شريفة العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:38
المحور:
الادب والفن
هل سألوكِ ؟
حين تقاسموا من عينيك
رذاذ الكحل
و أطلقوا في جفنيك
أعاصير الرهبة
و اقتسموا الغيم
مع بتلات الزهر
ونسيم البحر
عاقبوا ألقا
كان يلملم في البرية
بقايا الرعد من أطراف البرق...
اعتقلوا النوى والريح
وتتبعوا حتى آثار الراعي
على منحدر التل
هل سألوكِ ؟
حين تبادلوا جرحك بين الخنجر والغمد
أضحت شهقاتك صيفا يمتشق القحل
و زفيرا يرسو على زبد الخوف
يتزعزع تحت خطى زوبعة الوحل
هل سألوكِ ؟
حين تراقصوا في رئتيك
و داهموا أجنحة النوارس
فوق شواطئك المياسة
ذبحوا الأحلام على هدبيك
وكأن المرجان تداعبه الأطياف
أصفره... موت يتوزع بالمجان
بدون بطاقات الوقت
أزرقة ...مخضر النبض
يشير على أن الحرب صناعة من عجزوا
عن رسم البسمة على الأهداب
أسوده...ممتد الصمت
لا يفتح بابه إلا.. لمداهمة الليل
بأظلاف الخيل
أبيضه.... غيم يبكي على كتف الحتف
أحمره ...قطرات غروبٍ أدركها اليأس
حين عوى ذئب الموت
و الصبح مراق فوق بساط الذكرى
ِحين تأبط تاريخنا ملحمة الوصل
هل سألوكِ ؟
حين تبرعوا للغوِ باسمك
نحتوا الأصنام على رسمك
استبدلوا زهدكِ بالجوع
ليُرعى في مرج الوهم
دخانا يرتد على جدران الريبة
و خيولا تصعد ..تصعد للأسفل
هل سألوكِ ..
حين تمزق منديل الفرحة
على جفنيك
انتفضت شمس الحب
أنطفأ الإشراق
ونسيج خيب
ظن الصبح على كفيك
وبات يُوارى
خلف زوال العدل
هل سألوكِ ..حين تقاسموا عينيك
و فتشوا عنكِ في ثقب الإبرة
لثموا الأصوات بأذنيك
وباعوا عليكِ وثاق الفقر
فأنتج بستانك إملاقا يحصى
معايير الخطوة في قدميك
و أقسموا أنك
رهن نقوش الممشى على الرمل
يا امرأة خُلقت قبل نواميس اليأس
لم ترقص يوما رقبتها تحت الفأس
لكن اليوم ...ما أعجب ما يحدث هذا اليوم
ما أكثر من يتلون بالقاني على صدغيك
إذ يتخضب ظفرك في حناء الحزن
و كل إناء ينضح في أرضك ما فيه
بالأمس ظننتك تحتفلين بعرسك
اليوم وجدتك أرملة تغرق
في حقلٍ يُسقى من عين المحل
#شريفة_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟