|
من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
أشرف بيدس
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 08:26
المحور:
الادب والفن
تنام فلسطين في عيون الصغار00 وتستريح00 وما بين الصرخات المذعورة والذكري الأليمة تمتد الأمنيات، وتمتد الضحكات وتتواصل، فالطير مازال يشق الدخان ليواصل رحلاته بين ربوع بلادي، يطمئن عليها ، ويجدد معها وصل النضال00 والأرض مازالت تنبت00 احيانا تكتسي ثمارها بالمرار00 لكنها تنبت00ومازال النهر يفيض، ولم تجف جداوله00 السجن السجان القضبان القيد الحديدي ووطنا بلا وطن ومكانا بلا زمن يغتالون الوطن ويعبثون في تاريخه، يحرقون دساتيره وقوانينه، يسرقون الكتب والأقلام والأحبار ويعيدون تزييف التاريخ، لكن الحياة لم تقف، ولن تقف00 فما بين الموت والموت تكمن الحياة00 من الثورة يخلق الشاعر القصيدة، وينظم أبياتها مراثي00 تفرض الأسئلة وتحكي الحكايات، وترتل الواقع أغنية بطول الأرض وعرضها00 شرقها وغربها00 تلهب النفوس وتشد العزم ، وتفرغ ما في المآقي من عبرات وشجن00 دقت ساعات الرحيل 00ولا مفر00 آن أوان الانكسار00 مطرودون من الوطن ومبعدون، محرومون من طلة الحبيبة وحضن الأم ونظرة العيال كل صباح00 راحلون بعيدا بعيدا تتلقفهم الأرصفة الأوربية بعدما ضاقت بهم الحدود العربية0 ومن الإبعاد الاضطراري مرورا بالحصار المقنن حتي مزادات البشر تفرش المأساة بظلالها علي موانئ الدول ومطارات العبور00 نرحل بعيدا محرومين حتي من نظرة وداع0 محرومين من كلمات الفراق00 نحمل امتعتنا وبعض الذكريات، نملأ عيوننا بالمكان، ونيمم الأكف بتراب الوطن، ونتنفس آخر نسماته0 «الضوء ممنوع وعود الثقاب يصادر الآن مع الحب وشعر الرفاق يفتش العصفور في عشه ويحرق القش ببيت الحمام ويعلن الجند احتلال جميع المنافذ فهذه المدينة الباسقة الأغراس مدينة الصمت والانفجار مكتومة الأنفاس علي عبد الله خليفة» وتقف الأمهات والابناء علي الشط الآخر من المأساة يلوحون بأيديهم، يذرفون الدموع، ويبتهلون إلي الله، سوف نتلاقي قريبا00 لكنهم عائدون يوما، في تغريد البلابل، في رذاذ المطر، أو متلثمون بالريح00 عائدون في ضحكات الأطفال00 وفي ترانيم الصباح00 بنيان محتل وميزان مختل وعيون تبتل في الزمن الردئ من السجون الصغيرة الصامتة إلي السجون الكبيرة الصاخبة بالتصريحات والتلميحات والتحليلات وغرف التحقيق، تسقط الآمال صرعي الخيانة والغدر والغطرسة00 وأحيانا اللامبالاة0 تختلط الألوان وتصير لونا واحدا، لكن الحياة تتواصل، يختلط الفرح بالحزن والضحك بالبكاء والميلاد بالوفاة، لكن الحياة تتواصل0 يقيمون الحصار، يفكون الحصار، لكن الحياة تتواصل0 يعذب مروان البرغوثي، وتقتل القيادات، وتمحي الوزارات، ويبثون الفرقة، ويشرد الشعب ويساق الرجال في وضح النهار، وتشرد الأطفال، لكن الحياة تتواصل، أكثر من خمسة آلاف أسير بينهم أطفال دون العاشرة لكن الحياة تتواصل، تخرب البنية التحتية من مياه ومجار وكهرباء وتليفونات، وشوارع وأشجار ومنازل لكن الحياة تتواصل0 أكثر من 500 طفل شهيد لكن الحياة تتواصل00 أكثر من 2600 طفل مصاب لكن الحياة تتواصل .. تتواصل ويعقد بالأمم المتحدة منتدي لحقوق الطفل00 بالطبع ليس الطفل العربي والأكيد أنه ليس الطفل الفلسطيني ومع تواصل الحياة يتواصل السقوط0 الأمل المشاع والحلم المباع والقوت والمتاع في الزمن الردئ ما أثقل الكلمات حينما تتساوي في المعني ورد الفعل، وما أثقلها حينما تفقد تأثيرها00 لم يكن «هاملت» متشائما عندما قال «ما أثقل مصطلحات هذا العالم وما أحطها وما أقدمها! وما أقلها جدوي! قبحا لهذه الدنيا وتبا لها0 أنها لحديقة غير مهذبة، ينمو فيها النبات فطريا وتستولي عليه الأعشاب الضارة»0 لن نركع إلا لله هجر أطفالنا الألعاب00 وراحوا يلعبون مع الأيام لعبة الحياة والبقاء00 وحفظوا أول الأناشيد وآخرها00 لن نركع إلا لله00 تقترب الامتحانات في كل بلاد العالم00 وفي فلسطين اجتاز كل الطلاب كل الامتحانات، وصارت إجاباتهم مراجع لشهادات الدكتوراة0 علي شرف الموت هذه الولائم ويا سيد الخبز نحن جياع ومر طعام المآتم ويا سيد الخبز نحن جياع وقوت المذلة ظلام سميح القاسم ومازالت آلة الموت تواصل عدوانها وبطشها وجبروتها، وتساوي العالي بالواطي والداني بالقاصي، وتنحت في الذاكرة المآسي وعبارات البؤس والحرمان00 ومازالت الفوضي تستبيح المكان والزمان، تخطف الصبية من أحضان أمهاتهم، والصبايا من عرس زفافهم، وتعلن الأحكام العنصرية والعرفية والهمجية، من حظر التجوال إلي التفتيش والإبعاد00 لا تحكي ولا تغني عمري اتسرق مني وفضلت مع أني أنسان فلسطيني ظهر شهر رمضان فجأة بفلسطين00 والناس صيام ليل نهار دون سحور أو إفطار00 يعصر الجوع احشاءهم، وتجف حلوقهم عطشا، لكن آذان المغرب لم يأت بعد بفلسطين00 يمارسون القهر الجماعي والظلم الجماعي، ويكيلون بمكيال واحد، لفئة واحدة، ويرسلون المعلبات والمكعبات والمستنقعات 0 وكأنهم يدفعون ثمن الدم المراق علي نهر الضمير، فالشهيد يساوي عندهم مكعب جبن أو علبة حليب منضب0 يأكلوننا أحياء، وينهشون أجسادنا00 ويشعلون دفاياتهم بعظام أطفالنا00 حتي تدفأ قلوبهم البغيضة00 ومن شموع سبت النور المحرومة من الحياة إلي فوهات الرشاشات ودوي القنابل، نقيم شعائر صلواتنا في الشوارع، حتي الصلوات تخضع لإجراءات أمنية وتفتيش وحصار وأحيانا الإلقاء بها في السجون 0 لن يكون فينا يهوذا اسخربوطي، نحن تلاميذ نجباء مخلصين لن نبيع ولن تهون علينا الأرض، نهون نحن بأرواحنا وأولادنا وكل ما ملكت أيدينا، ولن تهون الأرض0 من «قيافا» رئيس كهنة حاكمي المسيح وحتي شارون رئيس الوزراء قاتل الأطفال يمتد طريق الآلام0 يمتد عبر النخاسين وتجار الضمائر والعملاء والسماسرة00 ومازال دعاة السلام يضربون الأطفال والصبايا ويدغدغون عظامهم00 يدكون البيوت ويلوثون الآبار، ويغلقون المدارس والجامعات ويمنعون الأفراح وسرادق العزاء وذلك بدافع إنساني أممي0
#أشرف_بيدس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين 00 توابيت وأكفان
-
وطن ينزف شعبا
-
ضاقت مساحات الوطن
-
يا جبل ما يهزك ريح
-
شمعة حبلي بالنور
-
إدوارد سعيد قلب المكان
-
أمي الفلسطينية
-
فرحة الدنيا
-
العاشقة الصغيرة
-
سمراء
-
الموت00 ورائحة الياسمين
-
تبت أياديكم
-
ريم00 امرأة فلسطينية
-
شهداء وعملاء
-
فاتن حمامة : السير علي حافة الهاوية
-
رسالة إلى امرأة غير استثنائية
-
مارسيل خليفة: صوت البسطاء
-
الراقصات والسينما
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|