أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحياة....لا شيء_ثرثرة














المزيد.....

الحياة....لا شيء_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


صداع رهيب,مع تبكيت ضمير لا يرحم.
أستيقظ بعد كابوس طويل.أستيقظ كما فعلت أكثر من 20000 مرة حتى اليوم.
من أنا؟ماذا أريد؟....ما الذي يعذّبني إلى هذا الحدّ؟
أتردّد,قبل أن أشعل سيجارتي.
كيف أخرج من عاداتي الخانقة؟
إما أندفع فور يقظتي خارج البيت,ولا أعرف إلى أين...فقط بحكم العادة.
أو أبقى في حالة خدر تام وغياب للوعي والإدراك.
لا أحبّ هذا البيت,ولا أحبّ خارجه.
لا أحبّ حياة الزوجية,ولا أحبّ الضياع بين غريبات وغرباء,نتبادل مجاملات وسوء فهم عميق وموجع.
حياة مبعثرة بلا وزن ولا طعم. التلفزيون.الكتب. الكؤوس الفارغة.
.
.
كلّ هذا سببه كأس زيادة سكرة البارحة؟
*
لو أنني أكثر ذكاء,بدرجة.
لو أنني أكثر صحّة نفسية,بدرجة.
لو أنني أكثر إيمانا بنفسي وبصداقاتي,بدرجة.
.
.
الصبر والزمن.
ساعات مضت وأنا في شبه غيبوبة.
عماد يدعوني إلى الشراع,مع من أختار من الأصدقاء,وأعتذر.
بلا شغف أكمل الفصل الأخير من المرض بالغرب لجورج طرابيشي.
ثم تصل فريدة السعيدة.
ومعها يصل العصر إلى بسنادا ووادي الأحمر.
*
بعد فنجان القهوة والسيجارة اعتدل مزاجي.
ربما لحلم الأمس سبب رئيسي في حالة العكر هذه. حلم بشع ومفزع عشته البارحة. بعد رسائل ورسائل ....لم تنجح في تبديد الوحشة. دخلت في النوم.
رأيت نفسي في مكان غريب,يوجد بحر وبشر من أعراق مختلفة,صخب وضجيج...ومع اقترابي من الساحة الرئيسية,لفتني منظر مسلّحين كثر بالبنادق والخوذ الحمراء,انتبهت أثناء الحلم أنني في حلم آخر. كانت مشاعري فاترة بلا خوف ولا رغبة بالسرعة,عندما سمعت أصوات الرصاص قريبا جدا,انتبهت إلى مجموعة من المسلّحين يطلقون_بحياد غريب_ على رجل مثقوب يتلوّى والدماء تنزف من مختلف نواحي جسده.
أكملت طريقي وكأنني رجل آلي بلا مشاعر. لم أحاول فعل أي شيء.
فقط مشيت بهدوء وكأنني في نزهة.
*
خرجت من الواقع بشكل نهائي ولا يقبل العودة.
.
.
لكنهم,أصدقائي وصديقاتي أولا....يعيدون ربطي بالحياة.
ولا أعرف حقيقة,أشكرهم أم ألعنهم؟
وقبل الجميع وأكثر من الجميع فريدة السعيدة.
.
.
عماد يعاود الاتصال.
_إلى الشراع.
إلى الشراع.
.
.
مضى يوم آخر.
*
صباح الأربعاء 28 أيار.
الصيف على الباب.
.
.
هو صباح جميل.كل شيء مختلف وجديد.
لا أثر للمرارة ولا للغضب.
حلم عائلي....كثيرا ما أرى نفسي طفلا في الحلم.
.
.
خفيف بمرح,أحببت لون شعري الأبيض,أعضائي المجعّدة وأنا أدلّكها بهدوء وتلذّذ,الأسنان,الجفن المتهدّل....
هذا الصباح رفعني إلى يوم جميل,أثيري وشفاف,....حلو القمر_عبد الحليم حافظ يغنّي....أول امرأة وأكثر امرأة أحبّتني مع عبد الحليم في جبلة.
ولأن الربّ بلا تاء.
.
.
من نافذة فوق بستان
جاءها يسعى....
الطير والسمك والحكايات
أي جميلة كقمر فوق بحر...
دائما
صباح الخير يا طرطوس.
*
الهندسة والشعر.
المنطق الصارم والمحكم مع الروح المنفلتة من الضوابط والحدود.
باسمة كيلو. هيفاء فويتي. فاطمة ناعوت....
أنا أيضا.على الهوية مهندس. في الحياة شاعر. على الورق كاتب بائس.
المهندس الأول هو الحمار.
لم يقل أحد المهندسة الأولى....
.
.
وأنت أميرة هذي الأماسي
تداعبين الوردة
وتطير الفراشات
إلى ضحكاتك المجنونة.
*
.
.
بدا الوصول إليها مستحيلا
يمكن أن تتخيّل بهدوء المدفأة
والكرسي,والفراش على الأرض
لتدخل بحميمية إلى الرائحة والصور
وما كان بالأمس يضجّ بالحياة
تضاءل البيت والمدينة
اقتربت المسافة إلى حدود اللمس
نقطة بعيدة,غائرة في الماضي
تتصاعد حلقات الدخان
وكنت سأكرر بلا نهاية
وأنا انحدر
من الوجه إلى القدمين
أعيد تصفيف المكان,ليترتّب ويعلو
وبعدما يكتمل
أنهدم إلى الداخل
كثيرا ما نقول سامحنا
ونحن نعني أننا لن نستطيع ذلك أبدا.
*
بعد ثلاثة أيام,عيد ميلادي أل 48.
أنا أيضا بلا اسم ولا عنوان.
جاء الصيف في غيابي. وينتهي الصيف في غيابي.
النسيان
النسيان
سقطت باكرا في النسيان
النسيان هاويتي وهويتي.
.
.
في غمضة عين مضت 48 سنة
وفي غمضة عين أخرى,يمضي 48 قرنا
ولا عين رأت
ولا حياة لمن تنادي.....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوع الحبّ....وذاته_ثرثرة
- سيدي أيها الحب_ثرثرة
- في العالم الواقعي_ثرثرة
- قابليّة الإيحاء والشحن العاطفي_ثرثرة
- في ليل وحيد-ثرثره
- شعور الحزن الجميل_ثرثرة
- يوم السبت الحزين_ثرثرة
- الحبّ المستحيل_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد
- الرجل والمرأة_ثرثرة
- كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحياة....لا شيء_ثرثرة