أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - على ضوء قراءة التاريخ ..كيف نقرأ عقلية النظام اليمني.؟














المزيد.....

على ضوء قراءة التاريخ ..كيف نقرأ عقلية النظام اليمني.؟


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لست بصدد مناقشة ما يمكن اعتباره تاريخا قديما ،ذلك أن الإحالة إلى التاريخ نوع من المغامرة التي تحتاج إلى بحث عميق ،فالتاريخ لا يستعاد عبر مضامين حديثه فقط لكنه يتشكل أيضا حسب أوعية العقل الذي يكون وعيا حقيقيا به ويضرب عميقا في الجذور كي يتمكن من تجاوز ما يعرقل وبجزيء ويحيل إلى لغة الحسم بالقوة والاستعلاء، هذا الوعي لايمكن أن يوجد هكذا مصادفة أو مجرد تخمين، ولكنه يوجد بعد تأمل ودراسة عميقين لأخذ العبرة من التاريخ ، ويمنح استنتاجا جديدا وقراءة خصبة تنتج من خلالها رؤى مستقبلية خلاقة موحدة هدفها الإصلاح الشامل القائم على معيار وطني عادل وتعمل على تجاوز أسباب التفكك والانتكاسة وخيار الحروب مرة أخرى.
لقد كان الكاتب المخضرم أحمد الصوفي في تحليله التاريخي لمستجدات الحاضر موفقا في سلسة تحليلاته المنشورة في صحيفة الشارع المقال الثاني "كيف يمكن تجاوز أسباب انفراط عقد التوحد السياسي " من أربعة مقالات عنوانها الرئيسي "صدام الآفات الـ6 مصدر الدوار التاريخي والشيخوخة المبكرة 2/4"
وهو يبحث في الماضي "آفات الحس السبئي،آفات غياب ثقافة التوحد" كشف الصوفي أصول التفكير الاستحواذي القديم للنظام الراهن وجذوره وسلوكه في التعامل مع الوطن ومختلف جهاته ومكوناته ،العقلية القديمة التي تمارس ماضيها من خلال أطر ومفاهيم حديثه تغطي من خلالها تفكيرها ونفسيتها المتخلفة النابذ ة التي تصنع أمجادها على نبذ الآخرين وقمعهم وإبقاؤهم دون مستوى المساواة الإنسانية والوطنية المطلوبة، هذه العقلية او الذاتية حين تجد أن ثمة ما يمكن أن يعيق وجودها المهيمن وشهوتها الاستعلائية الاحتقارية ،تعمل على إفراغه من مضامين القوة والسيادة ،كأساس عادل للمواطنة المتساوية ،والشراكة الوطنية، وبالتالي تمارس هيمنتها ومنطقها الغبي من خلاله ،فالديمقراطية كخيار وطني لتبادل السلطة وتحقيق الشراكة والمساواة المنشودة أفرغته من مضامينه وأحالته إلى ديكور تلميعي يخفي بشاعتها وسوء ممارساتها واستبدادها ونفسيتها المستعلية، ويمنحها صيغا شرعية ودستورية لتبقى دائما منتجة لذاتها المحقونة بأنانيتها وكبريائها الفج، وهي تعمد دوما في كل مسارات التحول إلى التموضع في قلب التحولات الرائعة التي يمكن أن تنجز وضعا أفضل للشعب برمته، من خلال استغلال ثروات البلاد وإمكاناتها باسم الدولة -كعنصر مسيطر عليها –ببذخ كبير وإغراء أي وجود لقوة تنافسها بحيث تحتويها وتجعلها دوما في حالة تبعية لها وخادم يؤدي وظيفة استقوائية لها -كمشايخ إب ووجهات المناطق الوسطى مثلا- وتضعفها ، أو من خلال تدمير هذه القوة تماما كما حدث للحزب الاشتراكي اليمني ومؤسساته كدوله عام 1994م .
وهي بذلك تحتكر إمكانيات القوة المادية من جيش وأمن وآلياتها وتعمل على تموضع أفرادها في مواقع الفعل المؤثر والحساس كي تضمن إنجاز ما يجعلها في قلب أي جديد ،أو ضرب أي منافس يشكل خطرا على وجودها ،أو تعمل من خلالها أيضا على إضعاف الخصوم كي يكون دوما منهكا لا يستطيع المقاومة ،إضافة إلى امتلاكها لوبي خطير ذو قدرة "إشاعية" خارقة تتوسل بكل أساليب تحقير الآخر وتشويهه وحشد الجماهير المخدوعة ضده ، مدعمة بترسانة من رموز دينية كأوراق ضرب عقائدي طاعن في أخلاق الخصم أو المنافس لها وأخلاق المناضلين ومريدو تحرير المجتمع والشعب من هيمنتها السرطانية.
هذه العقلية هي المسيطرة اليوم وحزب التجمع اليمني للإصلاح مصاب ببعض فيروساتها التي عملت على إضعاف دوره الوطني ودور المخلصين الشرفاء فيه ،وكذلك شوهت مواقفه النضالية الوطنية والتفت على مضامين جوهر مبادئه الحقيقية التي يناضل عابثا لتجسيدها في الواقع، كما استغلت هذه القوى المسيطرة الرموز الدينية التي تنتمي الى الإصلاح عبر جعلها تنزلق في تهم "الإرهاب " كي تبقيها في حالة تبعية لها كونها هي من يحميها كما توهمها من اميركا وتجعلها بعبعا مخيفا في نظر الولايات المتحدة الامريكية ، وبالتالي تستقطب من خلالها ولاء الجماهير عبر فثاوي دينية تكرس وجودها كـ"ولي أمر يجب ان يطاع شرعاً"!! وإشغال هذه الرموز أيضا بتوافه الأمور وإدخالها في دوامة احتراب مع المجتمع بوصفها شرطي الحفاظ على أخلاقه وحارسا للفضيلة .!! وتغتال باسمها من تريد مستقبلا عبر بث فتاوي متزعة منها أو وهمية تصدرها باسمها وتكبت كل رمز وطني طليعي قادر على تغذية المجتمع بمفاهيم الحرية والنهوض ومده بأفكار مضادة وكاشفة لها وما اغتيال جار الله عمر إلا خير دليل على ذلك هدفت من خلاله الى ضرب مشروع تكتل اللقاء المشترك الوطني وكذلك عرقله لمشروع تفكيك سيطرتها الذي كان يهدف من خلاله جار الله عمر رحمه الله جعل الشعب هو من يصنع مصيره ويحدد ملامح مستقبله ونمط حياته ويشكل نظامه السياسي .
----------------------------------
*كاتب وصحفي يمني




#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الإصلاح الاسلامي اليمني ونتائج -راقب وانتظر-
- عدنان :طفل يمني ينام في الشارع
- المعارضة اليمنية والحزب الحاكم وزواج المتعة
- طفلة متسولة
- اليمن:والقيادات البالونية!!
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني:النقد والعيوب القتلة
- بلورة من أطياف قزح
- اليدومي ومستقبل حزب الاصلاح الاسلامي
- بعيدا عن السياسة..الكتابة وهج الروح
- الشيخ محمد المؤيد يمني تحتجزه أمريكا لأنه يفعل الخير
- في شمال اليمن :أنت عميل لأنك تدافع عن الجنوب!!
- اليمن: بين فكين
- لماذا تحتشد القوى التقليدية في اليمن؟
- سلاح الرفض
- عن جرائم -سنحان- ومنساة الرئيس صالح
- عن حقيقة استقالة وردة العواضي من موقع أخبار الساعة وتحول صحي ...
- في اليمن : نقابة الصحافيين تتاجر بقضايا الصحفيين في بازار ال ...
- خطاب صالح السلبي وحصاد مر عمره 30عاما
- رؤية الوزير اليمني عبد القادر هلال لمختلف القضايا الوطنية
- مبادرة الرئيس اليمني ..ملهاة جديدة ومزيدا من تكريس الاحادية ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - على ضوء قراءة التاريخ ..كيف نقرأ عقلية النظام اليمني.؟