أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامر خير احمد - الاستسلام للعولمة!














المزيد.....

الاستسلام للعولمة!


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا بد من التنويه انه لا يجوز مهاجمة فكرة تعديل المناهج او الدفاع عنها دون الاطلاع على ماهية التعديلات واستبانة اسبابها فالانطباع المأخوذ عن المسألة انها تأتي في سياق اشتراطات ما بعد 11 ايلول الاميركية، غير ان محتوى التعديلات قد يقنع رافضيها بضرورتها خاصة وهي تتوجه لجيل المستقبل الذي سيعيش حياة جديدة في واقعه وفي علاقاته بالعالم بفعل التطور المتسارع للاتصالات.
الواقع ان التعديلات لو جردت من سياق مرحلة ما بعد 11 ايلول فانها تكون تعديلات ممتازة، تساعد غالبا على تنمية روح المدنية عند الطلبة والتي هي اساس الاندماج في مجتمع متحضر قوامه احترام الاخرين وقبول التعددية (السياسية والاجتماعية) معهم، وتفهم حقوق الانسان وتحويلها الى احد عناصر الثقافة التي تحكم سلوك الافراد وتصرفاتهم. والحقيقة ان مثل هذه المفاهيم ضرورية واساسية لاحداث نقلة نوعية في الممارسة الاجتماعية والسياسية في مجتمع كمجتمعنا عاش ظروفا صعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، نجد اثرها اليوم في ضعف المبادرة الفردية وشعور المرء بأن حريته مقيدة دون ان تكون كذلك موضوعيا، وهو ما يفقد «التنمية» بمختلف مجالاتها الزخم المطلوب للنهوض بالاوطان، فتكون الاوطان هي الخاسرة وما دامت مسألة تعديل المناهج تتعلق بالجيل الجديد، فان تنشئته على مفاهيم الحرية والمسواة وحقوق الانسان ستكون الضمانة لتحقيق «التنمية» مستقبلا والحفاظ عليها.
تبقى المشكلة في قضيتين: تتعلق الاولى بتناول موضوع «الارهاب» في التعديلات، باعتباره محور الاعتقاد بعلاقة المسألة باحداث 11 ايلول، وهنا يجب السؤال: هل نؤيد هجمات 11 ايلول؟ بالطبع لا، فهي عمل اجرامي لا يقره ديننا، وبهذا ليس من مشكلة في ادانتها - ضمنيا - في المناهج الجديدة علما بان قضية الارهاب في التعديلات يتم تناولها بموضوعية حيث يوصف بالارهاب من يخطف طائرة في سياق عملية تهريب مخدرات، فيما يشار للدفاع عن الوطان ومقاومة الاحتلال بانها اعمال بطولية تستحق التقدير. وهكذا لن يرى أحد مشكلة في طرح موضوع الارهاب في المناهج الجديدة الا اذا كان يعتقد ان ابن لادن بطل همام!
المشكلة الثانية تتعلق بالترويج للخصخصخة واقتصاد السوق، والتي هي مسائل خلافية تجسد معارضة واسعة في الشارع والمجتمع، وهذا ما كان يجب على التعديلات ان لا تخوض فيه، فالطالب سابقا لم يكن يتعلم الاشتراكية حتى نجهد اليوم في تعليمه اقتصاد السوق وتلميع صورته في ذهنه، كما ان الامر كله لن يكون ذا فائدة تربويا اذا كنا نسعى فعلا، لاقامة دولة التعددية وحرية الاختلاف على اساس قاعدة الاحترام بين الجميع. والمعارضة التي ذهبت لحصر شكوكها في مسألة الارهاب يجب ان تتنبه لمضمون «التربية الاقتصادية» التي تحتويها التعديلات، فهنا تكمن المشكلة الحقيقية لان فكر الطالب فيها يصادر لرؤية اقتصادية دون اخرى.
وهكذا يمكن القول باطمئنان ان مشكلة التعديلات لا تكمن في كونها جزءا من سياق ما بعد 11 ايلول، وانما في كونها «تستسلم» لحالة العولمة الراهنة. وتعتبرها حالة ابدية/ مقدسة يجب تربية الناس عليها!



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامر خير احمد - الاستسلام للعولمة!