|
على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 06:42
المحور:
القضية الفلسطينية
حماس في ورطه، والسلطة في ورطة اكبر، لكن الفرق بين الورطتين ان الاولى ورطة موت والثانية ورطة حياة . قد يبدو للبعض ما نقوله انه انحياز سافر لفتح وعداء سافر لحماس وانه نوع من التشفي والتحريض الذي لا يؤدي الى تحقيق ما انعش الامال الفلسطينية الشعبية بالخروج من الحالة الماساوية.
هناك العديد من المشاكل في العقل العربي منذ 1400 سنة وقبلها 1400 سنة اخرى, ومنها العقلية التي تقول بالبلدي (بالمنيح بتشلحني قميصي اما بالعند او العناد لا بتاخد لا حق ولا باطل) وحده معاوية بن ابي سفيان باني الامبراطورية العربية خرج عن هذا النموذج فقال (لو كان بيني وين الناس شعرة لما انقطعت سألوه كيف قال اذا شدوها ارخيتها واذا ارخوها شددتها).
وعقلية قادة فتح وحماس كما هي عقليتي وعقلية قاريء هذا المقال هي العقلية الاولى عقلية (تشليح القميص) وتروى قصص التاريخ والاحاديث المتواترة ان عدد المسلمين ازداد فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب وضاق بهم المسجد فاشتري عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب عم الرسول (صلعم) وحجر أمهات المؤمنين . فقال عمر للعباس : يا ابا الفضل إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع بها علي المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها و أما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين. فقال العباس : ما كنت لأفعل، فقال له عمر : إختر مني إحدي ثلاث ،إما ان تبعنيها ، وإما ابني لك غيرها من بيت مال المسلمين ، وإما أن تصدق بها علي المسلمين . فقال العباس :لا ولاواحدة منها ، فقال عمر : اجعل بيني وبينك من شئت. فقال: أبي بن كعب . فانطلقا إلي أبي فقص عليه القصه ، فقال أبي: إن شئتما حدثتكما بحديث سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن الله أوحي إلي داود عليه السلام أن ابن لي بيتا أذكر فيه فخط له هذه الخطه خطه بيت المقدس فإذا تربيعها بيت رجل من بني إسرائيل فسأله داود أن يبيعه إياها فأبي فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحي الله إليه أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وأن عقوبتك ألا تبنيه. قال: يا رب فمن ولدي ؟ قال : من ولدك".قال فأخذ عمر بمجامع ثياب أبى بن كعب وقال: جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه، لتخرجن مما قلت.
فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيهم أبو ذر فقال: إنى نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يذكر حديث بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا ذكره.فقال أبوذر : أنا سمعته، وقال آخر:أنا سمعته يعنى من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :فأرسل عمر أبيا،وأقبل أبى على عمر فقال: يا عمر أتتهمنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر: يا أبا المنذر لا والله ما اتهمتك عليه ولكنى كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا.
وقال عمر للعباس: اذهب فلا أعرض لك فى دارك. فقال العباس: أما إذ فعلت فإنى قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها عليهم فى مسجدهم. فأما وأنت تخاصمنى فلا. هذه هي اخلاق العرب (بالمنيح خد اللي بدك اياه ) باللهجة الفلسطينية. لذلك عندما تحدث عباس بلهجة ناعمة نسبيا واسقط كلمة الانقلاب من خطابه استجابت حماس على الفور. فليفرح الفلسطينيون فسوف تشهد الايام المقبلة لقاءات واجتماعات وقبلات وابتتسمات وضحكات ، لكنها للاسف لن تجدي نفعا ولن تحقق المنشود باعادة ما يسمى بالوحدة الوطنية. ايضا سيتهموني البعض بالتشاؤم واشاعة الياس والاحباط وسيخرج احد المتحزبين لاحزاب التخلف ليقول (يا رجل تفائلوا بالخير تجدوه) لكن الحقيقة اكثر مرارة مهما حاول البعض ان يرشها بالسكر وروح الامل والتفاؤل . الحقيقة تقول ان كافة الاطراف الفلسطينية والعربية والاسرائيلية والامريكية لن تسمح ابدا حتى لو ابيد نصف الشعب الفلسطيني بان تقام جمهورية طالبان بفلسطين بقيادة حماس او اي حزب ديني ليس لان في ذلك خطرا على اسرائيل بل على الانظمة العربية ايضا ، وهناك تحالف عالمي يضم دولا اكثر من تلك التي تجمعت لطرد صدام من الكويت يقف في مواجهة حماس وهذا التحالف رفض حتى اعطاء حماس هدنة او تهدئة لالتقاط الانفاس. ولذلك فان الورطة التي تعيشها حماس هي ورطة موت ، فحماس في مرحلة النزاع، بينما ورطة فتح هي ورطة حياة لانها مرتبطة بعلاقات وشيجة برنامجيا واهدافا استراتيجية وتكيكية مع من يمتلك موازين القوى ويقود التحالف الدولي لوقف المد السياسي الديني وتحطيمه. فمشكلة فتح والسلطة هي ورطة اخلاقية لا اكثر ولا اقل وهي كيفية تخريج مشروع الدولة التي انتزعت منها القدس وشريط نهر الاردن ويخترقها جدار الفصل العنصري . وبالطبع نسيان عبارة حق العودة بل وعبارة النكبة كما طالبت ليفني مؤخرا. وهناك قطاع عريض بفتح وباوساط الفلسطينيين يتمنى اي حل باي ثمن واسرائيل تدرك ذلك تماما ، فعندما تكون القيادة ضعيفة الى الحد الذي لا تستطيع فيه حتى ترتيب خطابها الاعلامي، فان من الطبيعي ان تنتزع منها اكبر قدر من التنازلات لان المسالة ليست اخلاقية حتى يقال "الضرب بالميت حرام". وسط هذه الاوضاع (الورطتين) جاء الخطاب الناعم للرئيس ، فجائت ردود حماس اكثر نعومة. في نفس الوقت تشير المعلومات العلنية وتلك التي تسربها وسائل الاعلام الى انتهاء الاستعدادات العسكرية والسياسية للانقضاض على غزة لتحجيم حماس واجبارها على بيع دارالعباس بن عبد المطلب لتوسيع المسجد. لذلك ومن منطلق التقدير الكبير لمناضلي حركة حماس وحفظا لارواح الناس وممتلكاتها ، ولابقاء ولو شعلة صغيرة مضيئة في سماء التصميم الفلسطيني على استرجاع كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني فان ذلك يتطلب من حماس وخصوصا من يعتبروا انفسهم محللين وخبراء وعلماء سياسة ودين ان يتواضعوا قليلا فلاسسلام لفتح افضل الف مرة من الاستسلام لاسرائيل. والمسالة واضحة تماما على قادة حماس ان يقرروا اما ان يتراجعوا خطونين للخلف ويستظلوا بجناح فتح والانظمة العربية المعتدلة ويقبلوا بالبرنامج المعلن على الاقل علنا ، او انهم للاسف سيواجهوا الة العدو الصهيوني بكل جبروتها ولن يجدوا احدا معهم ، وفي الخيار الثاني نوعا من الجنون والانتحار.
بيعوا داركم للخليفة محمود عباس وبسرعة افضل من ان ياخذها منكم عنوة اولمرت او تسيفي ليفني او باراك. فاذا اشتراها الخليفة الفسطيني ستظل لكم ، اما اذا اخذها العدو الصهيوني فستخرجوا من المولد بلا حمص. ولا يحق لاي طرف ان يتشدد في مواقفه لان الحال ينطبق عليها المنثل القائل (عيان بيشحد من ميت). الحل فقط باتباع منطق الخليفة معاوية بن ابي سفيان.
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
-
تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
-
شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
-
الجن خطفوا الاولاد
-
في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
-
انت دائما معي
-
سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
-
احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
-
الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
-
الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر
-
احتفالات زائفة في بيروت احتفاء بتاجيل الصراع لا الغائه
-
هل يستطيع التميمي من لندن اقصاء فتح
-
سمعت الآف الآهات
-
رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية
-
الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية
...
-
احبك كما تشائين
-
لا تبحري في عيوني
-
نتائج مؤتمر الدوحة - هدنة هشة قائمة على اتفاق غامض تمهيدا لج
...
-
في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال الفلس
...
-
الانتخابات الكويتية – ديمقراطية تحت السيطرة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|