أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - جمالية الصورة الشعرية في سياق النص














المزيد.....

جمالية الصورة الشعرية في سياق النص


كريم ناصر
(Karim Nasser)


الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


"تحليق فوق الثلج" لنجم خطاوي
لا يكفي القول باختلاف النمط ما دام الشعر في حالة صيرورة، والغاية دائماً تتحقّق بالابتكار، وهذا هو المفهوم الأعمّ للشعر، وإذا أخذنا الكتاب الذي بين أيدينا كنموذج للقراءة، فإننا نصل إلى نتيجة واحدة، وهي مقياسنا في هذه المقاربة. إنَّ عالم الشاعر "نجم خطاوي" كما نعرفه لا يخضع لآلية تقليدية، لأنّه لا يقبل في كلّ الأحوال بتكريس الصيَغ النمطيّة الجاهزة. نستطيع أن نعتبر نصوصه كلّية تجلّياً لبنية شعرية تكاد تكون سهلة الانقياد (سلسة) وهي سمة تتصف بها نماذجه، ولكن مع ذلك نجزم على استحالة صوغها لمن لا يعيش نفس التجربة التي صنعت منجزه الشعري. ومهما طال الجدل بشأنه، يظهر أنَّ إشاعة الأستطيقا وتقويتها كنتيجة جمالية تبقى هي المعيار دون اعتبار لتقوية البنية اللغوية كأساس لمعمارية البناء:
"نواة التمرِ التي غرستها قرب القطبِ الشمالي،
أنبتْ لي غرساً يشبهُ نخلَ أهلي،
وحين أخرجتهُ للشمسِ خذلني"
(غرس) ص15
في أغلب الأحوال يصوغ الشاعر نصه الشعري معتمداً في استدلاله على نفي الانزياح لخرق قانون اللغة، ليضع الأولوية فيه للفن الشعري معتبراً الأمكنة الجمالية هي الملاذ، واللغة هي الأستطيقا، إذا اعتبرنا الأخيرة شكلاً وليست مادة حسب تعبير "سُوسير". فهو يلاحق الأمكنة ويراها عن كثب، وليس من المبالغة أن يفعل الشيء ولا يدّعيه، ولعلَّ جمالية شعره تكمن في جزالة لغته التعبيرية:
"وسادتي بعضُ حجارة، وسريري ترابُ الجبل"
(في ليلة صيف) ص48

الشاعر مخلص لفنّه الشعري الذي ما برح منذ أمدٍ بعيد يدأب في كتابته، فنماذجه الشعرية تحتفظ بخصوصية جوهرية، من حيث التراكيب المعبّرة التي تتشكّل القصائد انطلاقاً منها، وفي هذا فرق يمّيزه جذريّاً عن مجايليه من الشعراء العراقيين:
"خمسةُ أعوامٍ مضت يقصدُ دكاني،
يقتني السجائر َوالصحفَ والحلوى،
ويحدّثني في كلِّ مرّةٍ عن العراقِ والسياسةِ والتضامن،
وحين غضبَ يوماً ولسبب تافه،
شتمني صارخاً عد لوطنكَ أيّها الأجنبي"
(زبون سويدي) ص12

ربّما لن يجد قارئه عناء التفكير في تأويل نصوصه، أو تفكيكها من أجل إعادة صياغتها على وفق قوانين لغوية صارمة، فشعره بطيعته لا يخضع لمنطق لغوي لم ينجز بعد، وليس ذلك كلّ شيء، فهذا النمط لا يفرض في نهاية الأمر سطوةً على قارئه لتشغله في فكّ الأحاجي والألغاز المبهمة، وفي هذا شيء بديهي، وإذا أردنا أن نفهم بشكل نهائي ثيمة العمل، علينا أن نضع بعين الاعتبار رمزية الأمكنة، وليس رمزية اللغة، لأنّها لا تحيل على صفة ديناميكية هي دوماً موجودة، وإنّما تحيل على وقائع مستوحاة من البنى النصيّة المرموزة مثل: المدن والقصبات والأنهار، والجسور، ومع ذلك فليس هذا الرأي هو المقياس، إذا ما وضعنا في البداية درجة قوّة الصورة الشعرية التي لا تخلو بطبيعة الحال من أدبيتها، لأنَّ كلّ صورة فنية هي شكل أدبي، وقد يعبّر عن إحساس جمالي خاص.
"مغلقٌ ومقفرٌ مطارُ المدينة
لا طائرات تحط ولا طائرات تغادر
وسط حقلهِ الأخضر
وجدتها اللقالقُ فرصةً للنزهةِ والمشاكسة"
(نزهة اللقالق) ص19

وهكذا وباختصار، لن نخوض كثيراً في تفاصيل تحليل جغرافيا الأمكنة، لكنّنا لن نتغاضى في الوقت نفسه عن الإشارة إلى الملامح العامة الفنية أو الأدبية لهذه الخاصية، فللمكان في المنظور الشعري معنى دلالي أو ميتافيزيقي أو سياسي مرتبط بمرجعيات أيديولوجية سائدة..
إننا لا نكاد نجد نصاً لا يضع حيّزاً لاسم قرية أو جبل أو نهر، ولا نرى في الاستعارة هذه علامة ضعف تنال من البنية الأساسية. يكفي أن نعلم أنَّ الفرق دلالي مزوّد بقوّة جمالية مردّها سيكولوجية الأمكنة، ورمزيتها ودلالاتها، ولفهم هذه المعادلة نذكر بعض الأسماء كما هي ماثلة في هذه الأنطلوجيا المكانية:
مثل: جبل شيرين، جبل حرير، الكوت، شارع السيد نور، شواطئ تايلاند، كوسوفو، براغ، وادي النجف، مقدونيا، توشبي، الخ.



#كريم_ناصر (هاشتاغ)       Karim_Nasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضلع: رواية التأويل وأصل المتغيّرات والمتضادّات
- -الضلع- رواية التأويل وأصل المتغيّرات والمتضادّات
- شعرية المعنى شعرية الصورة: ولد كالقهوة لخضر حسن خلف
- الجواهري شاعر عبقري
- اِيتراوالي ضوه اعيونك اهلالين
- العراق هنا: مرآة للفن والمعرفة
- الأغنية العراقية: نجاحها وإخفاقاتها
- كتاب الشمس
- إغتراب الكاتب لا اغتراب النص
- قصائد لا تعارض صيرورة الشعر ولا تقف خارج سياقاته: -الفادن غن ...
- قمر الفرسان
- رحيل جماعي إلى كمال سبتي
- إشكالية النص الشعري الدلالية: عندما تُلغى الشعرية من الخطاب ...
- المخرج العراقي هه فال أمين: البلاغة الصورية هي سرّ الفن السي ...
- إستنطاق الموجودات بلغة فوق واقعية: الأسد خلق الغزالة خلقها ل ...
- أزهار
- القمر البريّ
- أطلق قمرك لأتنفّس
- غياب الشفرة التأويلية في نص الشاعر شعلان شريف : شتاء أعزل نم ...
- أعناب الدم والبحيرات


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - جمالية الصورة الشعرية في سياق النص