لآلئ تقضم من عشب رؤياي
تحت عرائش جنانك كرات تتدلى جماجم،
ومصابيحَ يولعها الزمن بحك قلبي على حجر دربي،
أشهق تحت الأغصان لهيب نيران الكهوف،
لآلئ في العشب وردية أكـثر من عرق اللؤلؤ،
تداعب قدمي بـبخار نداها،
قبل أن تتقمص أرواح المشانق ،
فما أطول نومك تحت أجفاني!
وما أغرب ما نعانق!
ظلال الغيوم كالقيلولة تسير الهوينى،
آلهة بأزياء الريش ، غدت صوراً محمولة بأجنحة أحلام عصافير باحة بيتنا ،
تخوض في غيوم الغسق مسّيرة الطوفان ،
أيتها الطيور المشتاقة! أنت التي قدتني إليها،
هي الآن في تهجع، ملتفة في ملاءتها، وبين جلود السلاحف،
وفي كساء غضب من الريش.
الشهيد
تطل على مدينتك كل مساء،
دمك ينسج من الغسق مناديل أعراس،
ومعصماك حضن الهلال،
يدثرنا فوق سطوح منازلنا بهالتك،
فأنت الحضور كله، مهما الغياب،
وأنت الذي حين تخفق، أنت السماء،
شجر القلب من دمك،
أفتح أبراج قلبي على غده،
وأطلق سرب الحمام،
فضريحك كل الفضاء،
أنت القصيدة في قرائحنا الخبيئة، تشير إلى غد حبيب، تذوب سحراً في دم الكلمات،
في شفق النبوءة ونحن لها المداد ،
تأتي وحدك متموجاً في نورك الخجول،
وأنفاسك حفيف أجنحة, ترفرف بين أضلعي، وعلى شغاف قلب أمك الندي،
وحين يوغل في عيوننا المساء، تتلون سماؤنا بلون جوادك الأصيل،
فالجرح في جبهتك مرآة،
نرى فيها صورتنا في الكون أجمل،
وقامتك من نور القمر بقلقه الحريري الأبيض،
أشهد أن جسدك قد غدا شمس الأصيل،
وبحراً وموجاً على موج ومرايا الأحلام في كل شبر من
روحي ،
وباسمك تلتئم جراحاتي ،
فقلبي المتعب يئن, ويبلل الندﯼ ،
يتألق في نار قلبك المتوهج في كل ليلة.
شظايا
تهشمتْ مرآة قلبي،
غدا وجهي شظايا،
أرث الأشياء ملطخة بدمي،
ألملم وجهي, أديره صوب عالم لم أره بعد ،
وتجاه مالا أرتوي من النظر إليه ،
أنزع التميمة من كـتفي ،
أتسلق إلى الأعالي حيث لا آبار ولاينابـيـع دافقة ،
لكني لقيتك يا حمامتي في الكهف, ودهاليز جبلية،
فغدا الجبل بحراً، يسبح فيه القمر، وفضاء يخترقه النسيان.
* من مجموعة " براثن الليل " الشعرية الصادرة عام 2000