أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هادي الحسيني - الى الشهيد الناقد علي عبد الحسين مخيف الدعمي














المزيد.....

الى الشهيد الناقد علي عبد الحسين مخيف الدعمي


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 02:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عن طريق الصدفة دلني مقال صغير للدكتور باسم عبد الحميد حمودي في احدى الصحف العراقية امس الاول على خبر مفجع ومؤلم بالنسبة ليّ وهو في الذكرى السنوية لرحيل الناقد الاستاذ علي عبد الحسين مخيف ! أصابني الذهول للوهلة الاولى وأنا أقرأ هذا الاسم الذي رحل عنا من دون أن ندري قبل عام من الزمان ومن دون أن تكتب عنه الصحافة العراقية وبخاصة الصفحات الثقافية داخل العراق وان كانوا اصحاب الاقسام الثقافية في صحف العراق الان غير معنيين بالشأن الثقافي العراقي ووضعوا كرؤساء لهذه الاقسام عن طريق الحزبية والطائفية والعرقية وهم في حقيقة الامر لا تربطهم علاقة بالثقافة العراقية ! لكن شأنهم شأن الوزراء والسفراء والرؤساء في عراق ضاعت فيه كل القيم النبيلة !!

في اليوم الثاني من قراءتي لما كتبه الدكتور حمودي أتصلت في بغداد لأتأكد من صحة الخبر وكيف حدث هذا ؟ مع علمي أن الراحل علي عبد الحسين مخيف كان في ليبيا مع عائلته منذ أواخر عقد التسعينيات وحتى ما بعد سقوط النظام عام 2003 .

لقد أغتيل هذا الناقد الادبي المثابر بعد أن عاد الى بغداد ليعمل مستشارا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وكان قد عاد في ظرف الانفلات الامني ، حيث القتل على الهوية والانتماء الطائفي في احياء بغداد ! أوقفوا سيارته التي كان يستقلها والى جانبه زوجته ام سرمد وطلبوا هويته وسألوه عن مذهبه فقال : لست سنيا ولا شيعياً انما عراقياً .
لكنهم تيقنوا من مذهبه لكون اسمه علي عبد الحسين ! فأخذوه من زوجته وعلى الفور قتلوه بطريقة أكثر من جبانة ومخجلة على القتلة الذين يرتدون ثياب الدين !

لقد أستشهد علي عبد الحسين مخيف الأديب والناقد والمثقف الذي سخر قلمه منذ سنوات طويلة لخدمة الثقافة العراقية في سراءها وضراءها ، وكان القلم الشريف النزيه الذي لم تتجرأ الانظمة التي تعاقبت على حكم العراق ان تشتريه باي ثمن ، فقد ترك وظيفته في وزارة التعليم العالي ليكون بعيدا عن أنظار السلطة ليعمل كتاجر للقماش في شارع النهر بعد ان توارث محلاً عن والده ، لقد كان يعمل في السوق من أجل ديمومة حياة عائلته وعرف بدماثة أخلاقه ومعاملته الطيبة مع الجميع ، وفي نفس الوقت كانت مقالاته النقدية في الصحف والمجلات العراقية والعربية واحدة من المقالات الرصينة التي عُرّفت بالادب العراقي ، فمن المخجل على أتحاد ادباء العراق ورئيسه الناقد فاضل ثامر أن يمّر عام باكمله من دون رثاء او خبر أستشهاد علي عبد الحسين مخيف الدعمي والذي رفد الحركة الادبية العراقية على مدى عقود من الزمان بمقالاته ودراساته ولا يضع خبر أستشهاده في موقع الاتحاد !!

ومن المخجل على وزارة الثقافة العراقية المتمثلة الان بشاعر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية مدين الموسوي ان تتناسا ذكر هذا الناقد الشهيد الذي كان نبراساً بالاخلاق والعلم والمعرفة ..

لقد أستشهد هذا الناقد برصاصات القتلة والمجرمين منذ عام مضى من دون أن يعلم به أصدقاءه ومحبيه خارج العراق بسبب التعتيم الاعلامي حتى على الموتى من الادباء !

الكل يتصارع على نفط العراق وثرواته من سياسيين وقتلة وارهابيين ورجال دين وصحفيين وادباء ورؤساء تحرير الصحف والاقسام ودول الجوار وامريكا والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي ، هذا الصراع الدامي على السلطة والمال جعل من المثقف العراقي أن يحذو حذو السياسي ليعتلي سلماً وظيفياً في هذه الوزارة او تلك او في هذا الاتحاد او ذاك ، بينما علي عبد الحسين مخيف وامثاله الذين قتلوا بنيران الطائفية والعرقية لا احد يذكرهم ولا احد يكتب عنهم مرثية واحدة !!
للاسف الشديد هذا حال العراق اليوم في ظل تلك الصراعات المريرة المخجلة !!

فالتعذرني يا ابا سرمد ايها الشهيد ( علي عبد الحسين مخيف ) لم أعلم باستشهادك الا يوم امس من مقالة الدكتور باسم عبد الحميد حمودي في ذكراك السنوية ، وانا في منفاي البعيد ، ويعلم الله كم أصابتني مرارة الألم على فراقك القاسي على نفسي وروحي ، أعان الله عائلتك على هذا الفراق .
والعار كل العار على القتلة الاوغاد الذين قتلوك لاسمك ليس إلا فأي أنحطاط وصل العراقيون إليه في هذا الزمن الاغبر !!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ذليلاً
- مدينة الثورة ، مدينة قاسم
- بشتاشان الجريمة المغيبة
- حوار مع الشاعر نبيل ياسين
- حوار مع الشاعر العراقي حميد قاسم
- فيزياء مسعود البرزاني
- حوار مع الشاعر العراقي شاكر لعيبي
- حرامية العراق
- الزعيم
- موازنة 2008
- الرآية المعضلة
- كيمياء جلال الطلباني
- عام أسوء من عام !
- تحالفات مشبوهة
- قلب عبد الستار ناصر
- السياب في ذكراه ال 43
- ثعالب النار
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هادي الحسيني - الى الشهيد الناقد علي عبد الحسين مخيف الدعمي