أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - لواحدة هي أنت














المزيد.....

لواحدة هي أنت


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


ـ أ ـ

هنا أحتفي بأزهار روحك
أطلُّ من حافتي على مرجك الأخضر
أطلقُ سرب يمامٍ منفلت
مثل حلمٍ دفينٍ أيقظته العاصفة
يتكئ على بقايا أغنيات
على ما تبقّى من هتافاتٍ
" خربشها المشاغبون " الصغار بطباشيرهم الملونة
يقطفون نشيد جباههم
وهم يوقظون وردهم الصباحي في طوابير المدرسة
كي يأخذ الورد رائحته
والطيور نشيدها
والفراشاتُ طنيننها المنتبه في حقول الصباح
لتعزف على قيثارة الزهر ما تشتهين

ـ ل ـ

لك ذاكرة زهرٍ يحفظ الأرضَ من الاهتراءْ
ترسم ما شاءت من مواعيد
تستعيد عذرية التراب ولا تفضّها في سيرة رمل
أدندنُ على كلماتها أغنية لا يضيع صداها
تحمل ما أحمل من شغفٍ
يشتهي الموقد والكستناء
من ألفة الوقت في حنين السمر

ولك المساء الجميل
ينثر نجومه في فسحة السماء
يؤالفُ ياسمينك على فوَّهات المنازل
حالماً
شاهقاً
مشبعاً بنشيد الحواري
يرتشف روحي
يضمُّ يدي إلى جنة الورد التي لم تصل
ويغرق عند حدود السؤال
سَلوا اليامون ،
هل نسيت فتاها
وهل عشِقَ الفتى يوماً ،
سواها ؟

ـ ي ـ

رأيتك في مقهى الغروب بين جفنين حالمين
معلَّقيْن على حبال المساء
يُطالعان حديث الغسق
يدندنان كعصفورين أزرقين
كانتا عيني وكنتِ أنتِ
شهية كعنب البساتين
ولذيذة مثل ثمار الصبّار
تتقافزين في خلاياي
مثل صغار الحجل
أشربُ ماءك الطالع من بينك
عند اشتعال الظمأ
يمرُّ على حصى
كنتُ لملمتُهُ ذات جفاف
فيـركض نهرٌ إلى ممرات دمي
موسيقى صوفية
لا تعرف الهذيان
يوقظ صوتك بين الحنايا
ينتشرُ فيَّ
كما الماءُ منسرباً في الشقوق
هو الصوتُ ..
أم رجفة الذاكرة عند انفعال الجسد ؟

ـ ا ـ

حيثُ تقيمين يُقيمُ الندى مهرجان ورد
يسرقُ عشبي اليابس الذي لا يألف العتمة
لكي لا أُقيم في عزلة الممرات
وتسكن جِنّية الشعر حيث تسكنين
تستحمّ بسيرتك العامرة
كموج يستحم في سيرة البحر
أتسمعين ؟
ثمـّة خطى لفتى شارد باتجاهك
يعقد سيرته بين ضفاف رذاذك
ينثر ما شاء من حنطة الوقت
علَّ السنابل تصحو إذا عرفَت طريقها للوصول
يا سيدة الحنطة الواقفة
في ظلمة الخابية

ـ م ـ

صدى روحك الحالمة
تُطرّز طيوراً تأكل الحَبَّ على راحتيْ
تزفُّ اليمام إلى شرفتي
مثقل البهجة مع أول الفجر
يتشهّى فضاءك المسكون بالشمس
بأغنيات الحصاد تزفّ البيادرَ
قلائد حبٍّ تُقارع أطفالاً بلون الشَّغَب
يمرّون على طرقاتك الوارفة
يستفزّون ما كان من فتى حالمٍ
أعاد بوصلة الاتجاهات التي تنامَت
في صقيع يابسٍ يجترُّ انكساراته الخائبة
لعل النور الذي يسكنهم
يهاتفُ أغصانه الذابلة

ـ و ـ

الليل يصعدُ إلى مئذنةٍ عاليةٍ
ينثرُ روحه على شوارع المدينة
المدينة الخالية إلا مني
وممن يجمعون لهاث مشاعر
تفتحُ فوّهات الحنين الذي يتَّقِد
تُحيطني باحتراق العشب المكدَّس بين حقول الجفاف
أجوبك
طالعاً من عاصفة برد
حذراً أمرُّ على أطراف روحي
لكي لا أخدش العطر فيك
أرسم على جسدك أجنحة لا تحلّق بعيدا
أيتها القادمة من حقول الزمان المعتّق
أيتها الطالعة من جنة الحلم
توقظين أخضرك المتورد على هضابك المتسعة
تنثرين نعومتك على أريكتي
كامرأة تعبث بخصلات شعرها
تقضم أظافرها باحتراف الوله
وكل النساء اللواتي عرفن الكآبة من نظرة شاردة
أسررن في ضفائرهن زرقة برية لمدنٍ فارغة
ترقد على رمل مثقل باحتباس مطر
تَرَكْنَ صوتك " يثرثر " على دفاتري
يشعل الليل طيوراً للغناء

ـ ن ـ

لم أصنع قلائد الزهر كثيرا
لم أغن مواويلي العِذاب لغير عينيك
فهاتي ثلجك النادف يشعل وثاق احتراقي فيك
لعلي أفيض سرايا تفتش عن أول البدء / عنكِ
عن تقاسيم روحي على مذبح الناي فيّ
حين يشتد اعتراكي بخلاياي
وتصبح الأرض مثاراً عارماً لاحتفاء الطيور
تزف الحنايا نبضة نبضة
فتنبت بين أصابع روحي
زنابق الشعر التي تعشقين
وأدرك أني وصلت أخيرا قبيل الغروب
لأحفر اسماً على مقعدٍ خشبيٍ
لواحدة .. هي أنتِ
ـــــــــــــــ
من مجموعة ( لواحدة هي أنت ) ... تحت الطبع



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد أسيرة
- قصائد للسابع عشر من نيسان
- الموسيقى تقول لا
- سهام عارضة .. علم من أعلام الثقافة الفلسطينية
- سيدة القصيدة
- سهام .. لمن تركتِ القلم ؟
- أزمنةٌ للعبور .. وأمكنةٌ للتراجع
- كيف يصيبني تلفُ ؟
- بانت سعاد
- صوت الشعر
- جمعية الكمنجاتي الموسيقية تحيي عيد الموسيقى في مدن فلسطينية
- الشاعر الذي رحل دون أن يقول وداعا
- حديث المسافات 8
- حكومة مؤجلة
- كاتي
- حديث المسافات 7
- حديث المسافات 6
- حديث المسافات 5
- حديث المسافات 4
- حديث المسافات 3


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - لواحدة هي أنت