عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 05:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(( لا يمكن أن زوال شقاء الجنس البشري مالم يحكم الفلاسفة العالم .. ))
سقراط
قبل الدخول لمقالتي يجب علينا بالبداية تعريف الفيلسوف أولا حتى تحقق المقالة هدفها الحقيقي في مقارنة استغرقت مني أياما حتى تبرق داخل عقلي الصغير .. لا اقصد بالفيلسوف ممن يحمل اللقب الأكاديمي من اختصاص بدرجة الدكتوراه وما بعدها لأن هؤلاء السادة الكرام لا يمثلون الفلسفة في شيء لا من قريب ولا من بعيد وظيفتهم الوحيدة هي الشرح والنقل وإضافة المجد الأكاديمي لأسمه بين الدوائر العلمية . الفيلسوف الحقيقي ذاك الفيلسوف الذي يرى الوجود والبشر ككيان واحد وهو نقطة صغيرة متفاعلة بشكل أيحابي ضمن ذلك الجسد ، دراسة الفلسفة بالنسبة للفيلسوف هي دراسة الطب بحثا عن أسباب المرض وطرق العلاج ومن ثم البحث عن برامج للوقاية الصحية السلمية نحو الوصول لحياة خالية من الألم والحزن ، الفيلسوف يرى أي حاكم طاغية هو عبارة عن ورم خبيث نشا ضمن جسد( مجتمع ) مستعد لولادة مثل هذا النسيج المدمر وحتى أن يزيل الطاغية يجب عليه أولا تحفيز الجسد على مقاومة هذا الورم .. لا يؤمن الفيلسوف بالجزيئيات وكل ما يشغله الكليات كنظام كوني واحد دون النظر له كأجزاء منفصلة ..
على العكس تماما نرى رجل الدين ( الكاهن ) فهو مشغول دائما بتشريح الجسد ( العالم ) والنظر لتلك الأجزاء كوحدات منفصلة ولا يعترف ( وبأمر مباشر من الله ) بوجود كيان واحد، يقطع الوجود إلى وحدات أصغر لمسخها ومن ثم محاولة زرع System خاص لكل وحدة ليسهل عليه السيطرة على مفردات ذاك System، يعتبر بأن عملية ربط أي جزء بالجزء الأخر هي زندقة وكفر والحاد ، جريمة تستحق أقصى عقوبة منصوصة في كتاب العقوبات الإلهية الذي لا يفارقه حتى في نومه ، رجل الدين يرى الزواج من شخصين على دينين مختلفين كفر ويرى أن أي شخص صافح النبي محمد فقط هو أفضل من أي شخص في العالم ويرى بأن المخترع ( أديسون )الذي أضاء لنا العالم سيدخل جهنم لأنه لم يكن مسلما أو حتى لم يعترف بولاية الأمام علي ( !!! ) ورجل الدين يرى بأن الدين يورث من الأب للطفل ... رجل الدين مشغول فقط بالجزيئيات و لا يهتم بالكليات لأنها تعني عنده من العلوم المحرمة ..
الفيلسوف الحقيقي أستاذ بارع في فن النقش وفن الرسم وفن النحت يخلق لنا عوالم من مكعبات صغيرة متناثرة هنا وهناك ورجل الدين أستاذ بارع في التفكيك والتدمير وتلك القطع الصغيرة لا يمكن أن تجتمع حتى يأتي وعد الله أو يأتي المنقذ المخلص بعد 10000000000000000000000000000 سنة أنشاء الله .
سأختتم مقالتي بنص شعري لأبي وأستاذي السيد نزار قباني :
وإذا لم أستطع أن أقتل الوحش ..
فحسبي أنني أحدثت ثقبا في الجدار
شكرا لاهتمامكم
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟