|
الرئيس آشور بانيبال.... يصل إلى (ممفيس)
محمد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 06:34
المحور:
الادب والفن
القائد الآشوري ......( 669/ 629 ق.م) انه مولعا بالآداب والفنون الجميلة ، وجمع كتب كثيرة وأمر بترجمة ألواح الطين المكتوبة باللغة السومرية والاكدية والبابلية وحفظها في مكتبته العامرة، المكتشفة في نينوى. إنها دولة رافدينية تحمل معاني عديدة ، ولم تكن فارغة من المعنى حتى في تركيبها الكلامي وان تشير إلى انهيار الحواجز بينها وبين بابل ، ولكن لم ينهار الحب وتدفع هذه المدينة الحكم المستأنف لما تحمله من بطولات أقاموها حكامهم في العهد الآشوري ، وعلى هذا الأساس وحبه إلى الفنون والآداب يأمر هذا الشاب قائد جيشه الآشوري ( شانبو شو) بالنيابة عنه والاستمرار بالسير مع الجيش الذي كان والده قد جهزه لقمع الفتنة في ارض النيل فتقدم هذا إلى الدلتا ليقدم تفسيرا جديدا للذهاب ولم يعد ينقل عاطفة مفردة بسيطة ، وإنما ينقل غابة من أصوات السيوف ، وجرار العربات التي تقودها الحيوانات كانت محملة بالعواطف والمشاعر ولكن يجد من هو قائم على الفتنة ( طاه رقا) والأمراء المصريين الآخرين ويصل إلى ( ممفيس) وبذلك يفتح الباب على مصراعيه ، ليدخل منه ويلحق ( طاه رقا) حتى مصر العليا ويفتح طيبة بمعرض فني آخر ويعلن أن مصر جميعها تحت السيطرة الآشورية ، معتبرا هذا البلد له أبعاد متميزة ، تكفل له الوجود المستقل ويرسم من خلال مصر تسميات لثقافة بلاد الرافدين إلى سومر وبابل وآشور وهذا الأمر مثل نظرة مستأنفة لتلا قح ثقافات الشعوب ، ويقع على نقطة مهمة وهي لابد لمصر أن تقدم الولاء لسومر وبالذات آشور المدينة التي اتخذها ( بانيبال) اعتراف ذاتيا يومئ إلى نينوى إنها إمبراطورية كبرى ، ولم ينتهي إلى هنا وإنما أمر المصريين أن يدفعوا الجزية . وأقولها وملء فمي انه فنان وأديب وكاتب مرموق أراد فقط أن لايخلف أمر أبيه ، وان يقضي على الفتنة في مصر ، وإنما شاهد فنون وثقافة مصر هي الأخرى بأهمية آشور بأهمية سومر وبابل ، وأراد أن يضم هذه الدولة إلى دولته ، لم يكن متقصدا بحرب ولا سيوف ولا عربات وإنما أراد أن يقول أنا أحب الفن والآداب والثقافة واجد ضالتي في بلاد النيل ، ليعلن انه بلاد الرافدين تحتاج إلى رافد جديد يخضع تحت السيطرة. إنها كانت السلالة السادسة والعشرين وكانت موالية للدولة الآشورية .
إنها لحظات إضاءة من تاريخ بلاد الرافدين ، لنقدم دليلا ليس على صراع معين أو نبحث في جوف الصدفات ، عن لحظات الدمار والقتل ، وإنما نعلن أننا بحاجة إلى الحب والعاطفة والوجدان والتعامل بالضمير ، بدليل هي محاربة الفتنة التي اندلعت بأرض مصر إنها ليست حالات غضب إنها وصول إلى ثقافة جديدة ( ممفيس): ممفيس أو منف مدينة مصرية قديمة من ضمن مواقع التراث العالمي, أسسها عام 3200 قبل الميلاد الملك ارمر وكانت عاصمة لمصر في عصر الدولة القديمة وكانت فيها عبادة ألهه القدماء. وكانت منف معروفة باسم "الجدار الأبيض" حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد إلي أن أطلق عليها المصريون اسم " من نفر " وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس" ثم أطلق العرب عليها "منف". وأريد أن أصل في أقصى حالات الشاعرية وأتمنى على ( بانيبال) لم يقدم على قتل أي احد من أهل النيل وهذا واضحا أن أرى انه أصابعه وأنامله في الفن والثقافة لا في قرقعة السيوف ، ودماء أهل النيل انه يمثل جوانب مهمة من علاقة القائد بشعبه وإنها رغبة في كشف عن سمات وقضايا أخرى تتعلق بعلاقة آشور وبابل ، إنني هنا لست موجودا لأصلح التاريخ بما هو ايجابي بقدر ماهو عرض لحقائق مهمة لأهل و شعب واحد،كانت بابل تقع تحت حكم الآشوريين عندما عين ( اسر حدون) احد أولاده المدعو( شماش شم اوكن) حاكما عليها عندما تسلم الحكم ( بانيبال) في نينوى تقدم أخوه( شماش شم اوكن) بالطاعة والاعتراف. والاعتراف بالسلطة إلى نينوى، إنها عين الديمقراطية وتقدم الولاء ليس للأقوى وإنما الأقلية تتبع الأغلبية هذا التفكير لوحده يجعلك أن تقول إن الحوار هو وسيلة التفاهم بحلول المشكلات ، وتنحصر هموم المجتمع الرافد يني بصراع معين محصور ليس صراعا طبقيا في المجتمع الواحد وإنما هذه تبسيطات لحلول للواقع الاجتماعي في بلاد النهرين، هناك اعتقادات كثيرة اجهرت بالقول إن العداء بين آشور وبابل كبيرا ومثل طرف الصراع لسقوط الدولة البابلية، نعم هناك حروب وهناك حملات عسكرية وفي اعتقادي القضاء على الفتنة هي الأسلوب الأمثل لإصلاح المجتمع، بعد تعطل لغة الحوار إن ( آشور بانيبال) يثبت أن الوضع الإنساني كله لايتعدى الصراع الطبقي في المجتمع الواحد. هذا الأمر جعل من ( بانيبال) أن يعترف بملوكية أخيه على بابل وهكذا تعاون الإخوان على حكم بلاد الرافدين مدة عشرين عاما مثلما تعاونوا على حكم بلاد النيل في السلالة السادسة والعشرين . ولنأخذ قضية مهمة هي الانحرافات في الحكم قائمة ، وما أقساها على الحاكم الأول في أن يقف أخيه في تيار التمرد الذي طغى على بابل وكان هذا السبب هو احد أسباب النزاع فشق عصا الطاعة ضد أخيه، ليعلن ( بانيبال) حملة تأديبية ضد أخيه وللقضاء على التمرد وحاصر أخيه وحرقه في القصر إنها علامات مرصودة في حكومات وسلالات بلاد الرافدين لان الفرد المتمرد منهزم قبل أن تبدو إمارات هزيمته ، اذ من ذا الذي يستطيع أن يقف بوجه ( ملك آشور) انه حتى في التنبؤ خاسرا كون الملك ينتصر في النهاية ، الصراع هنا طبقي وطرف المعادلة واضح من ملك مثقف، واهتماماته واضحة في الفنون والآداب والعمران والبناء لايسمح أن ينقاد بسهولة الى طغيان التمرد حتى وان كان من اقرب الناس إليه وهو أخيه انه يكشف صفاءه يكشف عكر العالم المحيط به ليجهز حملة أراد أن يخضع كل القبائل تحت سيطرته ويهاجم العيلاميين في عقر دارهم ، ويفتح عاصمتهم سوسه ويضعها تحت السيطرة ، وهناك من المؤشرات صلابة الصفاء بصلابة الدويلات المجاورة هذا يولد الشرارات المضيئة للعالم عن طريق نبع الثقافات من هكذا دويلات والمرور بها هو اكتشافات الدويلة نفسها لنعلن ان صفاء الإنسان هو قبل صفاء العالم ، ونقطة التصادم مطلوبة ولكن ليس بالسيوف ، وإنما بالفنون والثقافة والأدب والبناء والعمران انه حكم بلاد الرافدين (42) سنة ولكن كانت الحوادث التاريخية في أواخر حكمه غير واضحة ومرتبكة ولم يرد اسمه في الأخبار المدونة خلال السنتين الأخيرتين، وعندما توفي ( آشور بانيبال) حدثت منازعات على العرش الآشوري استطاع ابنه ان يفوز بالحكم ( اشوراتيل ايلاني) انه الملك الذي تفرد في خلايا الفن والثقافة ويتردد على الالهه بما وهبت وكان إمضاؤه يقع على كل مايقوم به ، وحركته في الحملات الحربية وبأصوات حوافر الخيل وصوت الاذرعة النابضة الممتلئة ، والتي لم يبالغ بها الفنان الآشوري في النحت او الرسم ألجداري في تنفيذها ، انهم مشغولون بترقب للفن والثقافة والعمران والحروب عندهم قضية ثانية ، ربما كانت جانب في حياته ، ويقوم بدرء الفتن هنا وهناك، وهذا جعله ان يصل الى ( ممفيس) كبداية لمسح المد الطاغي ، ومن هناك بسط المشكلة ووضعها في جو السيطرة ، ليؤكد مرحلة وجدان الهوية الاجتماعية انه صفاء الفنان والمثقف وحاولت ان اكشف أبعاد تلك القضية بصورتها التاريخية ، لان المجتمع بحاجة الى أفراد مفكرين وفنانين ومثقفين وأدباء ، او على قدر الإمكان الاهتمام بالموجودين من أبناء الرافدين، ونترك درء الفتن لمن لهم هويات وعناوين مميزة داخل هذا الإطار. محمد العبيدي
#محمد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاجل: إلقاء القبض على حمو رابي
-
آخر فنجان قهوة......مع حنان بديع
-
سميرة عبد الوهاب...... جماليات الرسم ولغة الجسد
-
سلام عمر..... لوحات رسم تثير الانتباه.
-
بان قيس كبة.... حنين الهجرة إلى الواقع
-
نوفل ابو رغيف .... ضفاف بغداد.
-
اسعد الصغير ... يعلق لوحاته في عمود الكهرباء....
-
سمات الأسلوب في لوحات .... الرسامة حنان جبار
-
معبد تل العقير --- اكتشاف طه باقر
-
فاطمة الزهراء بينيس.....تركيب دقيق في الشعر.
-
فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.
-
محمد سامي ..... حوار العقل مع منظومة التشكيل
-
محمد الكناني ..... المتحول والمتغير= الحركة القلقة.
-
وائل البدري.... لابد يجي يوم .
-
طائر البحر ..... يحلق على المسرح الدائري
-
: فاضل خليل........ نموذج بسيط
-
فاضل خليل........ نموذج بسيط
-
سلام جبار.... ثنائية جميلة في لوحة تعنى بالقيم .
-
ماهر السامرائي... التطابق الفني وحقائق الأفكار
-
عامر بدر .....صفة الثبوت والتغير في اللوحة.
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|