأشجار..تعانق الجذور..الموت يزحف..على النوافذ.. يشير لنا بالأصابع..محييا تارة..ومتوعدا ..العيون تجحظ ". كيف يمكن أن تفسر هذا التلاقح بين الشاعر العراقي والحزن في النتاجات الشعرية والابداعية؟ أجابني بنبرة يشوبها نوع من الحزن قائلا: كل شاعر حقيقي هو حزين بطبعه، فالألم البشري عميق والشاعر يتحسس آلام الآخرين، ويقول في ذلك الشاعر بدر شاكر السياب "مالي وللناس ؟ ..لست أبا لكل الجائعين" . وهذا نفي للإثبات فالشاعر أب لكل الجياع والعراة والحزانى والعشاق البائسين والعاشقات الخائبات.. ويكون الحزن أعمق، عندما يمر الشاعر بتجارب ومحن ومصائب. وبالنسبة للشاعر العراقي فالحروب والكوارث والمحن التي مر بها العراق، خلفت في أرواحنا طبقات من الآلام والأحزان.. وهذه الأحزان إنعكست على نصوصنا، وكيف لا أصرخ من الألم والسكين مغروسة في خاصرتي؟! كوارث عراقية ثم تبادر إلى ذهني سؤال آخر يتقارب مع السؤال السابق لقد قلت: " مرت عليّ مصائب لو أنها..مرت على الأيام صرن ليالي.. كوارث عراقية"، وأردفت معلقا على ذلك المقطع الشعري بأسلوب سردي: " الحقيقة إن كوارثنا نحن- العراقيين- من نوع آخر، فلم ار على إمتداد عمري الذي بلغ السادسة والاربعين كارثة من الكوارث الطبيعية سوى الاحساس بخطر فيضان دجلة، لم اكن قد ولدت عند وقوع فيضان 1954" . كيف يمكن أن تفسر لنا إلتحام ذاكرتك بتجربتين؛ هما الأنواء المناخية المفزعة في السلطنة العام المنصرم وهستيريا ما آلت إليه الأوضاع في العراق الآن؟ فكر لبرهة .. ثم أجاب قائلا: في مواجهة المحن نعود فطريا إلى الوراء لننبش في الذاكرة عن أحداث مشابهة ونختبر عزيمتنا وقدرتنا على مواجهة الجلل القادم. ومن طبيعة الذاكرة التحفز عند مواجهة الخطر، فيحصل ما يمكن أن نطلق عليه نزيف الذاكرة . وهكذا وجدت نفسي خلال الإعصار أقف في مواجهة لنفسي، أمام كوارث عديدة كنت قد مررت بها في حياتي. ولأنني تركت قلمي يسبح في فضاءات التداعي الحر، لذا كان لابد لي من تدوين تلك الأحداث. فلقد كانت مهمتي أن أسجل تداعيات اللحظة التي أعيشها على المستويين الخارجي والداخلي. وربما كان إبحاري في عوالم الذات قد أخذ مساحة أكبر، فقوة الحدث تقاس، بما تثيره في عوالم الذات من أثر خالد. هاجس الكتابة * عندما نقترب أكثر من روح الشاعر، نجده يعيش طقوسا خاصة، والتي تجعل الآخر(الإنسان العادي)، غير قادر على فهمه أحيانا، إلى أي مدى ينطبق ذلك على حالتك الإبداعية؟ كل إنسان هو عالم خاص بذاته، ويكون هذا العالم أكثر تعقيدا لدى المبدع، لأن قوى الإبداع تستنزف قدرته على التواصل مع الآخر، يحدثني الأستاذ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد عن السياب قائلا: " إنه كان في حياته اليومية كأي إنسان عادي: يثرثر ويروي طرائف ويخوض في أحاديث شتى لا يتحدث بها إلا عامة الناس، لكنه فجأة يصمت وينعزل حتى لو كان بيننا، فنعرف إنه يعيش مخاضا شعريا، ثم يستسلم لرعود وبروق القصيدة، ويبقى على هذا الحال ساهما غائبا متوحدا مع ذاته، حتى إذا ما إنتهى من كتابة قصيدته عاد الى سيرته الأولى". وكذلك كان الشاعر الأموي جرير حيث يروى إنه كان يعيش مخاضا، يشبه مخاض المرأة ساعة الولادة، فيهمل نفسه وطعامه وشرابه وملبسه، وحين ينتهي من قصيدته يغتسل ويرتدي ملابس جديدة ويعود كما كان . بالنسبة لي فهاجس الكتابة يداهمني في كل مكان: في الباص، على السرير، في المكتب، وسط ضجيج الحافلات، في المقهى.. وفي تلك الدقائق أنقطع عما حولي متذرعا، إذا كنت مع الأصدقاء بشتى الأسباب سوى سبب الكتابة فهو سر أحافظ عليه كثيرا. وحين أفرغ من حالة الكتابة أعود الى ماكنت عليه، محاولا أن أبدو طبيعيا جدا مع من حولي، وإفهامهم أن ماحدث كان عارضا صحيا قد زال. وطبعا فيما بعد أراجع ماكتبت وأضيف وأحذف بحرفية. وهكذا أحاول أن أكون عاديا في تعاملي اليومي ما إستطعت الى ذلك سبيلا، لكي أكون مقبولا بينهم، فلقد مضت أزمنة الشعراء البوهيميين الى غير رجعة !!! الإبداع والفوضى * ورد في كتابك "مدن تئن..." يقول الأب توما " إن الحواس لتسر من رؤية الأشكال المنتظمة"..ولكن جوهر الكوارث يقوم على بث روح الفوضى ..وأية فوضى؟ " . هناك حالة من الفوضى دائما ما تقرن بحياة الشاعر! بالطبع هى فوضى تجسد حالة الإبداع ورسم الصور عبر إحساسه ومشاعره. من وجهة نظرك، ما العلاقة بين الابداع والفوضى في نفس الشاعر؟ صمت قليلا .. ثم رد قائلا: الإبداع الخالد أقصى حالة من حالات النظام، لأنه خلق، والخلق بدون نظام يصبح نوعا من العشوائية التي سرعان ما تخمد وتنطفيء. وهناك قوانين تحكم الوجود الذي هو أرقى صور إبداعات الخالق. الفوضى تقضي على الإبداع ولا تخلف سوى الرماد والكثير من (الفوضويين) إنتهوا وذهبت تجاربهم مع الريح، أين تجارب الدادائيين الذين ظهروا بعد الحرب العالمية الأولى في اوروبا ؟ وأين قصائد الشعراء البوهيميين والفوضويين ؟ كلها مضت لأنها افتقرت الى النظام .
ماالذي يجعلني اكتب عن الحب في تلك الساعات الرهيبة؟ لا أعرف إنه نقيض الموت؟ أهو التشبث بالحياة ؟ ربما!!".. تحدثت في هذا المقطع الشعري عن ارتباط الشاعر بالعاطفة والحب، حتى في أحلك مواقفه، فلماذا هذا الالتحام الأبدي بين الشاعر والعاطفة؟ في مواجهة الموت تستفز العاطفة، لأنها لصيقة بالحياة، والحب غذاء العاطفة، ولا يمكن فصل الحب عن الحياة بإعتقادي، لكونه الشريان الذي يغذي جسد الحياة. وبشكل لا تلقائي وجدت نفسي أكتب خلال ساعات الإعصار عن الحب، فهو السر الذي يجعلنا نتشبث بالحياة، بل كانت في ذهني صورة امرأة واحدة تتابع أخبار الإعصار في العراق بقلق وخوف. وكلما كان المطر يشتد كانت تمطر هاتفي بالرسائل التي تعبر عن قلقها، قبل أن تنفد بطارية هاتفي ويلفظ أنفاسه، فكانت النصوص تستكمل فراغات القلق التي أحدثها الإعصار بعد إنقطاع التواصل مع العالم الخارجي . كانت الشمس قد قاربت على الغروب، لذا حاولت أن اختصر الأسئلة المتطايرة في ذهني ..، لن أسألك ما هى نتاجتك الشعرية، ولكن ما هو وجعك الابداعي المقبل؟ أحسنت التعبير بوصفك لنتاجاتي بالأوجاع الشعرية !! نعم إنها أوجاع وطالما بقيت أكتب فأنا مكبل بهذه الأوجاع، ووجعي القادم مجموعة شعرية أسميتها (طفلة الماء) والعنوان دال، ويكشفه نص في المجموعة حول رضيعة تبنيتها فقدت ذويها خلال الإعصار أسميتها (دجلة). وهكذا فمن قلب المأساة تولد حياة جديدة، تحيل الجفاف الى بساتين مثلما يفعل ماء (دجلة) الخالد . وأخيرا، عرف عنك التنقل والترحال، حتى وصفك البعض بالسندباد نتيجة سفرك الدائم، ولكن فترة إقامتك في مسقط كانت الأطول عمرا- باستثناء العراق الوطن الأم- إلى ما تعزو هذا الالتحام العميق، بينك وبين المكان، وما تأثير المكان على عوالم الشاعر الداخلية؟ كثيرا ما سألت نفسي هذا السؤال، أو الشق الأول منه، فكثيرا ما فرطت بالعديد من الفرص التي أتيحت لي للإقامة في عواصم أوروبية. ربما لأن جذوري التي تعود الى جنوب العراق الذي يشكل إمتداد طبيعيا وجغرافيا وروحيا لمنطقة الخليج. ولقد وجدت هذه الجذور، توافقا وإنسجاما روحيا مع هذا المكان، فأحسست بألفة أنستني الإحساس بالغربة الذي عصف بأشرعتي منذ خمسة عشر عاما !! كذلك انسجمت مع الشخصية العمانية التي تتصف بالتواضع والبساطة والتسامح فوجدتها الأقرب الى تكويني النفسي. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فتأثير المكان عميق على عوالم الشاعر الداخلية، إنه يحفر في روحه فضاءات تبحر على أجنحتها مخيلته الحالمة، وتشكل مصدرا قويا للكتابة الإبداعية، ويكون المكان أكثر تحفيزا عندما يعود الشاعر الى المكان الأول الذي إلتصق بذاكرته منذ المهد.
#عزة_القصابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا
...
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|