أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} وداعاً للسلاح














المزيد.....

{{ الراصد }} وداعاً للسلاح


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قفز في الذهن هذا العنوان عندما شاهدنا على شاشة التلفاز العراقي صورة الكدس الضخم من السلاح الذي تخلى عنه حاملوه في مدينة العمارة على اثر الحملة العسكرية لتنظيف المدينة من الخارجين عن القانون ، وما يعزز هذا هو ان الكميات الضخمة التي عرضت قد اشير اليها كونها جمعت بدون قتال ، وكانت نتيجة لجولة اولية وسلمت طوعاً ، وهنا لابد لنا من ان نعتذر سلفا الى الكاتب الامريكي - ارنست همنغواي - كاتب رواية ( وداعاً للسلاح ) لااننا استعرنا عنوان روايته ، غير ان الواقع الذي حصل في هذه المدينة العراقية الجنوبية قد املى علينا ذلك ، ومن المؤلم والمؤسف ان يتزامن مع ذلك عرض صورة اخرى عن مدينة الحرية البغدادية لاكداس من القتلى والجرحى بسلاح قذر وبأيدي قذرة مأجورة ، فهل ان حادثة مدينة الحرية محاولة لتبديد الانجاز الامني الذي حققته القوات المسلحة العراقية في مدينة العمارة ؟ نعم ان ذلك ما هو الا ضربات في الخطوط الخلفية كما يسمى باللغة العسكرية ، ويعني قطعا ان هذه القوى المجرمة سوف لن تودع السلاح الا اذا ودعت الحياة ، لكونها لا يروق لها العيش دون ممارست الادمان على القتل والسلب والارهاب .
جاءت حملة ( بشائر السلام ) في محافظة ميسان لفرض القانون عن طريق حصر السلاح بيد الدولة ، وليس خافيا على احد ان السلاح يتسرب على الدوام عبر الحدود ، فالعبرة ليس في جمع السلاح ، انما في جمع المجرمين وحبس انفاسهم ، لان الخارجين عن القانون سوف لن يكفوا عن هذا الخروج طالما ظلوا طلقاءاً ، هذا من ناحية ولكن من الناحية الاخرى والاكثر خطورة والتي ينبغي التصدي لها وطمرها كمنبع لوباء الارهاب ، هي مصادر التمويل ومعسكرات التدريب والاعداد على ارتكاب الجرائم المنتشرة على طول الحدود شرقاً وغرباً ، فلو احصينا ما جمعته السلطات العراقية من سلاح خلال الخمس سنوات الماضيات لكان يساوي سلاح دولة في اقل تقدير ، غير ان تواصل السيطرة على الاسلحة من قبل القوات الامنية العراقي وبكميات كبيرة وبنوعيات متطورة وبتصنيع حديث يقدم دلائل اكيدة على تواصل تدفق السلاح الى المنظمات الارهابية ، فهل ستحصل القناعة لدى المواطن العراقي بان الحملات التي تقتصر على جمع الاسلحة واحياناً تكون مقابل دفع اثمانها ويرافقها ( عفا الله عما سلف ) على طريقة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم التي ادت الى قتله على يد من عفا عنهم ، هل ستجعل هذه المجموعات تقول ودعاً للسلاح ؟ نتمى ذلك وان كانت هذه الامنية تبدو لاتحظى بنصيب وافر من التحقق على ارض الوقع .
كانت ( صولة الفرسان ) في محافظة البصرة قد انهت وجود الخارجين عن القانون في المحافظة ، لكونها قد زامنت بين حصر السلاح بيد الدولة وبين حصر المجرمين تحت قبضة السلطات ، غير ان البعض من المطلوبين امنياُ قد افلت وظل يشكل خطرا اينما حل ، وقد ذكر بعض اهالي مدينة العمارة عندما تكلم في الفضائية العراقية بان اجانب من خارج المحافظة قد تجمعوا فيها وهم يحملون السلاح ، وهذه صورة تبدو غير مرئية لاعادة انتشار الخارجين عن القانون ، وهي جزء من تكتيكاتهم والتي تجيز التضحية بالسلاح مقابل الحفاظ على العنصر البشري الذي سيبقى جاهزاً لامتشاق السلاح المتوفر في اي مكان وزمان وعبر الحدود وفي السراديب والمقابر ، وبذلك ستفرغ حملات الحكومة من مضمونها اذا ما اقتصرت على حصر السلاح بل شراء السلاح من اؤلئك ، وبذلك جعل الفارين من الحملات العسكرية امام امتحان صعب يقوم بين التخلص من اعمالهم الارهابية المحاصرة حكومياً ، وبين اغراءات الانخراط مجدداً في هذه الاعمال المتوفرة دوماً ، والتي تدفعهم اليها الحاجة والعوز والبطالة وعتمة المستقبل امامهم .
وداعاً للسلاح ، هذا العنوان .. أليس بامكان الحكومة تحويله الى هدف وتوفر له كافة المغريات التي تفوق مغريات الخروج عن القانون ، مما يقنع المسلحين للحد الذي يجعلهم يؤمنون به ويودعون السلاح قولاً وفعلاً ؟ ، ومعلوماً ان الاغلبية الساحقة من هؤلاء الذين يحملون السلاح تدفعهم حاجة الاعتياش في اقل تقدير ، فضلاً عن الافاق الحياتية والمستقبلية المظلمة امامهم ، وهذا جوهر الامر بصرف النظر عن الشعارات السياسية لمقاومة الاحتلال ، وان ما يدعو للاعتقاد بهذا التفسير هي التجربة التي حصلت مع مجاميع اخرى كانت من اشد المسلحين على التمسك بالاسلوب المسلح وكان شعار مقاومة الاحتلال هو المتصدر لاجندتهم ، ولكن حينما فتحت امامهم الفرص الحياتية والسياسية اداروا فوهات بنادقهم الى من بقى متشبثاً بالاعمال الارهابية وبخاصة الذين التحقوا بالقاعدة ، بيد ان فارقاً هاماً ميزهم وهو انهم لم يودعوا اسلحتهم بل حولوها لحماية العملية السياسية ، واخيراً وليس آخراً نقول اما ايصال هؤلاء الى ان يقولوا ( وداعاً للسلاح ) وتوفير كافة المستلزمات للانخراطهم في الحياة السياسية ، واما ( اهلاً للسلاح ) الذي يحمي التجربة السياسية الديمقراطية العراقية .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} سياسة مفاوضات ام مقايضات سياسية ؟
- {{ الراصد }} العراق ... قيظ وقضية قضيض اهلها مفقودا
- {{ الراصد }} قانون الانتخابات في غياهب المحاصصة !!
- {{ الراصد }} من اين تبدأ طريق الزعامة
- {{ الراصد }} هيئة نزاهة ام هيئة نزقة ..؟
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي العراقي .. شد الاحزمة للانتخا ...
- {{ الراصد }} سلاح المقاومة خلع حجاب الشرعية واعتدى سافرا
- {{ الراصد }} جهود ووفود حصيلتها تكرار الوعود
- {{ الراصد }} الطبقة العاملة العراقية .. الغتها الدكتاتورية و ...
- {{ الراصد }} حكومة المشاركة الوطنية هي الحل
- {{ الراصد }} كيف التغيير الرقعة صغيرة والشق كبير !؟
- {{ الراصد }} المليشيات ...الرحيل الاخير الى الآخرة
- {{ الراصد }} قرارات عاجلة وان جاءت متاخرة
- {{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟
- {{ الراصد }} تأسيس الحزب الشيوعي .. كتابة لابجدية النضال في ...
- {{ الراصد }} الامن في العراق .. غفوة على وسادة ناسفة
- {{ الراصد }} فرصة عمل لعاطل توفر فرصتين للامن
- {{ الراصد }} اوهامهم تعبر فوق جسر آلام شعبنا !!
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي .. يعيش في الفصول الاربعة
- {{ الراصد }}


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} وداعاً للسلاح