حقائق مؤلمة

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 09:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

خمس سنوات عجاف مرت بعد خمس وثلاثين عجاف ، شهد الشعب فيهما شكل الجفاف ، وشد الاحزمة لاخر خرم فيها على بطنه وهو يجاري الحيطان ليسلم على ماتبقى من ابنائه خوفا من التغييب في السجون والمعتقلات ، وربما التغييب الابدي الى يوم يظهر المهدي المنتظر وهي هواية الكثير من مسؤولي النظام السابق في امضائها على المعارضين او المناهضين لسياساتهم ..
خمس سنوات منذ سقوط النظام في العراق وبدء مرحلة جديدة من التركيبة الكيميائية في السياسة العراقية ، حكومات متعاقبة من كل القوميات والمذاهب والملل ، وصناديق انتخاب طوعية لايقف على فتحاتها رجال الامن الذين يراقبون عن قرب حركة يديك او همهمات شفاهك ...
خمس سنوات من الديمقراطية والمسيرات الاحتجاجية والكتابة على الحيطان ، يسقط ذاك ويعيش علان ، عاشت الصورة ولتسقط الصمونة ، وداعا للزيتوني واهلا بالسواد الذي يخيم على كل ارجاء المعمورة ، بالروح بالدم نفديك ( أياً كان ) .... و ملايين الشعارات البراغماتية والعاطفية والسيميائية ..
خمس سنوات مرت ومازالت مشاريع الاعمار تسير على ظهر سلحفاة ، فالابنية المدمرة مازالت على حالها ، والمعامل والمصانع مغلقة الابواب وعمالها آوتهم الارصفة ، لم يتركهم الوطن للضياع ، فللوطن ارصفة حديثة مرصوفة بالشتايكر الملون كسحنة العراقيين ( الاسمر والاحمر والاشقر والاصفر ) والنوم عليها يعادل النوم في فنادق الخمس نجوم التي كان ينام فيها ساستنا يوم كانوا يعارضون النظام ويتاجرون بمآسينا وجراحاتنا وعذاباتنا ...
يوم كنا ننام على الارصفة ، وهم ينامون على اسرة الضغط العالي ، ولااقصد هنا ( الكهربائي ) كي لايتهمني البعض بأني اجاري و( اتلوق ) الى وزارة الكهرباء ، ، ويوم كنا نأكل النخالة وزاودنا الحيوانات على غذائها والمعارضة تضرب بالثريد وتلقي في سلة النفايات مانتحسر عليه من شدة الجوع .....
فأرصفة المثقفين الجياع كانت اكثر من ارصفة الفقراء في العراق الذي يئز من تحت اقدام ابنائه بين كل متر ومتر بئر نفطي يكفي لمعيشة دولة كاملة بحجم دول الخليج ( العربي والفارسي ) واذكر هذه التسمية المزدوجة ارضاءا لكل الكتل السياسية لكي لايتهمني احد بأني عروبي او صفوي ولاني ( ديمقراطي ) مئة بالمئة اترك الخيار للشعب ليصنف شكل الخليج الذي نجهل هويته القومية والوطنية ....
منذ ان سقط الصنم وانكسرت العصا الغليظة التي تركت اثارها على ظهورنا باشكال شتى ، حروب وحصارات وبهلوانيات وعنتريات وخطابات فاشوشية ، ونحن نواصل مسيرة الصمود وشد الاحزمة والدخول في الانذارات العسكرية والسياسية والاقتصادية ....
كل حكومة تتعكز على اخطاء سابقتها وتلقي باخطائها على وريثتها الشرعية واللاشرعية .. ولاندري في اية ساعة ( ضوئية ) ستحل مشكلة العراقيين مع الازمات ، السياسية والاقتصادية والعاطفية ، ومتى ينهي الساسة صراعهم الدائم على الكراسي من اجل ان ينتبهوا الى هذا الشعب الذي اتعبته الحروب والمصائب والنوائب ...

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات