أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم سلمان - قنينة صور















المزيد.....

قنينة صور


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


زاوية مثلث جامد هي كل ما يظهر فوق بحر الباطن ؛ تحكم مفاصله الصدئة الرياضيات . حين أضع قطعة الجليد هذه في كأس النشوة , تذوب في البحر . عندها تسيح مساحيق التجميل وتنصهر الأقنعة القابعة تحتها وجوه العالم التي يعلوها غبار برونزي كبرادة الحديد . لحظتئذ تنتهي حفلة التنكر الكونية . كما تتجلى لي صور شتى , أغرف منها مع كل جرعة أكرعها .. جرعة .. صورة .. نيتشه يرتدي عباءة السوبرمان و يمسك بمطرقة جديدة يهشم بها أصنام طينية لحكماء أولين . عبيده يجمعون فتات الطين ويصنعوا صنماً هائلاً مرمرياً لسيدهم .. جرعة .. صورة .. درهم عتيق يرميه طفل جائع ليغطس مثل الشاعر عميقا في بركة آسنة تشبه العالم أو بالأحرى سوقاً داكنة . يهبط الشاعر وظهره مقوس للأسفل كدرهم عديم الفائدة .. جرع .. صور .. بدين يبرم حبلاً من غائط ورمل ليصنع عقالاً له ولذريته وما تبقى يسوط به امرأته . وفرسان يحيطون به يعدون جلداته بدقة وبصوت واحد : ثلاثة بعد المائة , أربعة بعد المائة .. جر .. صو .. كادحون مصطفون في طابور طويل أمام رجل بشوارب كثة يعتمر عمامة حمراء يقف وسط محراب في معبد احمر و تعتليه صورة كبيرة لرفيقه الأعلى . أمامه على المنضدة كتابه المقدس . يضع الكادح تلو الآخر يده على الكتاب ويقسم بتجرده من أملاكه .. جر .. صو.. معمم لحيته أطول من ثوبه يضع صورة كبيرة لبروك شيلدز في كهفه ويذيلها بعبارة مكتوبة تحت الأفخاذ ( أعوذ بالله من الشيطان ال.. ) .. ج .. ص .. أمي وأخواتي يسطحن عجيناً اسمر لصنع دوائر يلصقنهن على جدران البيت بينما أخوتي يتضورون جوعاً .. ما زلت اغرف من الصور مفترشاً الطريق العام . سأعرض صوري على المارة .. ج .. ص .. رجل يصنع نقيقاً يدفع بعصاه حشد ضفادع خلف مصريين مرعوبين ثم يجرجر أخيه لأعلى جبلٍِ ويذبحه ويسلبه بدلته الذهبية التي تشبه بدلة ألفيس برسلي . يقول : هذا ما أوصتني به الآلهة .. ج .. ص.. خريف يكتسح كامل التقويم في بلادنا .... راعي غنم يدير مطعم مكدونالز في ارض الوهم , مزدحم برجال منتحرين . بعد أن يتناولوا غدائهم يصطفوا بنسق واحد ليمارسوا العادة السرية لنفاذ جواري الوهم .... غيمة محتقنة تطارد ني وأنا في قاربي الصغير بلا مظلة ولا أجنحة . سرعان ما حاصرني الماء .... رئيس ملتهب ويلعلع داخل تلفاز يتصاعد من ثناياه دخاناً اسود , وعائلة متسمرة أمامه وهي ترتجف .... رجل يضع عصا سحرية على رأس فرعون , فيشق شعره من الوسط ثم يسحب سيفاً من الوراء وينزله على الشق بدقة عالية , ثم يصفق الشعب لهذه البراعة بعد أن أوشكوا على تغيير آلهتهم .... هواء يقطر دما معتمراً خوذة ثقبتها القذائف وكل متأهب بسلاحه وكل ينزف .... سيارة على هيئة بطة بيضاء يقودها مهرب بدوي . يلتقط فتى من ئر ويمضي بسيارته مسرعاً طاوياً الصحراء . رجل امن مخصي يشتري الفتى وتعطيه امرأته قميصها . بينما هي تقطع البطاطس وتتفرج على برنامجها المفضل يكون الفتى منشغل بإزالة شعر إبطه أمام المرآة . تجرح السيدة إصبعها فتسحب قميص الفتى وتقده لصنع لفافة تشد بها إصبعها . يمتعض الفتى ويلفق قصة اغتصابه ثأرا للقميص .... مسن تفاجئه مفاتن زوجة ابنه بالتبني يضمها بعباءته لسترها . يحضنها بشغف صاعق حتى يوغل شبقه فيها ثم يضيفها لقائمة محظياته .... رجل عاري يعلم امرأته الأسماء مستعينا بغصن شجرة تفاح ويؤشر على سبورة . سومري يحسب النجوم على مقربة منهما لكن لا يشعر أي بوجود الآخر .... حامل ترضع طفلين وساقيها مربوطين إلى ظهر بعير بإحكام كي لا تحول شقها السفلي عن الأمير البدوي الذي يصفقها بكامل جسده , والبعير يئن صارخاً : ترجل يا ابن الزانية لقد عقرتني .... كلب أرقط مبتور الأذنين يسحل قافلة العالم نحو الهاوية . سعادين شرهة على رأس بلدانها تتحرك عن بعد استجابة لموجات النباح التي تلتقطها أذنابها.... عجوز ضئيل له قوارض عظيمة وذيلاً يمتد من المحيط إلى الخليج , يجلس وحيداً أمام المرآة رابطاً أذنيه إلى أنغام لا تنقطع تعزله عن دوي أحزمة النسف الشامل .... أشجار بملامح وعروق شتى تعانق بعضها نكاية بالعنصرية .... سارية يعلوها عقال وقاعدتها برميلين ن.... رجل بعباءة سوداء يمسك كتابا اسودا يشع فتكا , ويتوسط جواري , صبايا ومسنات. حيناً يدون في كتابه ما يوائم مفاتنهن وحيناً ما يوائم حروبه .... رجل يعتمر كوفية فوق برج شاهق يلوح لحشد حمير وحشية تجر طائرة ضخمة لتصطدم بالبرج .... نادلة أمريكية ترتدي قناعاً آلي يقلب الإشكال والتعابير حسب وجوه الزبائن .... مطرقة من نار بيد حداد عجوز يشبه الزمن ويضع أصابعي على سندان ساخن كأنه الحياة . يصنع الزمن من أصابعي مسامير تغرس في خشب خساراتي بعد أن يغطسها في ذاكرتي ليتصاعد منها الألم مثل بخار اسود .... شاعر يضع دماغه في بوتقة ويثبتها فوق لهيب شمعة حتى يذوب و تشكل قطراته كلمة شك . وبقلق غريزي يترقب ما حوله ليراه يهتز , يصرخ : كل ما حولي يهتز إلا يقيني باهتزاز ما حولي .... رجل يشبهني يهيل التراب على دوانم شاسعة من ذاكرته ليغطي ماء آسن ينز من سطح رأسه .... رجال يدحسون رؤوسهم في مركز امرأة عبارة عن (ثرامة) آلية ويخرج من مؤخرتها عجينة حمراء .... مركب يعج بكائنات متنافرة التكوين , متهرئ وموغل في القدم . لا الكائنات تجدف بتوافق ولا البحر يمنحهم صفاءه وسكونه . وفيما تشكل السحاب نصف دائرة تظهر ارض جديدة وفق هذا التنافر .... تراب احمر على مرمى البصر , لا يتضح من الصورة (أغمض عيني لأرى بوضوح) أهو مجرد أديم أم مسحوق رؤوس كانت قبل قليل تحت مرمى البنادق ؟ .... رؤوس خاوية تصفر فيها ريح صرصر , بالية لتبعث فيها الهيجان والغلو . ولأنها جماجم , فهي لا تملك قلوب , لكنها مازالت تحتفظ بسيوفها وغرائزها .... ثور هائج يهجم على مدرسة أطفال ثم يؤكل مديرها القاسي ويهم لأكل المعلمين , حاشيته . يجاهد الآباء بترويض الثور لإخراجه بسلام وبناء سوراً يحمي المدرسة من ثيران المستقبل , لكن الحاشية تصر على مصارعة الثور داخل المدرسة غير آبهين بالخراب .. آخر جرعة .. صورة ليست أخيرة فمازا لت أقنعة العالم تتناسل .. حقل عباد الشمس لكن الزهور رؤوس ناضجة , وسلطان متغطرس يحصدها بمنشار كهربائي.... فرغت قنينتي . أرى رجال أمن يتجهون صوبي . هل هم قناع أم صورة ؟ ما علاقة القناني الفارغة برجال الأمن ؟ هاهم يركلوني , أذن هم خارج رأسي . ويسحلوني لدهاليزهم ... من ذا يهبني مؤخرة فيل ؟



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراصنة مازالوا هناك
- قصص قصيرة جدا
- تقديس الأشخاص عند المسلمين
- قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً
- ارق ازلي
- انحياز الفضائية العراقية
- حلول تنتج مشاكل
- نحو حوارً متمدن
- الاربعاء الاسود
- فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز
- امطار العراق
- قائمة الأ ئتلاف تسيء للمرجعية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم سلمان - قنينة صور