-صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-

مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

"صرخة النساء العسفاويات" هي حركة نسوية شكلتها عدد من نساء قرية عسفيا الكرملية من أجل المطالبة بفك الدمج بين قريتي عسفيا ودالية الكرمل. تقول عضوات هذه الحركة أن الدمج يضر بالطابع القروي لعسفيا، وأنه مقدمة لتغلغل الحياة المدنية في القرية مع كل ما تحمله من أضرار على البنية الاجتماعية والأخلاقية لأهالي البلد.

تعتبر "صرخة النساء العسفاويات" أول حركة نسوية نضالية في صفوف الطائفة الدرزية في إسرائيل، إذ لم يسبق في تاريخ الدروز في هذه البلاد أن تشكلت حالة نسوية جماهرية تطالب بوقف التمييز والإجحاف بحق الطائفة. وليس غريبًا أن تنطلق هذه الحركة من الكرمل بالذات بالرغم من أن التركز السكاني لدروز إسرائيل يتواجد في الجليل، فدروز الكرمل يتمتعون بثقافة مدنية غير موجودة بالقدر نفسه في قرى الجليل. والنساء اللواتي يقفن وراء هذه "الصرخة" يتمتعن بثقافة مدنية وانفتاح فكري واسع الآفاق بالرغم من أن أهم أهدافهن هو محاربة إسقاطات الحياة المدنية على أخلاقيات أهالي القرية.

لقد بثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مؤخرًا فيلمًا وثائقيًا يتناول ظاهرة "صرخة العسفاويات" ، ظهرت فيه النساء اللواتي بادرن لتأسيس الحركة، وأخذن يتحدثن عن أفكارهن المستنيرة والأهداف التي ينشدونها من وراء إطلاق هذه "الصرخة". لقد تبين أننا أمام نساء مثقفات يحملن فكرًا اجتماعيًا تحرريًا وهمًا جماهريًا يبغين من خلالهما تحقيق الأفضل للمجتمع الذي يعشن فيه.

أثناء مشاهدة الفيلم انتابني شعور بالنشوة وعزة النفس، فالنساء اللواتي تحدثن فيه جعلوني أفتخر بهن وبما يمثلن من نهضة اجتماعية وثقافية ونسوية بدأت تظهر ملامحها داخل الطائفة الدرزية، مما دفعني للتساؤل: لماذا لا تتحول هذه "الصرخة العسفاوية" إلى حركة نسوية درزية تقود نضالا -جنبًا إلى جنب مع الرجال- من أجل التحرر الاجتماعي للمرأة الدرزية ومساواة الأقلية الدرزية بالغالبية اليهودية في الدولة ؟!

في اعتقادي، هناك أهمية كبيرة لتوسيع رقعة عمل "صرخة العسفاويات" لتشمل كافة القرى الدرزية، من أجل الشروع بالمطالبة برفع مكانة المرأة في المجتمع الدرزي من جهة، والنضال من أجل إنصاف الطائفة الدرزية وإعطائها حقوقها المشروعة من قبل دولة إسرائيل من ناحية أخرى.

#مهدي_سعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات