أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقبة البطاح - الخزف .. في الاسلام














المزيد.....

الخزف .. في الاسلام


عقبة البطاح

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 08:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يعتبر فن الخزف من أهم الحرف الفنية التي مارسها الفنان العربي منذ أن توطدت علاقاته بالإسلام في مختلف البلاد العربية ,وذلك لان الخزف حقق فكره الحضارة الاسلاميه في جوانب متعددة, ومن الأمر المسلم به ,أن روح الإسلام السمحة ألاشتراكيه لا تتمشى مع الترف واستعمال الخامات الغالية كالذهب والفضة,ولذلك اقبل الفنانون المسلمون وخاصة العرب منهم ,على فن الخزف اقبلاً عظيماً واستطاعوا أن ينتجوا خزفاً على مستوى عالي في قيمته الفنية,ولم يكتفوا بذلك ,بل وصلوا إلى أن يكون إنتاجهم الخزفي في الاوانى والتحف المختلفة يصلح من حيث الفخامة والجمال لان يكون بديلاً لاوانى الذهب والفضة ,وذلك باستعمالهم للبريق المعدني الذي يعتبر صفه خاصة انفرد بها الخزف الاسلامى.
وقد تعددت أساليب إنتاج الخزف, كما تعددت الزخارف التي يحلى بها هذا الإنتاج , فاستعمل الرسم الألوان تحت الطلاء الزجاجي الشفاف, كما استعمل التذهيب فوق الطلاء , وكذلك الحفر والتخريم وآلمينا فضلاً على البريق المعدني.
ولا شك أن الدقة والمهارة الفائقة في عمل الرسوم والزخارف المختلفة على الاوانى بالفرشاة مباشره في ثقة وسيطرة وتحكم, تدل على انه كان يعمل في مراكز الخزف فنانون متخصصون في الرسم والحفر, يقومون بزخرفة هذه الاوانى طبقاً للتقاليد الاسلاميه في النزوع نحو التجريد والتبسيط واغناء السطح المطلوب زخرفته بوحدات متنوعة دون الاهتمام بمطابقة الشكل الطبيعي , وهو نفس الاتجاه الذي نلاحظه في زخارف النسيج والمعادن والخشب ..... وهكذا.
وقد شمل الخزف جوانب متعددة من احتياجات الناس اليومية,سواء إن كانت هذه الاحتياجات خاصة أو عامه, فقد صنع الفنان المسلم بلاطات الخزف على أشكال مختلفة لكسوه الجدران ,وكذلك بعض المحاريب والفناجين والأقداح والكؤوس والصحون والسلاطين والأكواب والقوارير والأباريق والازيار والمسارح .
وقد تقدمت صناعه الخزف في العصور الاسلاميه تقدماً عظيماً,منذ إن فتح المسلمون أقطارا كثيرة,ذات تراث عريق في مجال هذا الفن وخصوصاً إيران والعراق ومصر والشام,وتم أنشاء المدارس الفنية في عهوده المزدهرة,ودب الانتعاش في كافه مرافق الحياة.
ومما يميز هذا العصر الروح المقدسة التي اقتضتها الحكمة الاسلاميه في نشر العقيدة الجديدة, بنبذ عباده الأصنام ,مما دفع الفنان المسلم أن يغطى تماثيله وصوره الادميه والحيوانية, بشبكه من الزخارف الرائعة الجمال التي من شأنها إن تعيد صياغة العمل,وتخرجه عن طبيعته الادميه والحيوانية, فجناح الطائر يتحول بقدره ابتكاريه إلى فرع نباتي أنيق!!
ولم يكتف الفنان المسلم بزخارف الأرابيسك المعروفة,بل اقتبس كثيراً من الوحدات الزخرفيه من الفن الصيني,حيث كانت معظم أقطار الامبراطوريه الاسلاميه تستورد كميات كبيرة من الخزف الصيني العريق, وهذا ما اكدته تنقيان حفريات البحث الاثرى في الفسطاط وسامراء وغيريهما من مراكز الإنتاج الفني في عهود الإسلام المختلفة.
وقد قامت نهضة اسلاميه في صناعه الخزف في بداية القرن التاسع الميلادي/الثالث الهجري, ويرجع المؤرخون سببها ,إلى التحف الخزفية التي استوردها الخلفاء العباسيون من الصين في عهد أسره تانج, والتي حكمت الصين ما بين 618هـ/908م , وقد أجاد الفنانون المسلمون تقليد هذا النوع من الخزف لدرجه انه يصعب بل يستحيل أحيانا التمييز بين ما هو أصلى من الصين وما هو محلى اسلامى, فقد ابتكر المسلمون الاوانى الخزفية ذات البريق المعدني لتكون بديلاً للاوانى الذهبية والفضية التي حرم الإسلام استعمالها,وهذا الخزف ذي البريق المعدني هو فن اسلامى خالص, وانتشر هذا النوع من الخزف في باقي أنحاء الامبراطوريه الاسلاميه, وخاصة في مصر, حيث عثر بين أطلال الفسطاط على عدد وفير منها ترجع إلى العصر الطولوني, كما اشتهر إقليم جاروس الايرانى ,وكذلك إقليم خراسان بإجادة هذا النوع من الخزف , وتميز بزخارف العناصر الحية والكتابة في نقوشه الاسلاميه, كما انتشر الخزف في مصر في العصر الفاطمي وتعددت موضوعاته الزخرفيه, حيث انفردت زخارفها برسوم تشكيلات من الأرابيسك الرائعة , ممتزجة بالخطوط والكتابات ورسوم الحياة الشعبية المصرية كموضوعات متكاملة , تتوسطها في بعض الأحيان صور لشخصيات معروفه في الحياة العامه.
وقد تعددت أساليب صناعه الخزف وأساليب زخرفته أيضا , وتعددت أيضا أنواع الخزف في كافه العصور الاسلاميه, خاصة في العصر العباسي والفاطمي ....



#عقبة_البطاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التأني السلامة
- مدينة قازان
- الاسرار الحقيقية وراء استقلال كوسوفا
- الأم بين الحضارة و المدنية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقبة البطاح - الخزف .. في الاسلام