أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامل دود - توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري














المزيد.....

توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري


كامل دود

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 06:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تمهيــــد
يحتل المثل الشعبي حيزا كبيرا من الثقافة الشعبية العراقية بمختلف مشاربها الاثنية واستطاع ان يحدد هويات هذه الجماعات وانتماءاتها الحضارية، لأنه ارتكز على شواهد متجذرة في التاريخ، ذلك أن ما تحمله الذاكرة الشعبية والنقل الشفاهي قدمكن الأفراد والجماعات أن يكونوا منتجين وناقلين لهذا التراث في نفس الوقت وبجميع الأحوال لا يخرج عن دائرة الواقع العراقي الذي حددته أساليب الإنتاج والإرث الحضاري الثر لشعوب هذه الرقعة الجغرافية وانعكاساتها على نسيج العلاقات الاجتماعية و استاجبتها لما يختلج في نفوس أهلها على مدى صفحات التاريخ الموغلة بالقدم.
ولا يعني ذلك الانفراد بهذا الفن بل إن المثل الشعبي وجه حي ومشرق من وجوه التراث الذي أنجزه بنو الإنسان حتى يكاد الاستدلال أن يكون دقيقا على بعض حوادث التاريخ من أمثالها فهي وليدة تجارب الشعوب ومعتركها مع الحياة بصفائها وكدرها وهي مرجعا موثوقا للمؤرخين و علماء الاجتماع وكل من شغف بحياة هذا المخلوق و تناقضتها .
فالأمثال الشعبية العراقية هي نتاج طبيعي لظروف الفرد العراقي تكاد تشم منها عبق الفراتين وطغيانهما تتمثل فيها روح اليأس والفشل أو التبصر والحكمة المركزة وسداد الرأي وهي تجسد قيمه الاجتماعية والاقتصادية من ناحية ومن ناحية اخرى تعكس أحزانه وآلامه ولواعج نفسه على ضوء المآسي والمفارقات التي مر بها المجتمع العراقي في حقب تاريخية متعاقبة .
ان الامثال الشعبية نتاج لخبرات انسانية متشابهة ولكن ذلك لا يعني تطابقها فبالرغم من ذلك التشابه وتطابق الكثير منها الا اننا نجد الكثير من خصوصيات الشعوب تتجلى في تلك الامثال ومن المؤكد ان مبعث تلك الخصوصيات هو الاختلاف في الطبيعة والتباين في أساليب الإنتاج فهنالك امثال تعكس الحياة الريفية واخرى تغطي تجارب اهل المدن بمختلف مهنهم وكذلك للبحارة امثالهم ولسكان البادية وهكذا تتنوع الامثال الشعبية وتختلف في الألفاظ أو مدلول الفعل ولكن جوهر الحكمة واحد لأن مصدرها واحد وهو الفكر الإنساني.
أن النظرة الأولى على الأمثال الشعبية العراقية تمنح الناظر تصوراَ يوحي بالتناقض في بعض مداليلها ، أن هذا التصور لا يخلو من المصداقية ومرد ذلك إلى تناقض المواقف الإنسانية واختلاف الظرف الذي يتطلب التمثل بذلك المثل وهذا يشمل تجارب جميع الشعوب فقد تختلف خصوصيات الثقافة كما أسلفنا ولكن من السهولة أن نشير إلى أوجه التشابه الكثيرة في فروع التراث الشعبي الإنساني والذي هو جزء أساسي من محيط الثقافة الواسع .
وللقناعة بأن المثل الشعبي يعمق القيم الاجتماعية والاقتصادية ويرسخ المعايير الأخلاقية للإفراد والجماعات الإنسانية على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم وسلوكياتهم ، لذا فقد جاءت هذه الورقة لتتناول جانبا من تلك السلوكيات ولكنه جانبا مَرَضيا ،اذْ لا اختلاف على ان الفساد الإداري هو
تربية منحرفة يكون ضررها من جهتين بفعلها مباشرة وبتكلفة المكافحة ، وتخلق اثار نفسية وسلوكية وخلل في الموازين الاجتماعيةو تغذي الاستعداد للاستحواذ والاستئثار بالثروة والسلطة حينما يكون هنالك اختلال في عمل مؤسسات الضبط الاجتماعي الثلاث، الدين بالتحريم والقانون بالمنع والعرف الاجتماعي بقيم المجتمع وسننه .
لقد حظيت ظاهرة الفساد الإداري بالدراسات الاقتصادية والقانونية والسياسية والاجتماعية وان كل تلك الدراسات على عمقها وشموليتها أجمعت على إن الفساد الإداري هو بحق ( ايدز ) العصر الذي عجزت عنه مختلف المعالجات وأهدرت الطاقات دون جدوى وكان من الطبيعي ان يلجأ أهل المريض بمريضهم إلى التطبيب( الشعبي) بعد أن أتعبهم التنقل بين العيادات الفارهة وأضاعوا وقتهم وأموالهم في لجة آخرى من فساد آخر.
إن هذه الورقة لا تدعي إنها تقدم الحلول السحرية ولكنها مجرد إشارة الى مصدر من مصادر هذا الوباء ليس إلا، فهنالك الكثير في تراثنا الشعبي من الأمثال التي تبرر الفساد الإداري أو على اقل تغري به، وكما سلف فهذا لا يعدو إن يكون مجرد إشارة وكما يقول المثل( الحر تكفيه الإشارة )



#كامل_دود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامل دود - توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري