|
الفنانة شوقية العطار:كانت أغنياتنا سلاحا بوجه النظام القمعي المباد
مازن لطيف علي
الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:32
المحور:
مقابلات و حوارات
صوت غنائي عالق في الذائقة والذاكرة العراقية الذي يتذكرها الجمهور العراقي بأغنية "ياعشكنا" بالاشتراك مع الفنان فؤاد سالم واغنية (خيوه بنت الديرة) صاحبة الصوت البصري انها الفنانة المتألقة شوقية العطار صاحبة الصوت الشجي المملوء بالحنين قامت بدور البطولة في أوبريت (بيادر خير) في العراق العام 1969، شاركت في اوبريت (المطرقة) في العراق العام 1970، قامت بدور البطولة في اوبريت (أبجدية البحر والثورة) في اليمن العام 1983، شاركت في أوبريت (زنوبيا) في سوريا العام 1990 شاركت في مهرجانات موسيقية في العراق، لبنان، مصر، سوريا، اليمن، ليبيا، الجزائر، المانيا، روسيا، السويد، الدانمارك، النمسا، فرنسا، بلجيكا وهولندا. لديها تسجيلات كثيرة بثت من الإذاعة والتلفزيون في كل من العراق، سوريا، ليبيا واليمن. عضوة في فرقة البصري ومشاركة في كل فعالياتها منذ تأسيسها العام 1976 وحتى الآن. قدمت حفلات غناء منفرد العام 2001 و2002 في هولندا تتغنى بعيدة عن وطنها قصيدة للشاعر الكبير سعدي يوسف يحفظها كل العراقيين على ظهر قلب: كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس والصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس وكان لنا معها هذا الحوار: * هل تحدثنا الفنانة العراقية صاحبة اجمل صوت عن بداياتها وكيف دخلت الفن؟ - بدءاً، اشكرك على إطرائك، اما عن بداياتي فكانت في النشاطات المدرسية بالمرحلة الابتدائية بعدها شاهدني الفنان حميد البصري وانا أغني على المسرح اغنية انفرادية ضمن نشاطات مدرسية ايضاً، ويبدو أنه أعجب بصوتي فعرض علي بعد فترة قصيرة، وبالذات العام 1958 بعد ثورة تموز الخالدة، أغنية عن ثورة تموز وقائدها الخالد عبدالكريم قاسم تقول الأغنية: عبدالكريم البطل يالحررت بغداد دولتنا منذ الأزل دولة عرب واكراد قدمت الأغنية على المسرح، وكانت أول لحن للفنان حميد البصري، ثم توالت اتصالاتنا وتوطدت علاقتنا حتى وصلت الى الارتباط العائلي العام 1962، ثم استمر تعاوننا الفني الطبيعي وحتى الآن. * لا تزال أغنية ياعشكنا عالقة ومؤثرة في الوجدان العراقي حتى لحظتنا الراهنة هل هناك اغان جميلة للفنانة شوقية العطار غيبتها اغنية "ياعشكنا"؟ - بالتأكيد، هناك أغان جميلة أخرى، لكن أغنية (يا عشكنا) لها مميزات خاصة بها كونها اغنية ثنائية من جانب، وهو شكل جديد على الأغنية العراقية، وجرى التركيز عليها لحب المستمعين لها. ولو اتيحت لي الفرصة لتسجيل اغنياتي الأخرى لكان لها صدى طيب لدى المستمعين من جانب آخر. وقد اشتهرت بعدها اغنيتي (خيوه بنت الديرة) التي كتبها الفقيد (ابو سرحان) ولحنها الفنان حميد البصري، لكنها لم تقدم في الاذاعة والتلفزيون العراقي بل سرقها (سعدون جابر) وسجلها مشوّهة واشاعها في العراق. والغريب اكثر انه سجلها باسم ملحن آخر، ولم نتمكن من مقاضاته في حينه لكونه قريباً من النظام المقبور ونحن في المعارضة خارج العراق. * ثنائي حميد _شوقية شكل ظاهرة غنائية استثنائية في الشوط الاول من رحلتك الفنية.. ترى اين تفرد شوقية العطار بدون حميد البصري؟ - الفنان حميد البصري ملحن اما انا فمغنية، ولكل منا خصوصيته واختصاصه، ويساعد احدنا الآخر في كل ما يدعم اختصاصاتنا. هو يساعدني بتقديم الالحان وتدريبي على الغناء المتقن وانا اوفر له الأجواء المختلفة التي تساعده على الابداع. ولولا هذا التعاون لما استمرينا بالعطاء والمواصلة طيلة هذه السنين التي زادت عن الثلاثين عاماً. * هل تأثرت بمطربات عراقيات او عربيات واين تجد الفنانة شوقية صوتها بالمطربات العراقيات بمعنى هل هناك مطربة تجدينها قريبة الى صوتك؟ - بداياتي مع الغناء، كأي مبتدئ، بتقليد المغنين الكبار والشائعة أغانيهم، هكذا بدأت بحفظ أغاني ام كلثوم ووردة الجزائرية، ولم يؤثر ذلك على طبيعة صوتي لأني لم أقلد صوتهم بل الألحان التي كانوا يؤدونها. لذلك عندما بدأت بأغان خاصة بي كان لصوتي نكهة خاصة غير متأثرة بأصوات المطربات الأخريات. أما أين أجد صوتي بين المطربات العراقيات، فكل مطربة لها شخصيتها وحضورها ومن غير الصحيح ترتيب درجات متسلسلة للأصوات، فما يميز الواحدة عن الأخرى هو ما تقدمه من مستوى فني راق وممتع ووطني شكلاً ومضموناً. * الجمهور العراقي وفي ظل هذه الاوضاع كيف سيستمع لشوقية العطار؟ وما رأيك بالفضائيات التي تبث الغناء العراقي؟ - لا أدعي الاطلاع الكامل على ما تبثه القنوات الفضائية العراقية لكثرتها، والموقف السلبي لبعضها من الغناء، لكني استمعت لبعض الاغنيات في عدد من الفضائيات العراقية وبعض الفضائيات العربية، والقليل جداً من تلك الاغنيات ذو مستوى جيد شكلاً ومضموناً. وللأسف الشديد، توجد لدينا اغنيات جيدة ومناسبة، يمكن للجمهور العراقي الاستمتاع بها ولكن لا تتوفر الامكانات المادية لتسجيلها صوتاً وصورة، كما لم تبادر الفضائيات العراقية بدعوتنا لتسجيلها رغم اننا لم نطالب بحقوق ذاتية لذلك. * في قناعتي ان العمل الغنائي يحسب لثلاثة مؤلفاً وملحناً ومؤدياً وليس من حصة احد منهم الا تتفقين معي على هذا الرأي؟ - صحيح أن العمل الغنائي يتكامل بتكاتف المؤلف والملحن والمؤدي، لكن التبعية القانونية هي للمؤلف والملحن. * الاغنية العراقية في المنفى كيف تناغمت مع جحيم الداخل؟ - ليست كل الأغاني العراقية في المنفى تتناغم مع الواقع العراقي في الداخل، لكنني، إن اردتني التكلم عن أغاني فرقتنا فنحن ومنذ خروجنا من العراق قبل ما يقارب الثلاثين عاما لم تبتعد اغنياتنا عن الواقع العراقي. ففي العهد الدكتاتوري، كانت أغانينا سلاحاً في وجه النظام القمعي المباد، ويتذكرها المناضلون في الداخل والخارج. اما بعد تحرر شعبنا من ذلك الكابوس الذي جثم على صدورنا ما يقارب الأربعة عقود، بدأنا بانتاج أغان تناسب الواقع الجديد. و رغم كل ما يجري، فالأمل موجود بعراق حر عصري يسوده الأمان والأخوة والبناء والرفاهية. وقد عكسنا كل ذلك بمضمون أغانينا الجديدة. وبتقديري، أن شعبنا ليس بحاجة الى أغان تعكس الواقع المأساوي المؤقت بقدر حاجته الى أغنيات تبث فيه الأمل بالمستقبل السعيد من خلال الوعي الثقافي والاجتماعي والدعوة للعمل والبناء. * الانتماء الفكري للفنان يزيده التزاماً لكن الا تعتقدين انه يضعه ضمن اطار محدود لا يطل على الاخر؟ - برأيي ان الانتماء الفكري للفنان يجب أن يزيده التزاما ً بالشعب وليس بجانب محدد منه، أما من يلتزم باطار محدود فانه يخسر الكثير من الجمهور الواسع، ولهذا لابد للفنان أن يضع في حسبانه أن أغنياته موجهة لكل الناس من دون استثناء، وبذلك يكون فنه موجهاً لخدمة كل الشعب وليس لفئة محددة. * هل لدى الفنانة العطار اغنية جديدة للوطن؟ - لدينا أكثر من أغنية للعراق الجديد بعد تحرره من النظام الدكتاتوري وآخر أغنية لي كتبها الشاعر المبدع (عبدالرضا الأسدي) ولحنها الفنان حميد البصري، ونحاول الآن تصويرها بجهد شخصي بعد أن عجزنا من الاعتماد على الفضائيات مع الأسف الشديد. تقول كلماتها: هلي دجلة تغنيهم ونخل غافي بشواطيه هلي أهلاً وسهلاً حيّوا الخطار بالغيرة العراقية هلي الطيبين طيبتهم سوه يموتون بقبور الجماعية هلي قهوة حمد والريل وهلهولة فراتية هلي الغنّوا بيادر خير وجوبية جنوبية هلي شلالهم للساع ما سكتت أغانيّه يغني الهور والمشحوف والدبكات كردية محلاها ربوع بلادي والنهرين حريّة * ما هي الرسالة التي توجهها الفنانة شوقية العطار الى محبيها من داخل العراق الذين افتقدوها لكن لم تزل العطار عالقة في قلوب عشاقها؟ - أنني افتخر كثيراً إن كنت عالقة في قلوب الناس الطيبين، وهو شعور متبادل، فلم أنس يوماً شعبنا العراقي طيلة غربتي خارج الوطن التي قاربت الثلاثين سنة، التي أتمنى أن تنتهي قريباً والتقي بجمهورنا العراقي في الداخل لأغني لهم كل ماعندي وأحاول أن أسعدهم بكل ما أملك. آمل ذلك إن شاء الله.
#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الزمان .. أبعاده وبنيته
-
التربية على المواطنية
-
من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
-
الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
-
إنقذوا زهير أحمد القيسي
-
الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث
...
-
المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة
...
-
مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم
...
-
الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح
...
-
القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
-
راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي
-
بوابة التكوين الذاتي
-
الهامشيون وثقافة الحرية
-
اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
-
عرس الماي
-
فاتن نور: الهوية الإنسانية هاجسي الأهم،اريدها ان تتصدر إنتما
...
-
الحوار المتمدن في العراق
-
المرأة في شعر الرصافي
-
صدور الكتاب الثالث للحوار المتمدن في العراق -اربع سنوات من ا
...
-
دور الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين والقوى الديمقراطية في ا
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|