أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:22
المحور:
الادب والفن
واأسفاه
صرتُ أنتقلُ من حرفٍ إلى حرف
ومن نارٍ إلى نار.
*
يا سيدة النون
رفقاً بنفسكِ، رفقاً بي
فلقد عبرتُ حاجزَ الخوف
وعبرتُ حاجزَ الحرمان
إذن، لم يبقَ سوى حاجز الموت!
*
نقطتكِ وسعتْ ثواني أيامي
وهلالكِ وسع يقظتي ومنامي
كيف، إذن، أفكّر فيكِ وأنتِ فيّ ؟
*
لأول مرّة أنتبه إلى كنوزكِ التي تسير
رأيتها بحاجبي الذي يبصرُ الماوراء
ورأيتكِ وقد رأيتِني وأنا أرى
فأسرعتْ كنوزكِ تتحرّك
في بهجةٍ وقلقٍ وغموضٍ عظيم.
*
واأسفاه
كيف أستطيع أن أحبّكِ وأنت على هذا النحو:
قارب احتضن الشمس وأعلن أن الدنيا
بين يديه؟
واأسفاه
كان كلام القارب صحيحاً!
*
يا سيدة النون
أرجعتِ قلبي إلى الصبا
وأرجعتُ قلبكِ إلى الطفولة
فوقفتُ ورأيتُ الذئب ينتظرُ طفولتي
والثعلب ينتظرُ صباك.
*
أفرحُ أن أكتب لكِ أو إليكِ أو عنك
حرفاً أو فارزةً أو نقطة
أفرحُ وأعرفُ أنّ فرحي
لا يقودني إلاّ إلى السعير.
*
كلمة منّي تفسدُ هدوءكِ المصطنع
إشارة منكِ تلقي عليّ القبض
كلمة منّي تخدشُ زجاجَ روحك
إشارة منكِ ترميني بالرصاص.
*
يا للهول
كيف يجسرُ الألفُ المتصعلك
أن ينظرَ إلى إمبراطورة النون؟!
*
حقاً لا أعرفُ ماذا يحدث لنا
أنا أسبح في بحرٍ لا أعرفه ولم أره من قبل
وأنتِ تسبحين في شيء لا تعرفينه
أهو ماء أم رمل أم هواء!
*
أيتها الكاف
لا ملجأ إلاّ إليك
أنتِ ألقيتِ في قلبي محبّة النون
فاحرقي النون بمحبّتي
أو قودينا – وأنتِ الرحيمة – إلى أعالي الأنهار.
*
كلّ ليلة أقفُ أمامكِ أيتها الكاف
لأعلن لكِ نشيد دعائي هذا
وبمجرد أن أضع القلمَ على المنضدة
سأقوم أمامكِ لأنزع عنيّ قلادة الوسواس وقلادة الحرمان
وأبكي كصوفيَّ عرفَ الخلاص
ففرحَ وفرحَ وفرحَ حتّى أرداهُ الموتُ عاشقاً
عرفَ الخلاص: أن لا خلاص!
*
من جديدٍ أقفُ أمام بوّابة الموت
لأعلن أن اسمها بوّابة الحبّ
أصرخُ باتباعي فأراهم يؤيدونني مشفقين
ويبتسمون لي مشجّعين وهم يرون صرخاتي
تسقطُ على الأرضِ طيوراً ميتة
وحين أرفعُ بصري إلى أعلى
يستغل أتباعي الفرصة فيبكون.
**********************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟