أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الديمقراطية بين اللفظ والممارسة














المزيد.....


الديمقراطية بين اللفظ والممارسة


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك كتابات كثيرة تناولت مفهوم الديمقراطية من منطلق ما يحدث في كثير من الدول الغربية المتقدمة ، وإذا كانت الديمقراطية بمعناها الأكاديمي يمكن وصفها بمفهوم أو عدة مفاهيم بسيطة، فان المشكلة الحقيقية انه ليس هناك طريق واحد لتحقيقها ،لكون المشكلة تكمن في الممارسة لا في الطريقة ،ومع نهاية القرن العشرين فان كثيرا من المراقبين يرون شواهد كثيرة بان عالمنا يدخل عصرا من الليبرالية الاقتصادية والسياسية، والتصويت العام، وصناديق الانتخاب،والحرية ،والمساواة كلها مفاهيم تطمح إلى تحقيقها البشرية إلى درجة أن كثيرا من الشعوب في شرق العالم وغربة تتحدث عنها ،بل تصر على أن تدخلها في تسميتها لنظم الحكم الديمقراطية إلى درجة تكاد الكلمة نفسها أن تدخل في إطار ثقافة هذه الشعوب !!. المشكلة ليست إذن مشكلة لفظ الديمقراطية فالمشكلة الحقيقية هي آلية الحكم أي كيف تدار عجلته، ولقد باتت التجارب والممارسات تؤكد يوما بعد يوم أن آلية الحكم الديمقراطي لا يمكن أن تكون نتاج مقولات جوفاء هوجاء ، بل أنها تعكس ممارسة الناس في الاختيار الحر الذي يعكس بدوره العلاقات السائدة بين فئات الشعب المختلفة، ولو سألنا مجموعة من الناس عما تعنيه الديمقراطية لديهم لأشار بعضهم إلى التاريخ الغربي الحديث، وبعضهم قد يشير إلى إعلان الاستقلال الأمريكي والدستور الاتحادي الأمريكي و آخرون قد يشيرون إلى أفكار روسو أو ادموند بيرك والبعض الأخر قد يشير إلى كتاب والتر بجوت الممتاز عن الدستور الإنكليزي ، بيت القصيد هنا أن أشخاصا مختلفين يعطون إجابات مختلفة عندما نسألهم عما يعنونه بـ الديمقراطية ، وعندما ندرس تجارب الأمم تظهر لنا موضوعات عديدة ومتفرقة فنحن نتعرف في هذا لمقام على الجمهورية الديمقراطية، والحكومة الحرة، وسلسلة طويلة من الأسماء المختلفة هذا بجانب مفاهيم أخرى مثل حقوق الإنسان والحقوق المدنية والمساواة أمام القانون، والفرص متساوية للمواطنين، وحكومة الأغلبية ، وفصل السلطات، والاستفتاء ونظام الحزبين أو أكثر، وتداول السلطة، والموازنة بين أسرار الدولة حفاظا على المجتمع وحق المواطن في أن يعرف ، والقضية هي: كيف يمكن ربط هذه العناصر ببعضها؟ وهل يستطيع أحد العناصر التي أن وجدت توجد ديمقراطية وان لم توجد فقد فقدت تلك الديمقراطية؟!الديمقراطية إذن ليس لها نظرية. لكن للديمقراطية إطارا يجب أن يكون مقبولا بشكل عام وهى أن يعيش الناس أحرار متساوين ، ويقبلوا جميعا التنازل عن معرفتهم القطيعة للحقيقة ، والحقيقة يتوصل إليها المجتمع من خلال حوار ينظمه القانون الذي ارتضوه،: أنها باختصار ليست شعارات أو مقولات هوجاء هتلر نفسه وصل إلى السلطة واستخدم الديمقراطية طريقا إلى الديكتاتورية!! وعندما وضع جان جاك روسو كتابه الشهير " العقد الاجتماعي" ذكر فيه أن الناس متساوون وعليهم أن يختاروا ممثليهم وقادتهم، لتسيير أمورهم العامة. وقد أشار إلى أهمية التاريخ والشخصية الوطنية والتعليم وكل العناصر الأخرى التي تجعل مجتمعا مختلفا عن مجتمع أخر ، كل هذه العناصر لابد من وضعها في الحسبان قبل وضع آلية للحكم في مجتمع ما. قد غير الفرنسيون دستورهم في ألمائتي سنة الأخيرة خمس عشرة مرة ليواكبوا المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحادثة في المجتمع الفرنسي وفى العالم، كذلك فعلت الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم وعقل القرية الكونية عدلت من دستورها ستا وعشرين مرة ، أما الهند فقد تم تعديل دستورها الذي صدر عام 1950 أربعا وستين مرة!! أن الديمقراطية ليست مرآة للحرية فقط، بل هي أولا وأخيراً مرآة للمسئولية وهى تشمل شروطا صعبة ودقيقة لاكتسابها ، تشمل كذلك شروطا أصعب و أدق للاحتفاظ بها. فما أحوجنا لأن نفهم الديمقراطية كما هي ونمارسها بصدق ونتقبل نتائجها ونحترم آراء الآخرين0



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصورات العرب حول الديمقراطية
- الديمقراطية التي يخشاها البعض
- هل تسرع حزب الله
- إدارة الصراع باستخدام العنف
- العراق والعرب قراءة الواقع الحالي
- بين نشيد موطني ووصايا القائد
- الجوار العراقي والدور لمطلوب
- التاسع من نيسان
- عراقيو الخارج
- الرغيف مقابل التصويت
- في ذكرى سقوط عبد الباري عطوان
- أمريكا وإيران من يحتاج الضربة العسكرية؟
- مايبن البصرة والموصل
- الدعم العربي للقمة العربية
- في ذكرى الحرب
- الصحة المدرسية خطوة في طريق التنمية الصحية الشاملة
- من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات
- خميس الرصاص في العراق
- الرؤيا الأمريكية في نشر الديمقراطية
- العرب والنت


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الديمقراطية بين اللفظ والممارسة