سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 10:08
المحور:
الادب والفن
أيها البحر المتلاطم الأمواج
أعرف أن لك نهاية
مهما كانت مياهك مظلمة
و آهاتك مؤلمة منذ البداية
لكنني صبور
رغم أني لا أرى فتاة على الشاطيء تنتظرني
لا ينتظرني أحد هناك
لا الصعاليك و لا الحرامية
لا الصالحون و لا الأنبياء أو المجانين
أعلم أن سفرا بدون محب هو أمر بائس
لكن هذا هو قدري المحتوم
هذا هو حزني و ألمي المكتوم
الصاري مكسور و البحارة صخور نائمة
لا أسمع إلا همس الغولة النائمة
أهو شخيرها أم عويلها المكبوت؟
إنها قابعة هناك تنحت على الصخرة بكائها
لكنها غولة و ليست بشرا
تبكي لأنها أكلت أولادها الذين بَحَثَتْ عنهم أمدا طويلا
تعِبَتْ و أُنْهَكَتْ نفسها لتجدهم
نعم أيها البحر لقد أكلَتهم بكل شهية
رأت جثثهم فتاة غربية
فدمعت عيناها الزرقاوان آهات ندية
ثم تركتهم لأنها خافت
أيها البحر الصاخب الغاضب الأمواج
تذكّرتُ أيم الكهف القديم
حينما كانت الجميلة تقف بالباب
تبتسم ابتسامة الوداع كل يوم
و أستسلم للنوم و أصبح في غياب
لماذا ظلمني الربان؟
إذ رماني إلى أمواجك التي لا شطآن لها
و سرق القرويون مني المجذاف
و نهبتْ فتاتي فرحتي و قتـَلـَتْها
أعرف أن الربان طيب
لأن كل أفعاله جميلة
لكنني أنتظر أن ألتقيه لأقبِّل وجنتيه و أرى لحيته البيضاء
ثمّ أسأله:
أيها الربان الحبيب لماذا تركتني وحيدا؟؟
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟