علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:01
المحور:
الادب والفن
سقط قدح الشاي من يدي الطفل فتناثرت اجزائه تملأ الارض وظل واقفاً بمكانه لايستطيع الحراك وهو عاري القدمين يخشى ان يجرح باحدى قطع الزجاج المبعثرة ،واستمر حاله هكذا لساعات طويلة فبدأ التعب يغيم عليه ولايعرف ماذا يفعل ايبقى في مكانه واقفٍ ام يتحرك ببطئ بين الشظايا المتناثرة ، فبدا بالبكاء وصرخ بصوت عالي ساعدوني لااحتمل البقاء واقفاً اكثر اخشى ان امشي فاصاب بالجرح، وظل ينادي ولكن لم يسمع احد ندائه لان كل افراد عائلته خارج المنزل ، فاستسلم لليأس وبدأ يسر على قطع الزجاج التي انهشت قدميه الصغيرتان اللتان تلطخا بالدماء بالرغم من الألم الا ان هذا الطفل رفض ان يبقى في مكانه واراد ان يواكب الحياة وسار على الزجاج وتحمل الامها ، قصة هذا الطفل تشبه كثيراً قصة شعب باكمله حاول بعض الغرباء ان يشعل نار الفتنة الطائفية وكسر ترابطه الاجتماعية الذي يمتد عبر الاف السنين فهل يبقى مكتوف الايدي ام يسير في طريقه ويسحق على كل المخططات والمؤامرات التي تريد ان تهشم وحدته ، الشعب العراقي وحده قادر على اختيار طريقه مثلما اختار الطفل السير وأن مزقت قدميه شظايا الزجاج.
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟