عابدين علي مولود
الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:52
المحور:
الادب والفن
[[آه يا روحي .. أنا الغريب .. و أنت في التجلّي .. صورة لجرحي..]]
---*---
ما الكونْ ؟
إلَــهْ بذرة
خَصّبت رَحِمَ هيولٍ أزليّْْْ
في زمنٍ قديمْ ؟
..
مَن نحنْ ؟
خيام رُحّلٍِِ غامضِينْ
ظِلال مَــوتْ ؟
..
! خديعةٌُُ أبديّة هي الحياةْ
***
الطّين كان ناقصاً مند البدءْ
لا فائدة أبداًَ
..
الرّمادُ مطفأ في النّار الأُولى
ما من طريقْ
..
الغابة متاهةٌُ مُنهِكةْ
..
مصيرنا الفناءْ
صلاتنا الوثنيّة هباءْ
***
إسمعوني
لما الحيرةْ ؟
..
لما أنتم حزانى هكذا ؟
..
نحن مسمّمون من السّماءْ !
..
حين لم يكن ثمِةَ شيءْ
جئنا من نبع السّديمْ
من أصلِ الخطيئة سَقَطنَا
تدفقنا نحملُ التّرَابْ
فينا تتأجّج لعنةُ العدَمْ
***
أيَا أنتمْ ..
روح الله تُدوِّي على هيكلِ هذي الأرضْ
ألا ترونهُ ؟
..
هل لازال بِكُمْ صَممْ ؟
..
توقّفوا عن دفن الأبديّ فيكمْ بالسّجودْ
من التقرّب إليه بالدّماءْ
..
في سِفر السَّرمدْ قد كتبْ :
أنا أَسْري بكلّ شيءْ
لاَ صَليبَ إلاّ الجسدْ
إنيّ جوهر في الأعالي
احذروا
أن تَدَّعُوني
فيَ ينحل الكلْ
توحّدوا بي
من ضيائي الساطعْ تسربلوا
لا تُنكِروني
سوقوا أنفسكم إليّْ
دُوسوا ديجور السّوادْ
***
حين نطقْ
بالسّرْ كاملاً
كان الوجودْ
ميراثَ الصّمتْ ألهْمناَ
له وحده ما لا يزولْ
خلوة الغيبْ
فيض بهاءٍِ هادئْ
مطلق الخلودْ
***
ما في الظاهر فداءْ
ما تبقّى سوى النجوى
غيوم تعترض الرؤيا
نجوم تختنقْ
سفينة تحمل الغرْقَى
عشيرة تودعني بالأنينْ
تدفعني لأجْل المعراجْ
تسيرْ بي وحيدا للشنقْ
..
حسبي بالباطن لمحة ضوءْ
نار تطفو من نوره العظيم
منها تقوم آخر خطواتي
تغسلني من سوايْ
تمسح مرآتي من العتمةْ
بعشق الشاهد تملؤني
تسومني الشوقْ
تلهمني ديمومة الصعودْ
لأحيا في النفسِ المثلى
ليَدْخُلَني الحقْ
***
سترونْ
أنّ اللّيل قصيرْ
و أنتم تهيمونْ
كيف تأخذْكُم الرّيحْ
كالسّابقينْ
مثل وريقات تتساقطْ بالخريفْ
آيلون للفجيعة حتى الموتْ ْ
تأتون و ترحلونْ
كالغرباءْ
***
مِن هنا
نمرّ بلا خلاصْ
إلى هناك نصِلْ
جميعاً
عبر جوف الفوهةْ
عميقاً
ننزعْ صوب الظلمةْ
وحيدينْ
نهوي
إلى اللاّ نهائيّْ
***
الحقَّ أوصيكمْ :
أحِبّوه
أحِبّوا الكلّْ الرّفيعْ
دونَه ما مِن معنى
ما فوقَنا حسرةْ
ما تحْتنَا
تيهْ
وَ
محنةْ
بيْننَا
غربةْ
آه
خيبةْ
وَ
وحشةْ
.
#عابدين_علي_مولود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟