أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى العبد الله الكفري - المرأة وظاهرة العنف















المزيد.....

المرأة وظاهرة العنف


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


 تعد ظاهرة العنف الذي تتعرض له المرأة من الظواهر العالمية ،فهي موجودة في كل المجتمعات البشرية وعلى مر العصور ، الغنية منها والفقيرة المتقدمة والمتخلفة ، بالرغم من شعار المساواة بين الرجل والمرأة المطروح في الدول المتقدمة  لا تزال هذه الدول تعيش بعض حالات العنف ضد المرأة . وربما يعود سبب هذه الظاهرة إلى العنف الإنساني بشكل عام ، والنظرة الدونية (اللا إنسانية ) التي يؤمن بها الرجل تجاه المرأة. في حين قال تعالى: ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ). ([1]

    يمكننا تعريف العنف الذي تتعرض له المرأة على أنه :أي عمل أو تصرف عدائي مؤذ أو مهين تتعرض له المرأة وبأية وسيلة كانت، لكونها امرأة ،ويخلف لها معاناة مباشرة أو غير مباشرة أو ألم جسدي أو نفسي ، أو النيل من كرامتها وشخصيتها، أو الانتقاص من إمكانياتها الجسدية أو الذهنية . ويتراوح العنف بين الإهانة بالكلام والضرب المبرح حتى القتل . ويمكننا تحديد وسائل العنف المتبعة وفقا لما يلي :

- الخداع أو التهديد ،

- الاستغلال الجنسي ،

- التحرش أو الإكراه ،

- العقاب أو الضرب ،

- إجبارها على البغاء .

    وينقسم العنف الموجه ضد المرأة إلى نوعين :

(1) عنف ظاهري ، وهو عبارة عن العنف اللفظي الذي تتعرض له المرأة في كل الأماكن ، أو ضرب الأزواج لزوجاتهم ،وهو من أكثر أنواع العنف المسلط على النساء .

(2) عنف مخفي يتمثل في الممارسات الاجتماعية التي تكون فيها المرأة ضحية دون وعيها .

ويمكن أن يمارس العنف ضد المرأة من قبل الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات بشكل منظم أو غير منظم . ([2]

لجوء الزوج لضرب زوجته:

    يشير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى حق الرجل والمرأة في الزواج متى بلغا سن الزواج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله .([3]

    والزواج عقد شرعي للنكاح أي اقتران شخصين ذكر وأنثى ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) ([4] بالشكل الذي تنص عليه قوانين المجتمع وتجري عليه عاداته،فتترتب عليه بينهما حقوق وواجبات . وهما الزوجان(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون)([5] وهو الزوج وهي الزوجة ويدعى الزوجان معا القرينين المتزوجين .وتختلف قوانين الزواج وعاداته باختلاف المجتمعات.

    أكدت دراسة حول وضع المرأة في إحدى الدول النامية ،شملت أكثر من سبعة آلاف امرأة متزوجة في سن يتراوح بين  15 و49 عاما ، أن أكثر من 35% منهن قد تعرضن للضرب من أزواجهن،مرة واحدة على الأقل.ومن أهم الأسباب التي أدت إلى قيام الزوج بضرب زوجته :([6]

1 - رفض الزوجة معاشرة الزوج ،

2 - في حال ردت الزوجة بلهجة لا تعجب الزوج ،

3 - إذا ما تحدثن إلى رجال آخرين ،

4 - إذا أهملن أطفالهن ،

5 - إذا أسرفن في المصروف (حتى إذا أحرقن الطعام ) .

ويرى البعض (ومنهم بعض النساء) أن السبب الرئيسي لتعرض الزوجة للضرب هو الزوجة نفسها، عندما تتمرد على الزوج أو تخرج عن طاعته وتهمل أطفالها وتعزف عن معاشرته، أو تسرف في الإنفاق على نفسها أو على أسرتها، أو تقوم بخيانة زوجها (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إن ا لنراها في ظلال مبين) .([7] وهذا يعني إلقاء المسؤولية على كاهل المرأة الضحية . وفي معظم الدول تلجأ بعض النساء المعنفات إلى الصمت خوفا من الفضيحة أو العائلة أو من المجتمع الذي يجبرهن على تحمل العنف والسكوت.

    وتعتقد نسبة عالية من النساء (وصلت إلى 86%  في العينة المذكورة) أنه يحق للزوج أن يضرب زوجته لسبب واحد أو أكثر من الأسباب الواردة أعلاه . وكلما قل سن المرأة المتزوجة كلما اعتبرت الضرب طبيعيا وبخاصة في سن يتراوح بين 15 و 19 عاما  . فقد ذكرت نسبة من النساء تصل إلى 69% أنه من الطبيعي أن يتعرضن للضرب من أزواجهن إذا ما رفضن معاشرة الزوج ، أو ردت الزوجة على زوجها بلهجة لا تعجب الرجل .

    وتتفاوت شدة ضرب النساء فالبعض منهن أصبن بجروح واحتجن إلى علاج طبي ، والبعض طلبن مساعدة الجيران أثناء الضرب. ويبدو أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للزوج كلما انخفضت درجة العنف التي يعامل بها زوجته . وبذلك تنخفض نسبة النساء اللواتي يتعرضن للضرب بين المتعلمين .

نصت معظم التشريعات في الدول العربية على حق المرأة في اختيار زوجها وهذا الحق مستنبط من أحكام الشريعة الإسلامية ، ويتفق مع العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية الذي ينص على ما يلي : (لا ينعقد أي زواج إلا برضا الطرفين المزمع زواجهما

رضاء كاملا لا إكراه فيه ). ([8] وفي موضوع اختيار الزوج فقد أوردت الدراسة أن 77% من نساء العينة لم يخترن أزواجهن، إلا أن 70% منهن أكدن أنهن استشرن وكان بإمكانهن رفض العريس المرشح . ومن بين النساء اللواتي لم يخترن أزواجهن ،أكدت نسبة 44,3 % منهن عدم رؤيتهن للزوج قبل الزواج ونسبة 31,4 أنهن التقين به قبل الخطبة ونسبة 24,3 بعدها.

    وترى معظم النساء من حق الزوج أن يطلقهن في إحدى الحالات التالية :

1 - في حال خيانتها لزوجها ، أو عدم إطاعته ،

2 - إذا أهملت أو ضربت أطفالها ،

3 - إذا أهملت عملها المنزلي ،

4 - إذا لم تبد الزوجة احتراما لأهل الزوج ،

5 - إذا كانت الزوجة عاقرا ،

6 - إذا تحدثت مع رجل آخر .

    وقالت الغالبية العظمى من المتزوجات أن أزواجهن يسمحون لهن بالخروج وحدهن في المنطقة المحيطة بالمنزل ، أو إلى السوق والمستوصف الصحي في الحي ، أو إلى زيارة الأقارب والأصدقاء . مع العلم أنه ليس من حق الزوج منع زوجته من الخروج لعذر شرعي أو ما جرى عليه العرف مما ليس فيه الإخلال بالعرف ولا بواجباتها نحوه وعلى الأخص الخروج في إصلاح مالها أو أداء وظيفتها . ويعتبر عذرا شرعيا للمرأة خدمة والديها العاجزين وليس لهما من يقوم بخدمتهما.

                                                      الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

                                                         جامعة دمشق – كلية الاقتصاد

[email protected]

------------------------------------------------------------------------------

([1])-سورة آل عمران /42 .

([2])-واقع المرأة العربية ، دليلة بن مبارك ،المجلة العربية لحقوق الإنسان ،العدد 2 لعام 1995 ص 145 . 

([3])-المادة (16/1) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .

([4])-سورة النجم /45.   

([5])-سورة النحل /72  .

([6])-جريدة السفير ، العدد         ص 24 .

([7])-سورة يوسف/30 .

([8])-الفقرة الثالثة من الفصل 23 في العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية .



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون البحثي بين الجامعات العربية والجامعات الأوروبية في م ...
- الإصلاحات الاقتصادية والتحول إلى اقتصاد السوق في الدول العرب ...
- إعداد الاقتصادات العربية لمواجهة السوق الشرق أوسطي
- الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول العربية على طريق العمل الاقت ...
- جامعة الدول العربية ومسيرة العمل الاقتصادي العربي المشترك
- الدول العربية الإنجازات الاقتصادية والتحديات
- تفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك
- التكامل الاقتصادي بين سورية ولينان
- المنظمات التعاونية في الوطن العربي
- سياسات الاستثمار في البلاد العربية
- مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية
- ملامح المستقبل أو خطوط الأفق
- جامعة الدول العربية الأهداف والمبادئ
- التنمية المستقلة في الوطن العربي
- الإشارة إلى محاسن التجارة للشيخ أبي الفضل جعفر بن علي الدمشق ...
- الشراكة الأوروبية المتوسطية
- التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية
- وضع برنامج وطني لتحديث الاقتصاد السوري - 1
- قضايا حول السكان والتنمية في الوطن العربي
- التطورات التشريعية التي شهدتها الجمهورية العربية السورية مع ...


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى العبد الله الكفري - المرأة وظاهرة العنف