أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي رشيد - زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة














المزيد.....

زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 08:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ها نحن نعود إلى زمن الحريم ، إلى زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة وتهافت الشياطين لاستمالتها لفاحشة قد تنكس فروسية الذكورة وترتدّ بفحولتها .

إنه نصاب الخوف والخذلان الذي أنبت تراجعنا وهزائمنا وأطاح بآدميتنا ، نصاب السيد الأعظم ، والقائد الأوحد ، الملهم ،الواهب ، العارف ...
 وما لا حصرله من متاهة الوعي المزيف.
نصاب مقابرنا المختومة بأنين ضحاياها وقهقة القتلة ، نصاب مدننا المسحوبة من خرائط النور إلى ظلمات الخراب وخيبات الجوع واستبداد الجاهلية .
خمسة وثلاثون عاما من فاحشة سلطة الرعب وتدجين الوطن  ليتقبل قوانين القهر و إشاعة ثقافة  لا أسمع .. لا أرى .. لا أتكلم .
 وعلى مقربة من شعار التدجين هذا ، كان صراخ الضحايا يلوي أعنة الضمائر المنسوجة على هيئة صمت .
 كان الصمت تناصا فكريا مع مأثرة السلامة .
 السلامة في أن تغمض عينيك وأنت تعايش جيشا من مجدوعي الأنوف ومقطوعي الآذان  ، ومشوهي السجون ، أن تأكل وتشرب أوتتسامر وعلى مقربة من رؤوس محزوزة (بأمر القائد المؤمن بدموية العدالة وطغيان القوانيين ) لنساء أفضين بأحزانهن وجاهرن بالنحيب من زمن أغبر أفقدهن الزوج والأبن والأخ .
كان الصمت الخيبة ديدن الفحولة في وطن ينظم فيه السلطان مهرجانات الإخصاء ، إخصاء للفكر وللرجولة وللدين والقوانين وللرأي والحلم والطفولة وللوطن بمعناه الأشمل في متاهة الأقصاء ... للجحيم .
ثم جاءت الحرب لتغرز فوضاها وتعلن عهدا جديدا يعيد صياغة عهد حديث الرحيل ، عهد يتبارى به أنصاف الرجال ( ممن خدم الطاغية طيلة مدة حكمه اللعنة) ، يتبارون على الرقص فوق محنة الوطن المحتل ليعيدوا صياغة زمنهم وبمفاهيمه الأزلية ، الوقوف في الصف الأول من الصورة وبأقنعة أخرى .
عهد طقوس جديدة للموت المفخخ ، والجريمة المفخخة ، والوطن المرسوم على هيئة عبوة أو سوط يجلد تاريخه وحضارته ووعيه الأول .
 عهد يرسمه من قفزوا إلى الصدارة ليعيدوا القيم والأخلاق ومعايير الحكمة لعتمة ستفسد مودة وطن لا زال ينشب أظافره في صخرة يتشبث بها نهوضا إلى ماضي بيانه الأول وتعاليمه الأولى وحضارته وقوانينه المعرفية وكلّ ماصادره زمن الطاغية الأوحد ودساتير القبيلة وتحجرها السقيم .
وهاهو قانون غاب آخر يجيز عهد الإماء وعبودية المرأة ونقصان وعيها .
 قرار يشار له بالرقم 137 الصادر عن مجلس الحكم المؤقت ، قرار إلغاء قانون الأحوال الشخصية ، لا أعرف كيف يمكن لمجلس حكم مؤقت ( المفروض جاء بديلا عن زمن التسلط والألغاء الذي أشاعه الطاغية )  أن يصادر حرية ووعي وكيان واستقلالية المرأة وأن يسنّ قرارا تعسفيا  فوقيا وبدون مرجعية أخلاقية أو قانونية ليسقط حق المرأة العراقية في استرداد كرامتها التي أطاحت بها  حجافل الظلام والاستبداد ضدها وطيلة سنين القهر الصدامي .
 المرأة  العراقية كانت تنتظر زمنا ينتصر لها ولآدميتها التي سحقت بكلّ كم العذاب والغياب الذي أنتجته سنين عجاف من الإساءة والتنكيل والتغييب الجسدي والفكري لكيانها المقدس .
 المرأة التي لم تكن تنتظر أن يمارس ضدها تميز وسحق لقدراتها في زمن كان من المفروض أن يؤرخ لعراق دون طغاة أو برابرة، دون ضحايا أو مغيبين ، دون احتقار أو تطرف . عراق يجيز للإنسان أن يجاهر بحريته وأن تجاهر المرأة بتواجدها وفاعليتها الاجتماعية والحياتية .
لا أعرف هل الظلامية التي أقرّت 137 قد أعمتها بصيرتها من النظر إلى واقع هذه المرأة التي ناضلت طيلة عقود طويلة ضد انسحاق العراق تحت قوى الاستبداد والطغيان .
 ناضلت في صفوف أحزاب وتجمعات ونقابات .
 خرجت بتظاهرات واعتصامات ضدّ الاحتلال  والرجعية والدموية والسياسات الارتزاقية ، وطيلة تاريخ العراق الحديث ومنذ تأسيس الدولة العراقية . ألم تكن في الصدارة لمحاربة الطاغية وزمانه المر في جبال كردستان العراق وفي أهوارالجنوب ومدن الوسط .
ودفعت حياتها ثمنا للمباديء أسوة بكل العراقيين في سجون التنكيل والمقابر الجماعية وفي دوائر الشيطان حيث الاغتصاب المنظم لها ولزوجها وأخيها وابنها .
ألم تشتتها المنافي وتثقل كاهلها  لملمة الأسرة من غول المنفى ومخافة الانسحاق .
لا أعرف هل جاء قرار 137 ليؤكد صواب الطاغية وأهليته بتعميم الدمار والعتمة التي رسمت حدود الوطن ، وهاهم  يكملون دورة الظلام .
أم إن القرار أحد استحقاقات الاحتلال والتي ستجلب استحقاقات أخرى تضاف لقهر العراقي وعذاباته اليومية ، وهامشية العيش تحت سقف وطن لايحمي ولايشبع بل ينتج ثقافة الموت الملغم والتقسيم الملغم وإنتاج أبطال جدد ومهرجين صدارات وغربان للجلوس على خرائب وطن كظيم .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي رشيد - زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة