أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالآله السباهي - اللطلاطة (4)















المزيد.....



اللطلاطة (4)


عبدالآله السباهي

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:13
المحور: الادب والفن
    


تفاح الدورة
باقة من الزهور الجميلة، لفت بعناية بورق فضي لامع، كانت السبب وراء كتابة هذه السطور.
فقد أثارت تلك الزهور التي قدمت لأسامة تكريما لذكرى أخيه ماجد أحزانا موجعة، عبثا حاول دفنها عميقا في الوجدان والذاكرة.
دعي أسامة في الرابع عشر من شباط عام 2004 إلى الحفل السنوي الذي أقامته منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كوبنهاكن عاصمة مملكة الدانمرك، إحياء للذكرى السنوية لرفاق دربهم الذين سقطوا في رحلة النضال من أجل العراق وشعبه .
من أجل مبدأ اقتنعوا به واعتنقوه. لم يعرف منظميً الحفل تأريخا العديد من تلك الزهور التي اجتثها الطغاة قبل أوانها.
كان أحد أصدقاء أسامة جالسا إلى جانبه في ذلك الحفل. لم يكن يعرف عن قصة ماجد إلا النزر القليل ومن خلال الصور وأحاديث عابرة عنه. لقد أزاح هذا الصديق بعضا من هم أسامة في تلك الأمسية، خفف عنه بعض أحزانه حينما راح يواسيه قائلا:
لا تحزن يا أخي فإن أخاك هنا قد تحول إلى باقة من ورد كما ترى، بينما هناك الملايين من البشر تأتي وتذهب من هذه الدنيا دون أثر تتركه.
سرح أسامه بعيدا في ذاكرته مع ماجد سلمان، وهذا هو اسم أخيه الذي يكبره بأربع سنين والذي اغتاله طغاة البعث عام 1963 على الرغم من أنه كان سجينا، قابعا في سجن الرمادي يقضي عقوبة التظاهر من أجل نصرة الجزائر!
كان ماجد جميل الوجه جميل الصوت، فارع الطول لازمته ابتسامة رقيقة طيلة رحلته القصيرة التي قضاها على هذه الأرض والتي لم تدم إلا 30 عاما.
طفولته الأولى وقبل أن يرحلوا إلى بغداد في أواسط الأربعينات من القرن الماضي، قضاها في قريته الصغيرة، وحتى إنها ليست بقرية بالمعنى المعروف. فلم تكن اللطلاطة إلا بضع بيوت بناها أبوه وأعمامه وأخواله.
في اللطلاطة شارع رئيسي يمتد بمحاذاة دجلة ، وعلى هذا الشارع في الثلاثينيات بنا سلمان داره المطلة على النهر، غرفتان جدرانها من الطين وسقفها من جذوع النخل، وكوخ للبقرة . ثم زرع خلفها بستان من أشجار النخيل نادرة الأصناف. فحب العراقي للنخلة يرتقي لمرتبة العشق وكلاهما يتشابهان في العطاء والشموخ .
لم يذق الأب ثمار أشجاره، فقد رحل عن هذه الدنيا و عمر ماجد لم يتجاوز السادسة بعد. لم يترك الأب وراءه غير تلك الدار وتلك النخلات، وبقرة سوداء اسمها (الدبسة)، والتي كان لها الفضل الأكبر في بقاء الأسرة على قيد الحياة. ترك بعده كذلك امرأة قوية عاركت الدنيا من أجل تربية أولادها وتعليمهم ولم يترك لها من إبداعه الفنية سوى خزامة من اللؤلؤ احتفظت بها دهرا ، ولكنها في النهاية باعتها لتحصل على أجور السفر لواجهت قاسم في سجن نقرة السلمان، وترك كذلك ديوان من شعره الشعبي ضاع أو أحرق مع كتب قاسم عندما قبضت عليه الشرطة في بغداد.
كانت النسوة في اللطلاطة يرشرشن، ويكنسن شارع " الكورنيش " مساء كل يوم من أيام الصيف اللآهب، ثم يفرشنه بالحصران التي يصنعنها بأيديهن من خوص النخيل.
وفي تلك الأمسيات وبعد وجبة العشاء المتكونة أبدا من الرز الأحمر المطبوخ، واللبن الرائب الذي تجود به أبقار الطلاطة، تجتمع العائلات لسماع قصص وحكايات لا يعرف لها مؤلف. كان الشيوخ يتناوبون على سردها، فبعد إشعال فتائل فوانيس النفط، تروح مشاعلها في رقص لا ينتهي على أمواج دجلة، محتضنة أغصان الصفصاف السابحة في النهر.
فوانيس النفط تلك، اختراع خاص بريف الجنوب أملته الضرورة، وهو عبارة عن قنينة من الزجاج مليئة بالنفط الأبيض، تغمس بداخلها فتليه مقصوصة من أقمشة قطنية قديمة كشرائط ،يترك جزء صغيرا منها بارز فوق فتحة القنينة، ثم تثبت بالتمر المعجون جيدا، والذي يقوم على الإمساك بالفتيلة ومنع تسرب النار أو الحرارة إلى داخل القنينة.
كانت حيهن تحتفظ بذلك الفانوس وكأنه كنز لا يعوض، ولم يستطع أحد معرفة مصدر تلك القناني الجميلة، ربما كانت قناني لشربت مستورد أفرغت في عرس من الأعراس.
الفوانيس هي دائما سيدة الموقف في تلك الأمسيات، على الرغم من وجود بعض المصابيح الكهربائية التي تضئ الشوارع كل مساء والتي لم تجرؤ على دخول المنازل لأسباب مجهولة . كانت تلك المصابيح صغيرة، وعلى ارتفاع كبير بالنسبة للأطفال فتختلط بالنجوم التي تزين السماء بأروع المصابيح.
وإذا كان القمر بدرا في تلك الأمسية فهو وحده الذي يستأثر بكل القصص والأحاديث. التي ألهمت خيال الأطفال وماجد بشكل خاص. لقد كان شغوفا في حبه للقمر حتى أنه كانت يغتاظ على أمه إن لم تدعو القمر ليأكل معه.
كان ماجد شديد الحياء وذو طيبة لا حدود لها. حاد الذكاء ،متوقد الذهن منذ الصغر، فكان متفوقا في دراسته وكتابة واجباته اليومية حتى إنه كان يكتب واجبات بعض أقرانه. وكان يصنع قطعا فنية رائعة لدروس الأعمال من الطين الأحمر الذي تجود به شواطئ دجلة.
في أمسيات اللطلاطة كانت القصص تشد انتباه الأطفال وتنتقل بهم إلى عالم سحري، ولكن وللأسف وقبل أن تنتهي القصة يكون الصغار قد غفوا في أحضان أمهاتهم الدافئة ثم ينقلون إلى أسرة مصنوعة من جريد النخل، ولم تترك تلك القصص في ذاكرة الأطفال إلا الانطباعات الرائعة عنها .
يخيم السكون في تلك الليالي والكل ينام حالما بيوم جميل آخر، ويظل نقيق الضفادع وصوت إيقاع مضخة ماء في الجانب الثاني من النهر، وحده ساهر مع أمواج دجلة.
يبدد ذلك السكون أحيانا صوت باخرة صاعدة عكس التيار في رحلة إلى مدينة العمارة والتي كانت تمثل لأطفال اللطلاطة نهاية العالم. أو تكون نازلة مع التيار إلى البصرة .
كم كانت فرحت الأطفال غامرة بمشاهدة تلك البواخر، وخاصة أضواءها الخضر والحمر، فكانوا يحرصون على رؤية المصباح الخضر أولا فهو لون الجنة. وعندما كانت تلك البواخر تمخر دجلة في النهار، يتبعها الأطفال راكضين لمسافات طويلة طمعا بعلب البسكويت التي يرميها لهم طاقمها وهم في الغالب من الهنود.
كان الكبار يستأثرون دائما بتلك العلب، فلم يذق أسام طعم ذلك البسكويت إلا مرة واحدة بعد أن انتزع ماجد قطعة منه من يد أحدهم ليدسها في فم أخيه الصغير ليظل طعمها فيه وإلى يومنا هذا. كانوا مجموعة كبيرة من الصبيان والبنات، يذهبون كل يوم إلى المدرسة الابتدائية في مدينة قلعة صالح، والتي يفصلها عن اللطلاطة بستان بيت فرعون، وبستان بيت رسن بطريق ترابية ضيقة تنتهي بالكازخانة حيث يباع النفط الأسود.
كانت تلك البساتين محروسة بكلاب شرسة، وغالبا ما تحرم الأطفال من المرور عبرها إلا برفقة الكبار.
كم كانوا يحبون السير عبر البساتين، حيث يتساقط الرطب الشهي بكثرة، ولكنهم كانوا مجبرين على سلوك طريق النهر الموازية لتلك البساتين. كان ماجد يضطر لمرافقة أخيه الصغير في سلوك تلك الطريق، فتعاليم ألأم كانت صارمة وخاصة إذا كان الأمر يهم سلامة آخر العنقود الذي هو أسامه.
كان قاسم أخوهم الأكبر قد غادرهم إلى بغداد لإكمال تعليمه العالي والذي أضطر إلى تركه لاحقا والعودة إلى اللطلاطة ليقوم بدور رب الأسرة، بعد أن ترك الأب ذلك المنصب في رحلته لملاقاة ربه .
لم يرجع قاسم بالشهادة الكبيرة ولكنه عاد بمهمة لنشر الأفكار الجديدة، والتي تعد الناس بالعيش في سعادة على هذه الأرض! ولهذا الأخ قصص أخرى قد تجدون بعضها في مكان آخر من هذا الكتاب البسيط.
بعد عدة تنقلات من مدرسة إلى أخرى في قرى العمارة استقر قاسم وعائلته ومنهم بماجد في بغداد ، في منطقة الكرادة الشرقية وفي بغداد بدأت حياتهم الجديدة .
لقد نزلوا على كوكب آخر أسمه بغداد، فالناس في بغداد غير الناس في العمارة، ففي بغداد لا ينطقوا اللغة العربية كما تنطق في العمارة. فهم لا يلفظون كلمة (جا) في حديثهم أبدا ويتباهون على أهل العمارة بإبدالها بكلمة (لعد) وقد اختلط الأمر على الوافدين الجدد فراحوا يمزجون (الجا باللعد) وهكذا صار السؤال ينطق عندهم (جالعد شلون ؟) .
بغداد كبيرة، ولم تستوعبها مخيلة أخوة قاسم الصغيرة بعد ، رغم إنهم لم يخرجوا أبعد من "حسين الحمد وإلى البوليس خانه " وهي محطتان يقطعها باص المصلحة بدقائق معدودة .
لقد اكتشفوا أن في بغداد ملك مفدى! ولم يستوعبوا وإلى اليوم ما هو دور الملك، وما هي فائدة الملك أصلا، ولماذا يطلب من الجميع أن يفتدوه بالأرواح ؟ .
التحق أسامة بالمدرسة الابتدائية والتحق ماجد بالمدرسة المتوسطة. لقد كانوا يسكنون بالقرب من نهر دجلة، في غرفتين من الطابوق مع مرافقها، والتي كانت جزء من بيت بني داخل بستان كبير من النخل وغيرها من الأشجار، وكان محرم عليهم تخطي عتبة الباب التي تفصله عن البيت .
لم يكونوا مقتنعين في البداية، أن دجلة بغداد هي ذات الدجلة التي تركوها في اللطلاطة، كانت الدجلة هناك وديعة وصغيرة. كانوا يشربون الماء منها مباشرة وكأنها ضرع البقرة الدبسة، ويسبحون فيها ويصطادون منها السمك، ويقضون أمسيات الصيف بجوارها، تسامرهم وينامون على هدهدة أمواجها. أما هذه التي في بغداد فهي هادرة الموج كبيرة لها رهبة في النفس " جالعد شلون ؟".
كان قاسم أو قل الأب الجديد قد عين معلما في المدرسة الابتدائية التي التحق بها أسامة. وقد اكترى للعائلة تلك الغرف، والتي كانوا يسمونها دارا تقع في محلة السبع قصور، في ناحية الكرادة الشرقية، في بغداد
سارت الحياة أعواما قليلة بيسر وهدوء ولم يكن يعكرها سوى عراك الأخوة الصغار المستمر كل صباح حيث كان على واحد منهم أن يصحو فجرا ليأخذ دوره في الزحام الشديد عند أفران حسين الحمد، ليجلب حصة العائلة من الخبز الأسود المدعوم من وزارة التموين.
أخذتهم إدارة المدرسة ذات يوم بسيارات كبير لم يبقى في الذاكرة غير لونها الأصفر، أقلتهم إلى وسط بغداد، وهناك وجدوا أن جموعا حاشدة قد سبقتهم وفاض بها شارع الرشيد.
كان الكل يهتف بشعارات غريبة، مثل، " لا تنقهر فيصل فلسطين النه " ولم يفقهوا حينه لماذا ينقهر فيصل ؟ ولماذا الكل نحرص على أن لا ينقهر؟ وكيف تكون فلسطين إلنه ؟ كان هذا الحشد الأول في حياتهم التي كانت وادعة وسط بساتين النخيل وزقزقة العصافير، ونواح الفاخت وخاصة في موسم التمر اشتركوا مع الجموع بالهتاف، وكانت تجربة فريدة أولى في حياتهم، تبعتها حشود ومظاهرات كانت تفرق بالرصاص والهراوات!
انتهت فترة النعيم التي عاشتاها العائلة في سنين بغداد الأولى، والصغار لم يتجاوزا بعد مراحلهم الدراسية، فكان ماجد في الصف الثالث المتوسط، وكان أسامة في الصف الخامس الابتدائي، عندما ألقت الشرطة القبض على الأخ الأكبر "قاسم".
وهكذا "تيتمت " العائلة من جديد .وهربوا من دار السبع قصور، ومن المدارس التي كانوا فيها خوفا من أن تقبض عليهم الشرطة أيضا.
سجن قاسم عشرة سنين بعد محاكمة مميزة استحقت اسم رئيسها فسميت بمحكمة " النعساني " حيث كانت الأحكام تصدر فيها جزافا، وبالجملة، هكذا كانت ديمقراطية المفدى.
بعد تنقلات في السكن من غرفة إلى غرفة بدور مختلفة استقر بهم الأمر وإلى حين في جانب الكرخ في محلة اسمها الدوريين.
وهكذا وبسن مبكرة جدا أصبح ماجد رب العائلة، وبدأ يخطط لحياة الباقين وكأنه كان قد استعد لذلك. لا يعرف من أين حصل على عربة صغيرة من الخشب. وكأنها من تلك الصناديق الخشبية التي كان يباع فيها الشاي المستورد من بريطانيا.
ثبت في أسفل الصندوق عجلات حديدية صغيرة الحجم ولكن اسمها كان له وقع خاص على المخيلة " بول برنات صجم" وكم كانت تسحر الناظر تلك "البولبرنات "عندما كان يبرمها ماجد بخفة فتظل تدور حول محورها وكأنها عجلة أبدية .
كانا يسابقان الشمس كل يوم وغالبا ما كان يدركهم فجرها قرب بساتين الدورة، والتي كانت تغطي الأرض جنوب بغداد. كانا يسلكان طريق سكة حديد البصرة. وذات مرة كاد قطارها الغاضب أبدا أن يقتلهما وذلك بطريق عودتهم والعربة محملة بتفاح بغداد الأبيض.
كانا يدفعان العربة سوية بكل قوة وبسرعة ليصلا قبل أن يبرد شاي الصباح وأرغفته الساخنة. ولولا ردة فعل ماجد السريعة لما تجشمتم عناء قراءة هذه السطور.
فقد رمى ماجد بأخيه الصغير وبالعربة خارج السكة فمّر القطار دون أن يعير لهما أي اهتمام وكأنهما لم يكونا أصلا.
بعد أن التقطا أنفاسهما راحا يلملما التفاح الذي افترش الأرض.فعادا إلى العربة يدفعانها بما جمعاه من التفاح بعد أن فقدنا الكثير منه.
قد تعيش الآن في ذلك المكان شجرة تفاح فإذا مررتم بها اذكروا أبناء سلمان يرحمكم الله .
حمدا الله على السلامة أولا ثم على العودة بالبضاعة، فلو كانت البضاعة توتا أو مشمشا لضاع رأس المال، والذي لا يعرف من أين دبره ماجد، فلم تكن لدينا محصلات نقود. فالنقود من فئة العشرة فلوس المقرفصة الجوانب كانت تثير فضولهم في تلك الفترة أما "القران" الصغير الأبيض " عشرون فلسا " فكان لمتعة النظر فقط عندما يصادف أن يروه. ولعادوا فقراء من جديد. فكانا يظنان أنهما أصبحا من تجار الفاكهة !
كان ماجد يذهب كل يوميا ويأخذ أسامة معه ليشتريا الفاكهة من تلك البساتين التي كانت تحيط بغداد كغطاء الرأس، والتي كانت تبدأ من القصر الجمهوري اليوم، والذي لم يكن إلا بستانا للنخيل ولا يعرف أين تنتهي، ربما مقابل سلمان باك أو أبعد!
كان يشتري ما توفر من فاكهة الموسم على قدر عربته فتارة تفاح وأخرى مشمش أو كوجة أو كمثره وأحيانا تين ونادرا ما يتاجر بالتوت.
يرجع بالفاكهة التي اشتراها إلى البيت فيصنفها جودتها، ويحدد أسعارا لها وبطريقة عصية على الفهم. ثم يذهب هو بالأنواع الجيدة ويترك لأسامة مهمة بيع الأنواع الرديئة من تلك الفاكهة . وكم كان الأخير يكره تلك القسمة، فتلك الأصناف لا تباع بسهولة.
يجوبا كل يوم شوارع الدوريين وعلاوي الحلة وإلى مستشفى العزل "مستشفى الكرامة "اليوم ، ثم يعودا إلى مرقه معجون الطماطم والبصل (المحروق إصبعه) هكذا كان اسم وجبة غدائهم الدائمة والتي لا تتغير إلا ما ندر. يعيدا الكرة بعد الظهر حتى تباع البضاعة لآخر تفاحة.
كانت تجارة بيع الفاكهة تسعد العائلة، على الرغم من مدخولها الواطئ جدا، فقد كانت العائلة تأكل فاكهة كل يوم والتي حرمت منها بعد ذلك.
وهكذا أصبح الصغيران يعيلان الأسرة بعد أن انقطعنا عن المدرسة تماما، فشبح التحقيقات الجنائية قد سكن مخيلة العائلة. ربما بسبب ذلك الشبح تجد أسامة وإلى اليوم معجب بكتابات كافكا وخاصة قصته المحكمة.
أخذ ماجد يكون عالمه الخاص، ويبتعد بفكره عن العائلة، ولم يعد يشارك أخاه اللعب وكأنه قد أصبح رجلا ناضج، على الرغم من أنه لم يتجاوز السادسة عشر من العمر. وأخذت مطالعة الكتب جل وقته، وأغلبها كانت من الكتب ذات العناوين الصعبة ولم يهتدي أحد إلى مصدرها. كان يدخل الكتب إلى البيت وكأنها بضاعة محرمة، ويحرص كل الحرص على أن لا يطلع عليها أحد. راح بعد ذلك يتغيب عن البيت كثيرا، وأحيانا يزورهم رجال ظلت صورهم محفورة في الذاكرة رغم نفرت العائلة منهم، لكونهم انتزعوا ماجد منها، وخاصة ذلك الرجل الأزرق العينين الذي كان يدخن السجائر بنهم، رغم حرصه المتكلف على أن يكون خفيف الدم مع الجميع .
أفترق الأولاد في تجارتهم، وباع ماجد العربة، بعد أن صنع لأخيه بسطة من الخشب، ليعلقها على رقبته، وكانت ترتكز على البطن، كي يسهل حملها، ليعرض فيها ديكه وحيوانات ملونة مصنوعة من السكر، ومثبتة بعيدان من جريد النخل، يغري الأطفال فيها ليكسب رزقه. أما هو فراح يشتغل بالأجرة ولا تعرف العائلة أين ؟
في صباح يوم مشرق، ابتعد أسامة ببضاعته عن الشوارع المعتادة، والتي كان يذرعها كل يوم حتى ملّ من برك ماءها الآسن، وكرهت هي أيضا صوته المتشنج، رغم نعومته عندما كان ينادي على تلك الديكة.
سلك هذه المرة دربا قاده إلى حيّ الصالحية ودور السكك، والتي كانت تحجبها عن المستطرقين أشجار الدفلة، المزهرة ورد أبيض، وزهري وأحمر، وما أن عبر شارع علاوي الحلة حيث المتحف الوطني الآن، حتى شاهد منظرا أقشعر له بدنه.
اقترب أكثر بدافع الفضول من ذلك المكان، فتسمرت قدماه ولم تعد تطاوعه، ثم عصفت بيه رعدة راحت تهز ركبه!
شاهد العشرات من رجال الشرطة، استطالت سراويلهم القصيرة لتنزل بضعة أصابع إلى أسفل الركبة محاولة الالتحام بلفافات من القماش الأسمر السميك، لفت بقوة على سيقانهم فغدت وكأنها ملوية سامرا نازلة إلى أسفل القدم، لتلتصق بأحذية سوداء ضخمة لا أظنهم يستطيعون رفعها عن الأرض إلا بمشقة. اعتمرت رؤوسهم سدائر مصنوعة من الصوف بلون الخاكي، وانحرفت كلها بزاوية حادة فوق تلك الرؤوس السمر الحليقة حتى فروتها، وفي أيديهم بنادق طويلة. شكل هذا الجمع الغريب سياجا بشريا لا يفصل بين الواحد منهم عن صاحبه إلا بضع خطوات.
كانت هناك أيضا، سيارات جيب، من مخلفات الجيش البريطاني صغيرة الحجم خاكية اللون، تحمل كل واحدة منها بندقية رشاشة، جلس خلفها شرطي من العيّنة ذاتها وأصابعه مسمرة على زنادها، فشكلت تلك السيارات أبراجا لذلك السياج الرهيب.
كان كل هؤلاء يحرسون رجلا واحدا، علق من رقبته بحبل سميك، وراح يتدلى من فوق عمود خشبي أقيم في وسط الساحة " تحت بوابة المتحف اليوم بين الثورين المجنحين " .
كان الرجل المدلى يرتدي بدله بنية غامقة، وحذاء أحمر لابد إنه اعتنى كثيرا بتلميعه، في ليلته الأخيرة تلك، وقد زادت الشمس في لمعانه، غطيّ وجهه بكيس من القماش ضاع لونه، ونزل إلى تحت الرقبة.
لم يدرك أسامه مغزى تلك الممارسة في حينه. ذكرته ربما ب (التشابيه) التي كانت تقام في ذكرى استشهاد الحسين، والذي أحبه دون أن يعرف سببا لذلك الحب. هل يكون هذا الرجل يمثل معسكر الحسين؟ ولكن أين تلك العمائم الخضر؟ قد يكون الشرطة يمثلون معسكر الشمر فكلاهما يمثلان العنف والكراهية. ولكن لماذا كل هذا الحشد من الشرطة والسيارات المسلحة، أتكون كلها مخصصة فقط لحراسة رجلا واحدا معلقا بحبل، لا يمكنه الفرار منه حتى وإن كان حيا ؟
راح يبكي بمرارة من شدة الخوف، والذي زاده منظر الشرطي القريب منه والذي نهره طاردا، فعاد أدراجه إلى الدوريين وهو يلتفت خلفه كل عشرة أمتار خوفا من أن يتعقبه أحد. لقد كره تلك الساحة التي شهدت شنق ذلك الرجل (1) !
ظل الخوف محفورا في قلب أسامه منذ صبيحة ذلك اليوم وإلى يومنا هذا. وعندما وصل إلى البيت كان في حالة من الهلوسة والهذيان، ازداد رعبه حين علم أن الرجل المشنوق يمت بصلة ما بقاسم وبماجد أيضا.
افترش أسامة الأرض واستسلم لرجفة الحمى وكأن شبح الموت يطاردهم هم بالذات دون غيرهم. لم يقترب من ثريده المحروق إصبعه ذلك اليوم، واعتكف في البيت ولم يخرج منه لعدة أيام، على الرغم من إلحاح أمه إلحاح ماجد على الخروج، حرصا منهم على مساعدته في تجاوز تلك المحنة، أو ربما خوفا على بوار بضاعته التي وظفت فيها العائلة ما يقارب المائة فلسا
انتقلنا بعد تلك الحادثة إلى دار في حي الأكراد بجانب الرصافة، ومنها إلى دار ثانية في بني سعيد، وأخرى في حي سكنه فقراء اليهود في أبي سيفين. ودائما كان هناك من يشاركهم السكن في تلك الدور، مرة رجل غارق بين أوراقه، لا يرى خارج غرفته، على الرغم من محاولة الصغار الاختلاط به، ثم جاء آخر غيره، وكان هذا شارد الذهن تبدو عليه أثار النعمة. ثم رحلوا ورحل ماجد معهم. وكان ذلك آخر عهد له بالسكن مع عائلته .
شوهد مرة وهو يشتغل في مخزن لبيع المواد الغذائية في شارع الوصي (شارع النهضة ) وتبين بعد سنين أن هذا المخزن هو لسلام عادل، وهو الرجل الرائع الذي حل محل فهد بعد أن تعاقب على ذلك المركز رجال عدة، كان من بينهم من شاطر العائلة فقرها في حي الأكراد وحي بني سعيد وأبو سيفين .
بعد أن تركهم ماجد راح أسامة يعتمد على نفسه في إعالة حيهن والتي تعبت من هموم الحياة لكنها لم تستسلم، أخذ أسامة يعمل في إحدى المطابع بأجور يومية مغرية، تقارب المائة فلس يذهب ثلثها للنقل ولوجبة الغداء، التي لم تتغير طيلة عمله في تلك المطبعة (الرابطة). ولم تكن تلك الوجبة سوى رغيفين من الخبز (صمونتان) وطاسة من اللبن الرائب، مع قطعة من تمر الحلان .
أخذ أسامة بعد أن أتقن الصنعة، يتنقل بين مطابع بغداد غير البعيدة من سكنه في أبو سيفين والمنتشرة في شارع المتنبي، توفيرا لأجور النقل ، وتوفيرا للوقت، بعد أن التحق في إحدى المدارس المسائية، والتي كانت منتشرة في ذلك العهد، أخذ أجره يرتفع شيئا فشيئا فتبدلت وجبة الغداء، دخل فيها الرز والمرق .
لم تعد العائلة نرى ماجدا إلا ما ندر. وفي ذات يوم زار أسامة في المطبعة التي يعمل فيها كمساعد طبّاع وقبل دقائق من انتهاء عمله.
لم يعرف أسامة كيف علم ماجد بمكان عمله. كانت فرحته كبيرة برؤية الأخ الغائب، وسرّ جدا بذلك اللقاء فراح يحضنه ويقبله بلهفة. على الرغم من غرابة الموقف أمام العمال الآخرين.
هدأ ماجد من روع أخيه "الصغير"وخرج معه إلى الطريق بعد أن انتهاء العمل، ليريني "البايسكل" الذي معه، وكان ذو ثلاث عجلات، حيث يتصدره صندوق خشبي يذكر بعربة الفاكهة. أركب أسامة فوق الدراجة وراح يدفعه، وهو ويسير بجانبه. سأله عن حياتهم وعن صحة أمه، وكان مشتاقا لمعرفة أبسط التفاصيل. ثم أخذ يشرح لأسامة بأن الحزب بحاجة إلى حروف طباعة " كانت من الرصاص تستورد من إنكلترا " وطلب منه أن يخرج من العمل نهار اليوم التالي بإجازة لمدة ساعتان ليذهب معه إلى إحدى المطابع التي تبيع تلك الحروف والتي تقع في شارع المستنصر كي يشتريها له. كان صاحب تلك المطبعة من وكلاء التحقيقات الجنائية " الجهاز الأمني المرعب في تلك الحقبة من تأريخ العراق والذي أزدهر في كل الحقب اللاحق ".
جاء أسامة إلى الموعد في اليوم التالي والتقى بماجد في الوقت المحدد، فطلبات ماجد كانت بمثابة الأوامر بالنسبة له. وبعد جرعة من المنشطات الحماسية مذكرً إياه برجولته " والتي لم يختبرها بعد " محذرًا من الارتباك، وشرح له كيف تتم عملية شراء تلك الحروف، كونها للمطبعة التي يعمل فيها أسامه، وكانت كميات الحروف وأنواعها مكتوبة بقائمة دسها في يده.
اشترى أسامة تلك الحروف بعد أن أعطى بعض التفصيلات المشوشة عن المطبعة التي يشتغل فيها وبعد أن دفعت أثمانها ورح ينقلها إلى صندوق الدراجة "البايسكل"ويصفها بهدوء . وفي الزقاق المجاور كان ماجد كوبا "استكان" من الشاي يداري به قلقه. غمرته فرحة عظيمة عند ما شاهد أسامة يدفع البايسكل، فلحق به وأخذ الدراجة منه بحملها الثمين، وودع أخيه مقبلا واختفى.
لم يظهر ماجد بعدها إلا بعد مرور عدة أشهر، وبمهمة جديدة . كان ينجز المهمات المناطة به بكل جرأة وإبداع .
لم يتغير ماجد رغم تكامل رجولته، وظل الهدوء والحياء أول ما تراه على وجهه، الذي راحت تزينه شوارب شذبها بعناية. كان يبتكر طرقا مثيرة في تنفيذ مهماته الحزبية، وكان ذلك يثير الإعجاب فيدفع أسامة في مشاركته أحيانا في تلك المهمات، على الرغم من تباين دوافعهم.
ولكون قاسم نزيل السجون الدائم، وكان يطاف به من سجن إلى آخر، نقل هذه المرة من سجن "نقرة السلمان" المرعب إلى سجن بعقوبة الذي بني بإشراف النقطة الرابعة الأمريكية، كانت حيهن شديدة الحرص على زيارته في كل تلك السجون، ورسائل ماجد الحزبية كانت ترافقها دائما، وبتخطيط ودعم من ماجد ورفاقه.
استعار يوما حذاء أسامه قبل موعد زيارة السجناء المعتادة بيومين، وأعاده له في يوم الزيارة بعد أن خبأ فيه رسالة سرية هامة، وطلب منه إعطاء الحذاء الذي لم ينتعله كثيرا لرفاقه في السجن، وخص له أسم أحدهم.
ذهبت حيهن مع أسامه في اليوم التالي لزيارة سجن بعقوبة، والذي بني في أطراف المدينة. وأثناء الزيارة جاء ذلك الشاب الذي عينه ماجد فأخذ الحذاء الذي لم تفارقه نظرات أسامه، لبس الشاب الحذاء الجديد واختفى ثم عاد ولكن بحذاء غيره.
انتهت الزيارة بسرعة، وهب الناس إلى أحذيتهم التي اختلطت بعضها ببعض لعدم وجود ( كشوانجي)(2) وبعد أن ذهب كل في دربه، احتار أسامة بالحذاء الصغير الذي جلبوه له ولم يعرف كيف استطاع أن أحشر قدمه في ذلك الحذاء اللعين، والأهم كيف استطاع السير به عشرات الأمتار دون أن يجلب انتباه الشرطة، فلم يستطع رميه والتخلص منه والعودة حافي القدمين، فهو يعرف أن رسالة مهمة قد زرعت في أحشاء ذلك الحذاء اللعين. بعد أن ركب الحافلة، عائدا إلى بغداد، رما على كتفه بعد أن ربط شرائطه.
حينما عادا إلى بغداد راح أسامة يروي قصة الحذاء ضاحكا من المفارقة لماجد. لكن ماجد استشاط غضبا عندما علم بذلك وأقام الدنيا وأقعدها وعلى الأقل أمامهم.
ظل ماجد بعيدا عن عائلته ناذرا نفسه وشبابه لأحلام لو تحققت لنزلت جنه الله على أرضنا ولعاش الناس فيها سعداء. كانوا يروه في الأحلام أكثر مما في اليقظة.
هل كانت جرأته تهور وطيش شباب، أم كانت نتيجة إيمان راسخ بقضية عادلة دفعته للتضحية بشبابه ؟
تصورا في إحدى المرات أخذ رفيق طفولته معه إلى تاجر من تجار الشورجة، وراح يساومه على استئجار خان يعود لذلك التاجر، يقع في سوق الصدرية وهو أحد أسواق بغداد الشعبية لاستخدامه كمطبعة، وبعد مساومات مرهقة اتفق مع ذلك التاجر على بدل الأجرة الشهرية لذلك الخان، ثم وقع معه عقدا، ولا أعرف بأي اسم وقعه ثم دفع له النقود المتفق عليها وأستلم المفاتيح. استأجر شاحنة صغيرة وبعض الحمالين مع بكرة رافعة وراحوا ينقلون مطبعة الحزب الشيوعي السرية إلى ذلك الخان في وضح النهار، دفع أجور الحمالين والسيارة وظل هو مع أسامة، منهمكين في تجميع المطبعة المفككة، وإعدادها للعمل وكأنهم في شارع المطابع. القي القبض على ماجد عام 1957 في وكر لمطبعة الحزب في بغداد في محلة البتاويين. دخل السجن على أثرها، ولم يمكث فيه كثيرا، فقد حررته ورفاقه، ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 المجيدة.
عاد ليعيش مع عائلته، بعد أن التأم شملها، فقد حررت الثورة قاسم أيضا، تزوج بعدها وسكنوا في بيت واحد مطلا على دجلة أيضا وكانت أيام سعادة لم تدم طويلا.
لم يذق الناس في العراق طعم الحرية إلا سنين قليلة، في ظل ثورة الرابع عشر من تموز حتى قامت الشرطة بمصادرة تلك الحريات وكأنها سلعة مهربة! فاعتقل ماجد مرة أخرى وكذلك زج قاسم في السجن من جديد، وهذه المرة بحجة اشتراكه في مظاهرة لنصرة الشعب الجزائري! سجنوا بعده خمسة سنين، ورحّل قاسم إلى سجن الموصل ورحّل ماجد إلى سجن الرمادي، ولم تلتقي به أحيهن بعدها أبدا.
جاءت انقلاب البعث في عام 1963 فأخذوا ماجد من سجنه وعذبوه إلى حد الموت في واحد من أقبية قصر النهاية بطريقة وحشية.
روى شاهد عيان قصة تعذيبه حيث قال إنهم أي جلاوزة البعث علقوا ماجد من قدميه في المروحة السقفية وراحوا يلعبون برأسه كرة قدم، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يضعف. وظلت حيهن تنوح عليه حتى لحقت به.
وهكذا قتلوا ماجد بدون محاكمة وبدون اتهام أصلا وبكل وحشية وهو في عز شبابه فلم يكن قد تجاوز الثلاثين من العمر.

(1) كان ذلك الرجل ابن العراق البار يوسف سلمان يوسف" فهد" والذي قارع المستعمر البريطاني وشركات النفط.
(2) الكشوانجي كلمة أعجمية تطلق على الشخص الذي يهتم بأحذية زوار المراقد المقدسة ، يستلمها ويعطي صاحبها رقا ليعود به فيأخذ حذائه.




#عبدالآله_السباهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللطلاطة (3)
- اللطلاطة (2)
- اللطلاطة (1)


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالآله السباهي - اللطلاطة (4)