أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم هداد - شرطي و- هْدُومَه سُودَّة -














المزيد.....

شرطي و- هْدُومَه سُودَّة -


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:21
المحور: كتابات ساخرة
    


اللون الأسود له فعل فني في تكوين لغة التعبير للوحة التشكيلية، ومن خاصياته الطبيعية في تكوين الظل وحدود أبعاد فضاء الموضوع المتناول، وهو لون يتميز بخاصية امتصاص الضوء، وهو غير عاكس له، كما هي خاصية اللون الأبيض، لذا يكون لوناً مكتوماً ومشدوداً على ذاته، فهو لون لا يسمح بالرؤية أبعد منه، وهنا تتمحور خاصيته في فساتين سهرة الإناث، فهو يعكس أنانيتهن المنشودة، ولا يساعد في تركيز الرؤية أبعد منهن. فهو سيد الألوان لامتصاصه الضوء الموجود في مكان السهرة أو الحفل.
مثلما هو أن زحام النخيل ومرآها من على مشارف جهات العراق الأربعة يوحي للرؤية بغمامات من السواد، فنعتت بلاد الرافدين بأرض السواد. كما وإن للون الأسود دلالاته وتوظيفاته المكتسبة داخل المجتمع العراقي عبر تاريخ حركته الأجتماعية الطويلة، فمنذ أن فتحنا عيوننا على الدنيا ونحن نرى أمهاتنا لم تفارقهن الثياب السود، ومنذ الصبا متواصلات في التعبير عن مصائبهن المتجذرة والمتكررة في الفقدانات التي لا تحصى على طول سنين حياتهن القصار، لذا كان تواصلهنّ في ارتداء ثوب السواد كخيمة ظل لإنتظار أمل مأمول، عله يأتي محملاً بفرح منشود وقادر في أن يكتسح دنياهن بمرادٍ من الأمنيات الصغيرة، ولن نذهب بعيداً حتى نرى اللون الأسود يشد زخرفته في كوفيات رجال قبائل ريف ومدن جنوب ووسط العراق.
واليوم وفي ظل تغيرات الأحوال المناخية على الأرض، نتيجة الأحتباس الحراري، وفي ظل التصحر الشديد في جغرافية العراق، وشدة درجات الحرارة والتلوث المناخي والهواء المحمل دوماً بالأتربة المتطايرة والخالي من نسمات البرودة، جعل من غير المناسب أن تكون الألبسة ذات اللون الأسود صالحة كملابس عمل في العراق، لكونها سريعة في الإتساخ تحت هكذا ظروف مناخية وبيئة في العراق، كما وإنها غير مناسبة للون البشرة العراقية المائلة في غالبيتها الى السمرة الداكنة بفعل لهيب الشمس ومعدومية الخدمات والمعدات التي تخفف من شدة آثار الطقس، نظراً لطول النهارات وسطوة الشمس الساخنة بلهيبها وضوءها الساطع، كما وإن الملابس السوداء تساعد في زيادة حرارة الجسم لكونه لون غير عاكس للضوء والحرارة.
و بعيداً عن كل هذا الحديث أعلاه، لا أدري لماذا أشعر بعدم الراحة والسخط ؟، حين أرى بين حين وآخر بعضاً من فصائل الشرطة العراقية أو قادتها، من خلال نشرات الأخبار التلفزيونية، وهم يرتدون زيهم الرسمي ، لكن بلون أسود خالص!
كيف إذن للعهد العراقي الجديد أن يكون زاهياً ورجال سلطة دولة القانون نراهم "سوادٍ في سوادِ "؟! ، بل و خالين من "الكشخة" المطلوبة لرجل السلطة الحامي للقانون ؟ فما وقع التأثير على المواطن العراقي الذي مازالت الدنيا مظلمة في عينيه، وهو يرى شرطياً عراقياً و" هدُومَه سُودَة" ؟!.



#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إتحاد برلمانييون عراقييون!!
- لتسواهن في عيدها المجهول
- حوار مع جريدة الصباح ، أجراه مازن لطيف علي
- لَسْتُ عابراً ..!!
- هايْ فَرْحَة..!*
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد في حوار خاص ومطول مع (صحيفة س ...
- مو شيعي أنَا ..!؟
- صدام حسين لم يَمُتْ ..!
- ومضات
- رّبَّةُ الغَابَات
- المغول وصدام حسين وحدهما دفعا الشعب العراقي لهجرة وطنه
- أبقيه طفلاً
- عيدينْ ..( نص لأغنية عراقية )؟
- حيث قرأ المتنبي قصيدتَهُ ..!!!؟
- ارمِ قلبي
- رحيم الغالبي ، شهادة مختصرة لتاريخ صعب
- أنا الهَوَى ، فَمَنْ يَكْتبُني ..؟!
- أنا الهَوَى ، فَمَنْ يَكْتبُني ..!؟
- رايِدْ وَطَنْ حَلْيانْ
- ترنيمة الى بيروت


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم هداد - شرطي و- هْدُومَه سُودَّة -