أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صموئيل رمسيس - الأعراب














المزيد.....

الأعراب


صموئيل رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في غضون اسبوع واحد وقعت حادثتين أولهما أثار ضجة إعلامية كبرى والآخر أثار ضجة ولكن ليس بالقدر الذي ناله الأول، قد يري البعض أن الحدثين لا صلة بينهما، ولكن المتأمل في قراءتهما جيدا سيرى العديد من العوامل المشتركة بينهما التي ستوصلنا لنتيجة لابد من أن تؤخذ بعين الإعتبار، الحادثان هما: التعدى علي دير أبو فانا بملوى بمحافظة المنيا، والتعدى علي شركة للدواجن بطريق الإسماعيلية.
في الحادث الأول قام مجموعة من الأعراب بهجوم مسلح لم يكن الأول من نوعه علي دير (أبو فانا) بملوي علي أثر بناء الدير لسور قد حصل مؤخرا على تصريح حكومي ببناءه، وقد اسفر الهجوم عن إصابة بعض رهبانه ومقتل مسلم بالإضافة إلى تدمير بعض ممتلكات الدير. والحادث الثاني هو هجوم مسلح مماثل من قبل الأعراب لم يكن الأول من نوعه أيضا علي شركة (الإسماعيلية مصر للدواجن) بطريق الاسماعلية بسبب الصراع علي ١٣٨ فداناً من أرض الشركة، واسفر الهجوم عن إصابة 12 عامل فضلا عن سرقة معدات وآلات تابعة للشركة.

وبالتدقيق في قراءة الحدثين نجد العوامل المشتركة الآتية:
- سبب الأزمتين في الأصل هي نزاع علي أراضي.
- الأعراب طرف ثابت في النزاع في كلا الحالتين.
- حدوث هجوم مسلح وإستخدام العنف من قبل الأعراب.
- قيام الأعراب بالإعتداء علي ممتلكات الغير سواء بالإتلاف أو بالسرقة.
- إصابة رهبان في الحالة الأولي وعمال في الثانية، ولكن القاسم المشترك بينهم أنه لا ناقة لهم ولا جمل بأسباب الأزمتين.
- هروب الأعراب إلى الصحراء بعد إتمام مهمتهم التي شملت إعتداء وسرقة وتهديد.
- في كلا الحالتين لم يكن الهجوم يمثل السابقة الأولي.

من هنا نري إن الوضع في كلا الحادثين يتعدى كونه صراعاً بين الأعراب والدير أو صراعا بين الأعراب والشركة، وإنما يتعدى هذه الاطراف الصغيرة ليشمل صراع أكبر بين أعراب صحارى مصر والدولة، صراعا يهدد أمن وحدة الوطن وسلامة مواطنية ومسار اقتصاده النامى.
فهولاء الأعراب في كلا الحادثين لم يحترموا القانون، وضربوا بقرارات حكومية عرض الحائط، وقاموا بتحقيق عدالتهم – من وجهة نظرهم – بأيديهم وكأننا عدنا إلى عصور ما قبل الدولة الوطنية، وتسلحوا بأحدث الأسلحة الآلية مكونين مليشيات يمكن من خلالها إعتبار هذه الفئة دولة داخل الدولة، وكعادتهم يعتبرون كل صحارى مصر ملكا لهم بوضع اليد، وقاموا بالإعتدات علي ممتلكات الغير غير عابئين بحقوق أصحاب هذه الممتلكات، واستخدموا العنف مع رهبان وعاملين لا صلة لهم بأسباب النزاع إلا انهم إما سكان دير أو عمال بشركة، هذا بالإضافة إلى النتائج التي يمكن أن تسفر عن الحادثين سواء كانت زيادة التوتر والعنف الطائفي، أو التسبب في عرقلة الإستثمار الذي أصبحنا حاليا في أمس الحاجة الي مزيد منه لأنها تساعد على زيادة النمو الاقتصادي للبلد.
الموضوع جد خطير لابد من أن يؤخذ بعين الإعتبار بكل جدية ولابد من معالجته بعناية فائقة، علي الحكومة أن تجابهة بكل حسم مثل هذه الإعتداءات التي هي إعتداء صارخ علي أمن وسلامة هذا الوطن، وأن تضرب بقبضة حديدية علي كل من تثول له نفسه الخروج عن النظام، والقيام بتحقيق شامل في كلا الحادثين ومحاسبة الجناة من كل الاطراف، وضمان سرعة إيقاع العقاب الرادع بالفاعلين أياً كانت صفاتهم ومواقعهم، وفرض سيطرة الأمن علي مثل هذه المناطق، والقيام وفورا بدمج هؤلاء الأعراب في المجتمع ومنعهم من تداول السلاح، فالسلاح في المجتمعات المتحضرة هو أداءة لتحقيق الأمن وليس لتهديده.
لابد من معالجة كل هذه الامور بكل جدية لأن مثل هذه الأحداث يمكن أن توصل بمجتمعنا إلى حافة الهوية إذا ما تم التساهل في معالجتها أو إختزالها أو التقليل من حجمها، لأن التعامل معها بهذا المنطق الضعيف سوف يجعلها تتراكم لتصبح في المستقبل قنابل موقوتة .............. ولماذا في المستقبل فها هو مسلم قتل جاره المسيحي بسبب خلافات شخصية في سمالوط في نفس الاسبوع ليخرج مسيحيي القرية في مظاهرة مطالبين بالقصاص وإعتبار الحادث طائفيا، هذا فضلا عن احتمال عدم إتمام صفقة بيع الشركة التي تعرضت للهجوم خوفا من هجمات مماثلة في المستقبل.



#صموئيل_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق والغرب
- هل تكفي المعالجات الأمنية؟
- هل حرية التعبير تعني: فتنة والانشقاق الدينى
- فتوى جديدة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صموئيل رمسيس - الأعراب