أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بلقيس حميد حسن - أوروبا تدخل العراق ..














المزيد.....


أوروبا تدخل العراق ..


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 11:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد سنوات من العنف والاقتتال والتهديم الذي استمر اكثر من ثلاثة عقود , وبعد ان أخذ منـّا اليأس مأخذا ونحن نرى جميع الحلول لبناء واستقرار العراق تسقط , تلوح لنا من بعيد بارقة أمل تعيدنا الى التوازن في النظر لمستقبل بلد مهشـّم ومرضوض رضّ قصب البردي تحت أقدام الوحوش المتصارعة ..
أمل قادم من اوروبا , حيث الصراعات كانت على اشدها وحيث تحطمت هي الاخرى في سنوات عجاف سحيقة كما تحطمنا , وحيث تمزقت بما يساوي تمزقاتنا اليوم وأكثر .
في خبر تداوله الاعلام, أعلنت المفوضية الأوربية ان العراق اوعدها بامدادها بخمس مليارات متر مكعب من الغاز الموجود في المنطقة الغربية من العراق "حقل عكاز " تحديدا , وهذا ان صح استثماره من قبل الاوروبيين الذين وعدوا باكتشاف المزيد من حقول الغاز والصيانة الدائمة لها, سيكون تحقيقا لحلم طال بحل التناحرات على الثروة الوطنية بين ابناء العراق حيث سيتوفر التوزيع العادل للثروة الوطنية وبشكل طبيعي يسهل استثماره للجميع..
لابد وان نتوسم باوروبا شعاعا مماعندها من المحبة والتسامح الذي استطاع ان يجمع المتناقضات العجيبة في تكوينها القومي, فهي حاضنة لأحدى واربعين لغة وعشرات الاقوام والاديان والطوائف التي كانت قبل ستين عاما مضت كتلة نار مشتعلة واحقاد ومحارق وعداوات واحتلالات. .
ولم تلملم اوروبا شمل اجزائها المتناحرة , الا بالتعمق والبحث عن فلسفة البقاء التي اوصلتها الى العلمانية دربا للوصول الى تكوين تكتل اقتصادي وحضاري بشري عظيم تمثل في الاتحاد الاوروبي ..
اوروبا التي تشرع كل ابوابها وشبابيكها لنور العلم والثقافة الجديدة كما تشرعها لجياع العالم ومشرديه ومقهوريه طلبا للحياة وتنفسا لهواء قد استنفذته سجون واجهزة الانظمة الديكتاتورية او المتعصبة بفكر القرون الاولى على ايدي حملة فكر ٍ آمنوا بالعنف طريقاً وابتعدوا عن لغة العقل والحكمة , تستعد اليوم للتعامل مع بلد واقف على طريق الموت الموحش, وعلى العراقيين ان لا يفوتوا الفرصة الذهبية الصريحة صراحة البنـّاء الصادق .
فأوروبا لم تقل للعراقيين جئتكم محررا لا فاتحا.
ولم تقل لهم جئت لسواد عيونكم ولدموع اطفالكم.
انما تحدث المتعامل الاوروبي مع السيد المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي زار بلجيكا عن مصالح متبادلة تفيد جميع الاطراف, وعلينا ان لا ننكر الموقف الانساني الذي يبرز من خلال القبول في التعامل مع بلد كل مابه خطر في خطر , وما الرؤوس التي قطعت للمهندسين والتجار وموظفي الاغاثة الغربيين الذين قتلوا على أيد الارهابيين الا دليلا على ذلك.
لم تأت السياسة الاوروبية الواضحة إلا نتاج تأريخ عريق في التعامل مع حقوق الانسان ومصالح الشعوب وفهم التعامل الاقتصادي المنفتح , وهذه هي العلاقات التي يحتاجها بلد يدمر منذ عشرات السنين كالعراق, ويحتاجها شعب تصل لديه البطالة حدا مفزعا ويصل به الفقر حد التضور .
كما ان الأمل في بناء العراق ليس في خدمات الكهرباء والماء النظيف وبنايات الاسمنت المسلح والشوارع والساحات فقط , انما الأمل في ان يشرق علينا ما عند اوروبا من الوعي الديمقراطي لاختلاف الافكار والانتماءات , و نظرة حضارية للحياة غادرتنا منذ ان تناحرت الاحزاب في بلدنا وتناهبت الفكر فيه اطرافا خارجية لا تريد للعراق سوى استنزاف طاقاته وهدرها كخادم منفذ لمشيئة اسياده تاركا ابناءه نهباً لشوارع المدن والصحاري والأصقاع البعيدة ..
.
فهل لنا بها قدوة وعبرة , ليكون البناء الجديد فوقيا وتحتيا , يستمر ويبقى بقاء اوروبا متحدة سعيدة قادرة على مسايرة الحضارات واستيعاب علوم العصر وافكاره.
ماعلينا كعراقيين الا التمسك برغبة اوروبا الحقيقية لإنجاز بناء قويم يداوي بعض الجروح , وماعلى الحكومة العراقية إلا توفير الأمان للاوروبي القادم بنيـّة سليمة مبنية على المصالح الإنسانية الضرورية المتبادلة بين البشر والتثقيف المسبق بدوره المهم في بناء الوطن المدمى ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بلقيس حميد حسن - أوروبا تدخل العراق ..