قادم بسحنته السمراء من تلك الديار البعيدة .... القريبة..
بعيدة : منذ الماضي الذي لم تفارق ظلمته.. وقسوته..
قريبة : منذ الحاضر الذي لم تتجاوز حدوده الضيقة نحو الأفق الأوسع..
حين خاطب حبيبته ردا على سؤالها عن أسباب وجعه , وكأنه يصف مدن الوهم ... قال :
الحب هنا عدم
وإذا ما ولد أغتيل...
والوردة الجميلة
تهديها يد ملوثة بالجهل
الى يد ملوثة بالدم
ألأمر سيان
لا فرق بين جاهل وقاتل
فكلاهما يغتصب الوردة والحقيقة ....
كل الصباحات تمر طارقة بابي الموصد
كل النوافذ تعلن رفضها
لدخول أشعة مكبلة بالقيد....
والفضآت تنطلق فيها آهتي
وبداخلي...
حكم عليها بالسجن المؤبد...
حبيبتي...
قومي إسكبي الشاي
إضغطي زر المسجل
فأنا مشتاق لسماع أغنية
تعيد لي توازني
وأتركيني في وحدتي
ليعانق الليل وجعي
حتى يستيقظ الفجر ..........
قالت : ألله ما أعمق وجعك .. ما أطول ليلك.. ما أعظم صبرك !!
وبرغم كل ذلك ما أكبر أملك... أما زلت حقا تنتظر أن يستيقظ الفجر ؟!
قال : ولم لا؟!... سيستيقظ الفجر .. وتنطلق عبر إنبلاجه عصافير الحرية .
قالت : وهل يستيقظ فجر ليس له نهار ؟!
قال : لافجر بدون نهار... المهم أن يستيقظ الفجر كي يصحو النهار...
قالت : وهذا الوجع العميق من يمحوه من ذاكرتك المفجوعة ؟!
قال : قبلة من فمك على خدي العاكس لضوء النهار حينما نرقص معا على أنغام الفرحة.
وجعي : يمتد عبر الأزمنة الطويلة ...
ويزول : حين تعانق الأشعة ضحكتك ........... !!