أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مصطفى محمود - خصخصة التعليم ..ومستقبل الفقراء














المزيد.....


خصخصة التعليم ..ومستقبل الفقراء


مصطفى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رغم الرفض الشعبى لسياسات الخصخصة التى تطبقها حكومة رجال الاعمال ورغم التعبير القوى عن هذا الرفض فى صورة اضرابات واعتصامات ومظاهرات ضد مشاريع الخصخصة..الا ان الحديث عن خصخصة قطاع هام كالتعليم يثير جدلا واسعا بين الناس فاكثرهم فى حيرة هل خصخصة التعليم فى صالحهم ام لا ؟ وربما ترجع تلك الحيرة الى طبيعة هذا القطاع الحيوى فالتعليم ليس خدمة مادية ، مثل السلع المدعومة او خدمات الطاقة والمياة بل هو رسالة تربوية وخدمة كل الناس فى حاجة اليها الاغنياء والفقراء على السواء ..ولكن الجميع مسؤلين واهالى وطلاب يتفقون على ان هناك ازمة فى التعليم ولكن توصيف تلك الازمة يختلف باختلاف رؤى المهتمين بالتعليم . وعادة ما يدافع المسؤليين عن مشروع خصخصة التعليم بادئين بالمشاكل الاتية ، هناك الكثير من الجامعات الحكومية لا تحصل على خدمات اساسية ، الطلاب يعانون من الزحام فى المدرجات ، مستوى التعليم متدنى للغاية ، ويختمون هذا كلة بالكلمة السحرية ...لا توجد موارد كافية للانفاق على تطوير التعليم ...وما ان يقتنع احد بتلك الكذبة حتى يسارعون بتقديم الحل ..بيع الجامعات الحكومية للمستثمرين حتى يتم تطويرها ويستلزم ذلك بالطبع تحرير اسعار الكتب الدراسية ومصاريف الجامعة وعدم الالتزام بسقف لما يدفعة الطلاب فى الجامعات. ، استاء الطلاب الاكثر فقرا من هذا المشروع فكما يبدوا انة لا مكان فى اطار هذا التعليم الراقى لهم ، فالاهالى الذين يعانون من مصاريف تصل فى المتوسط من 700 الى الف جنية بالاضافة لاسعار الكتب بالتاكيد لن يستطيع ابنائهم دخول الجامعات مرة اخرى. ونظرا للانتقاد الحاد الذى وجة محدودى الدخل لهذة الرؤية الصريحة والواضحة لخصخصة التعليم اضطر المسؤلين للتراجع عنها لفترة ، ولكن ولكن ضغط البرجوازية السياسى والاقتصادى وحماسها فى تطبيق سياسات السوق لم تسمح لهم بالتراجع لفترة طويلة. ومن ثم بدأت الحكومة فى الحديث عن مشروع جديد وهو قانون الجودة والاعتماد ..ومنطقها فى هذا المشروع كما يلى : حسنا اذا كانت خصخصة التعليم لا تناسب الفقراء فنحن لن نتخلى عنهم ولكن فقط سننشأ اقسام خاصة ومميزة داخل الجامعات فى كل كلية وستكون تلك الاقسام المميزة ملحق بها معامل متطورة ومدرجات متاحة لعدد اكبر ومناهج واساليب تعليمية ارقى ، وستكون مصاريفها مرتفعة للطلاب القادرين عليها . وكما نرى فان الحكومة لدى حلها لمشكلة التعليم لم تقدم جديدا بالنسبة للفقراء وفى الواقع لم تتخلى عن مضمون خصخصة التعليم و، ولكن طرحتة تحت مسمى مهذب لا يثير حفيظة الفقراء قانون الجودة والاعتماد . ونستطيع ان نلاحظ بسهولة ان مشروع الحكومة بنظام تعليمى على درجتين، عادى - مميز هو التعبيرالثقافى الاوضح لسياسات الخصخصة التى تنفذها الدولة فى الصناعة والزراعة وكافة المجالات الاخرى، فقد نتج عن هذة السياسات ارتفاع مستوى المعيشة وطرد الالاف من العمال والموظفين من القطاع العام مما ادى الى تكوين جيش ضخم من العاطلين عن العمل وفى القلب من هؤلاء الخريجين بالتعليم (العادى) . وبالطبع لن يصبحوا اكثر من عمالة رخيصة لرجال الاعمال ومشروعاتهم ولذا فمن الكافى ان يكونوا ملمين بالقراءة والكتابة او الحد الادنى الذى تحتاجة البرجوازية من العمال والموظفين لديها ، اما الاقسام المميزة فهى للصفوة من ابناء الاغنياء الحاصلين على التعليم المميز وقطعا لن يصبحوا شغيلة ولكن مديرين وخبراء وفى المناصب المرموقة فى المنظومة الاقتصادية . وكما نرى فالمشروع سوف ينتج عنة المزيد من تركيز السلطة الاقتصادية والسياسية للبرجوازية فى مقابل سحق العمال والموظفين الفقراء وعبيد العمل المأجور .ولن يصبح التعليم بعد الان فرصة للارتقاء بالمستوى الجتماعى لان المشروع الجديد سيكرس حكم الاقلية ونفوذها ، فابناء الفقراء رغم دخولهم الجامعة ولكن بخدمة التعليم الرديئة لن يستطيعوا منافسة خريجى الاقسام المتميزة فى سوق العمل. بالاضافة الى ازدياد نسبة التسرب من المراحل التعليمية. ، كل هذة العوامل ستساعد على وضوح الانقسام الطبقى فى المجتمع وكلما اخذت البرجوازية تستأثر بكل الحقوق الادبية والسياسية كلما انارت الوعى الشعبى بحقيقة الصراع الطبقى الدائر، نحن نعلم الان ان مشروع الدولة فى خصخصة التعليم وتطويرة لن ياتى الاعن طريق حرمان الالاف من الطلاب من التعليم ، و على حساب اكثر الطبقات الاجتماعية فقرا



#مصطفى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدوين ...ومستقبل الاعلام الشعبى
- ازمة اتصالات ام ازمة مقاومة ؟
- الختان ....وتهافت اليسار
- اليسار واشكالية الاسلام السياسى
- لا تراجع عن اضطهاد المعارضين
- لماذا يحتاج النظام للتعذيب؟
- مادة الدين الاسلامى الاجبارية
- دعوة لالغاء مادة الدين
- عن المثلية
- فى لزوم بناء الكنائس
- العلمانية والبديل
- ايار مجيد
- عندما يكون الدين افيونا


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مصطفى محمود - خصخصة التعليم ..ومستقبل الفقراء