محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد
الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:27
المحور:
الادب والفن
فاجأني عزمكَ الذي وثبْ
من فوهة الجبِّ المشحون بالأسرار
هكذا ..
ينتابكَ وجعٌ معصورٌ بقلق الآتين
فيفّر إليك
يراودك الشِرك بعد حين ٍ وسيع
والكبرياء..
يتشظى على أديم البراري في العراء
شغوفاً ، قوياً ، عطوفاً ، كالمزنة في الربيع
فهل يجتمع الضدان ؟
لكنني أتحاشى بصيرة الصبيان
أتمسك كعصفورٍ مذعورٍ يتدلى بقطرةِ المطرْ
وثني يتمزق على سعير الإيمان !
هم ..المنظرون المسّورون بالأعاجيب ..
هم .. كمن يستعيد أنفاسه على الصرر المعقودة ..
يتناوبون على المسارات المقطوعة بالأسوار
فينهار الزمن في دمي .. وتلتحم المجرّة
ويتبارى الوجع مع بعضه في العلياء !
هو النزر اليسير إذن
لايولد سوى في المحال .
أخي لو أدرك قارة العجبِ
أحاججها ..
لماذا يجتاحني كلّ هذا التوق إليك
وأنت قابعٌ في المتن ؟
إن مدينتي تأن من فضائلها ..
مدينتي شغوفة بالوهم
في ريبتها المستديمة
تمشط شعرها ، تتزين كالمبهرة في الألق
تنتظر عرسها المشنوق على أشيائها ..
أدركها في المستحيل
تتشبث بي ، بالقلب المطرّز بالألم
آه ، من تلك المستلقية على الجمر ، الجذوة ، السعير
تبصم الآتي بالعزاء ..
أخي .. فتدارك أيها المتشبث بالصخبْ
هذا الغسق المبلول بالصمت المريبْ
يئن من المسافات وأسلابها ..
فياويلي ..
كم هو بعيد .. كم هو قريب ْ !
#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟