أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:26
المحور:
الادب والفن
في يقظتي أو منامي
ألوذُ بالهلال فأراهُ جاهلاً، صلداً
بل أراه جلفاً
وأصعدُ إلى النقطةِ فإذا هي ماس
يجرحُ كلَّ شيء حتّى نفسه.
*
أنا سيّد الألم
وسيّد الذين سكنوا في لحاءِ الحرف
وجلسوا يتأملون في غموضه الأعظم
حتّى سقطتْ عليهم الشمسُ من علٍ
وكنستهم ريحُ الفناءِ التي تكنسُ كلّ شيء.
*
سنموتُ عمّا قريب
ونحن نبكي على رغباتنا التي تحوّلت إلى أشباح
وعلى أشباحنا الذين تحوّلوا إلينا.
*
أيتها القريبة جداً
أيتها البعيدة جداً
أقلقني القاف
دمّرني الحاء
أربكني صوتكِ القادم في النون
فأنتبهي
أنتِ بالسفينة الضائعة أشبه!
وأنا أتلمّسُ رحلتكِ بين الصخور
فأرى الدم يسيل بين أصابعي.
*
أيتها المتجبرة
أيتها الضائعة في نفسها وفصولها وعذاباتها
نقطتكِ عند الباب فهل أسمح لها بالدخول؟
*
لماذا أيها الهلال الصلف
يعيدنا الحبّ إلى الطفولة
بسرعة البرق؟
*
من الغريب أن أحبّكِ
أنا الإله الميّت.
*
أحبّكِ، أحبّكِ، أحبّك
كلمة تعني كلّ شيء إلاّ الموت.
*
واأسفاه
لا أعرف أن اختار أيّ شيء
الشيء الوحيد الذي أختاره جيدا ًهو موتي.
*
واأسفاه
الشاعر نسي نفسه
فوقع في بئر الحبّ
لم يجد مَن ينقذه
لم يجد مَن يخرجه
لم يجد مَن يرثيه
إلاّ دلو الكلمات.
*
أيتها المصطنعة
في حركاتها وسكناتها
في ألفاظها وإشاراتها
في ثوبها وألوانها
أتت إليكِ البراءةُ طوفاناً هادراً
علّها تزيل عنكِ صدأكِ وحموضتك.
*
لا شيء سوى الكاف
لا شيء سوى الميم
فالحمد للاولى
والسلام على الثانية
وأنا بينهما امرأة ضيّعتْ وحيدها،
طفل ضيّعَ أمه،
طالب ضُبِطَ وهو يغشّ،
نهر جفّ في دورته الأخيرة،
شيخ تُقطّر في فمه الأدرد آخر قطرات الماء،
ألف ينتظرُ من الكافِ الرحيمة أن تقول: كنْ!
*
(واأسفاه)
كلمة تكسّرت بهدوء
فرأيتُ الواو تنأى عني،
والسين تسّوف أزمنتي،
الهاء تنظرُ إليَّ دون ملامح
والفاء تجلدني بالسياط
وتضعُ على جراح ظهري الفلفل
والنقطة تسخرُ منّي في ألمٍ عظيم.
**********************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟